اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
كشف وكيل المخابرات العامة المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري، كواليس اجتياز حركة حماس وسكان من غزة، للحدود المصرية عام 2008، مؤكدا أن التعليمات كانت عدم إطلاق رصاصة واحدة.
ووصف الدويري، خلال لقاء تلفزيوني بقناة 'القاهرة الإخبارية' تم بثه الجمعة، اجتياز حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية للحدود المصرية في 25 يناير 2008 بالخطأ الفادح، موضحا أنه كان تطورا سلبيا للغاية في مسار العلاقات بين مصر وحماس، ولم يكن له أي مبرر.
وأضاف أن جهاز المخابرات العامة المصري كان يتابع هذه التحركات قبل حدوثها، وتم تكليفه شخصيا قبل أيام من الواقعة بتوجيه رسالة تحذيرية إلى قيادات حركة حماس، مفادها أنه تم رصد تكتلات وتحركات تشير إلى محاولة اختراق للحدود، 'ونصحناهم بعدم الإقدام على هذه الخطوة'، وفق قوله.
وواصل حديثه قائلا: 'من الواضح أنهم كانوا قد اتخذوا قراراهم بالفعل، وهو قرار خاطئ بنسبة 100%، وتم اتخاذه تحت مبررات غير منطقية، أبرزها الحديث عن وجود حصار'.
وأكد الدويري أنه 'لم يكن هناك حصار على غزة بالشكل الذي تم الترويج له، لأن معبر رفح – رغم كونه مخصصا للأفراد – كانت مصر تستخدمه لتمرير العديد من المساعدات، خاصة الطبية والغذائية، كما كانت هناك علاقات قائمة بين حماس والتجار الإسرائيليين، وكانت حركة التجارة بين غزة وإسرائيل نشطة إلى حد كبير'.
وأشار إلى أن 'ما حدث لم يكن له مبرر سوى محاولة خلط الأوراق في توقيت حساس'، منوها بتعامل مصر مع عملية اجتياز الحدود 'بشكل حضاري ومسؤول' رغم سقوط ضحايا من القوات المصرية.
وذكر وكيل المخابرات المصرية السابق، أن 'تعليمات واضحة صدرت من القيادة المصرية آنذاك بعدم إطلاق طلقة رصاص واحدة على من يعبر الحدود، رغم تعرض بعض الضباط والجنود المصريين لإصابات، واستشهاد أحد الضباط على يد عناصر من الطرف الآخر'.
وأضاف أنه 'رغم ذلك، لم يصب أي فلسطيني خلال الواقعة، لأننا كنا ندرك أنهم دخلوا للبحث عن الطعام والاحتياجات الأساسية، وكان التقدير أن الأمر مؤقت، وسيتوجهون لاحقا للعودة'.
وعن طريقة احتواء الموقف، قال الدويري، إن رئيس جهاز المخابرات العامة آنذاك أصدر تعليمات مباشرة باستدعاء جميع قيادات حركة حماس من الداخل والخارج، وعُقد اجتماع موسع، موضحا أنه حضر هذا الاجتماع بشكل شخصي، وتم إبلاغ قيادات حماس بشكل حاسم أن ما حدث غير مقبول، وأن على جميع من دخل الأراضي المصرية العودة خلال أيام قليلة'.
ولفت إلى نقل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس حينها، 'رسالة شديدة اللهجة إلى عناصر الحركة، أكد فيها أن عدم انسحاب من دخل إلى الأراضي المصرية سيؤدي إلى تطورات أخرى في الموقف المصري'.
وقال الدويري، إن حماس تلقت الرسالة بجدية، وأدركت أن مصر لا تساوم حين يتعلق الأمر بأمنها القومي، وهو ما دفعها لإصدار تعليمات بعودة كل من دخلوا الأراضي المصرية إلى قطاع غزة.
ونوه بأن هذه الواقعة كان لها آثار سلبية كبيرة وأدت إلى تجميد مؤقت للدور المصري في الملف الفلسطيني، وأثارت غضبا واضحا لدى القيادة المصرية، ما استدعى تهدئة الموقف لفترة قصيرة، وبعد بضعة أسابيع فقط، عادت القاهرة لتحريك جهود الوساطة وأطلقت ما سُمي بحوار القاهرة عام 2008.
وأشار إلى استدعاء مصر جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، وبدأ العمل على صياغة ورقة تفاهم فلسطينية مصرية، أكدت على عدة مبادئ أساسية، أبرزها حرمة الدم الفلسطيني، 'الذي أُريق خلال أحداث الانقسام الداخلي وانقلاب حماس عام 2007'.
وذكر أن مصر ركزت على أهمية الحوار كوسيلة لحل الخلافات، وضرورة إعادة وحدة الأراضي الفلسطينية، وإحياء مفهوم اللحمة الوطنية، مؤكدا أن القاهرة كانت حريصة على التحرك بسرعة إدراكا منها أن التأخر سيصعب من فرص استعادة التوافق، وفق قوله.
المصدر: RT