العودة إلى ركام .. أفضل استطلاع لرأي الغزيين؟

رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية محمد أبو قمر من قطاع غزة..

كيف يمكن أن تفهم هذه العودة لمئات الآلاف من المواطنين إلى شمال غزة، إلى مناطق دمر معظمات خلال عمليات الاحتلال المتكررة في تلك المناطق وبعد أن كان واضحًا بالنسبة الكبيرة من المواطنين لما كان يخطط له الاحتلال في تلك المناطق منها التهجير والاستيطان؟

أعتقد أن هذا أفضل استطلاع بالعالم بما يخص التهجير والعودة للركام، ونتحدث عن دمار بنسبة 90% ومدمر بشكل كامل وخاصة بسبب العملية العسكرية الأخيرة للاحتلال، وهذا باعتقادي استطلاع لمزاج كل المواطنين فيما يتعلق بحديث ترامب وما قبله خطة الجنرالات لمحاولة التهجير.

أعتقد أن هذه السيول البشرية التي تحركت من جنوب القطاع لشمال هي رسالة للجميع أن الخطط فشلت، وأعتقد أن حديث ترامب جاء بعد الدمار وظنه أنه يعطي رغبة لبعض المواطنين بأنهم سيبعثون لبعض الدولة العربية مع بعض المزايا لكن العودة هي تعيد المؤشرات حتى لترامب نفسه، على أن الشعب الفلسطيني سيعمل كل ما يرغب به.

كان هناك ردات فعل إسرائيلية كبيرة بما يتعلق بأن الحرب على غزة وعلى اعتبار أن عودة النازحين كان ملف ضاغط على الشعب وفشل استمرار فصل شمال القطاع عن جنوبه، وهذه أفضل المزايا التي خرجت بها المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وعودة النازحين هي مؤشر قوي لإنهاء الحرب على غزة.

النازحين يعودون بلا شيء، كيف يمكن أن يتدبر النازحون العائدون أمورهم خلال الفترة القادمة، مسألة أن تقام الخيمة فوق ركام المنزل هي رمزية أكثر منها عملية؟

لتوضيح الصورة أكثر فإن محافظة غزة أفضل من محافظة الشمال بحكم العملية العسكرية الأخيرة التي امتدت، وضع الخيمة فوق الركام أمر غير سهل وغير منطقي، لا يوجد أرض مستوية في كل شمال قطاع غزة وهذه معضلة كبيرة جدًا، في جباليا من عاد يرى أطنان من الركام من الصعب وضع الخيمة فوقها.

تهيئة الأوضاع تحتاج لمعدات كبيرة جدًا وأعتقد أنها خارج كل الإمكانيات الموجودة في قطاع غزة وتحتاج لتنفيذ الاتفاق على إزالة الركام وإعادة الإعمار سريعًا خاصة أن الالاف من الشهداء لا زالوا تحت الركام.

الأمر الآخر هو عدم وجود المياه الصالحة للاستخدام أو الشرب، من يصل للشمال لا يستطيع الحصول على المياه إلا من بعض الشاحنات المتنقلة والأمور صعبة.

أعتقد أن عودة النازحين بهذه الأعداد ستساعد بحلول فردية أن يتساعد المواطنين بالبحث عن مخارج المياه مثل الآبار وإعادة تأهيلها بشكل ذاتي حتى تعود الأمور لنصابها.

والنداء من مكتب الاعلام الحكومي حين قال أن شمال غزة بحاجة لأكثر من 135 ألف خيمة، وعدم التحرك السريع بهذه الأمر سيزيد من صعوبة العيش والعناء على المواطنين العائدين.