اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
من لوازم أي تجمع بشري في مكانٍ ما، وجود مكان لممارسة الشعائر الدينية، ونحن كمسلمين نسمي هذا المكان مسجد، فهو قبلتنا، نجتمع فيه خمس مرات يومياً، نجددُ ايماننا بالله عزوجل، ونتزودُ بالطاقةِ الإيمانية لتعيننا على نوائب الحياة، ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ، فكان أول عمل قام به في المدينة هو بناء المسجد النبوي.
لم يكن المسجد للصلاة فقط، بل لتآلف القلوب وصناعة المجاهدين وتعليم الناس الخير، لذا نرى عبر التاريخ أن الغزاة للبلاد الإسلامية حرصوا على تدمير المساجد لتدمير دوره في بناء المجتمع.
وقفزاً على مراحل تاريخية طويلة وصولاً لمرحلة العدوان على غزة2023، فإن نزوح الناس من بيوتهم لمناطق أخرى، أوجد ضرورة بناء مرافق تخدمهم مثل العيادات الطبية أو المصليات أو المطابخ ' التكية' في مخيمات إيواء للنازحين.
ولأن مساحة المخيم لا تسمح بإقامة مسجد كما هو معروف من حيث المساحة والتجهيزات، فقد تم الاكتفاء بإقامة مُصلى صغير يستوعب إلى حد ما أعداد النازحين، خاصة إن كان المخيم بعيداً عن أقرب مسجد.
لم يقتصر عمل المُصلى على الصلاة فقط، بل، كنا نمارس فيه ما كنا نمارسه بالمساجد من تنظيم حلقات لقراءة القرآن وتحفيظ الأطفال من الجنسين وتعليم الدروس للناس وتنظيم مسابقات للأطفال.
واستناداً لإحصائيات وزارة الأوقاف في غزة، فقد أعلنت أن الاحتلال دمر (1109) مساجد كليًا أو جزئيًا، من أصل (1244) مسجدًا، أي 89% من مساجد القطاع، بينها (834) مسجدًا سويت بالأرض، كما دمر (3) كنائس، واستهدف (643) عقارًا وقفيًا وعدة مؤسسات شرعية وإدارية، بينها مقر الوزارة وإذاعة القرآن الكريم.
أختم وأذكر أنه اثناء ركوبي على عربة حمار دار حديث مع قائد العربة حول تدمير المساجد، فقال لي: هل تظن أن الله عزوجل سيترك من دمر بيوته بلا عقاب؟ هنا استشعرتُ معنى الآية العظمية ' وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة.
الانتقام قادم من الله عزوجل، لكننا قوم مستعجلون.