خمسة شهداء برصاص الاحتلال بينهم شقيقان من بيت ريما

كتب مندوبو 'الأيام':

استشهد خمسة مواطنين، بينهم شقيقان شابان من بلدة بيت ريما، خلال التصدي لعمليات اقتحام في بلدة بيت أمر وقريتي كفر عين والمغير، وفي عملية إعدام ميداني نفذتها قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

فقد قتلت قوات الاحتلال بدم بارد، فجراً، الشابين الشقيقين جواد وظافر عبد الرحمن الريماوي (22 و21 عاما) على التوالي من بلدة بيت ريما، شمال غربي رام الله، عبر استهدافهما بالرصاص، أثناء وجودهما في قرية كفر عين المجاورة.

ووقع نبأ استشهاد الشابين كالصاعقة على كل من عرف الشقيقين، فالأخ الأكبر تخرج منذ عام من كلية الأعمال والاقتصاد في جامعة بيرزيت، وكان يعمل في البنك الإسلامي العربي، بينما الآخر كان طالبا في كلية الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة ذاتها، من هنا فقد جرى تنظيم تشييع مهيب للشهيدين في حرم الجامعة في بلدة بيرزيت، قبل أن يتم نقلهما إلى مسقط رأسهما، ومواراتهما الثرى في مقبرة بيت ريما.

وأعلنت وزارة الصحة في بيانين منفصلين عن استشهاد الشقيقين، حيث أشارت بداية إلى استشهاد جواد، جراء إصابته بعيار ناري في الحوض، لافتة إلى خطورة إصابة شقيقه الأصغر جراء استهدافه برصاصة في الصدر، قبل أن تعلن عن استشهاده في بيان لاحق.

وروى رئيس مجلس قروي كفر عين محمود الرفاعي أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية في ساعة مبكرة صباحا، حيث دارت مواجهات بينها وبين عدد من الشبان.

وأضاف، أثناء انسحاب قوات الاحتلال من القرية، أطلقوا الرصاص على أحد الشهيدين وتحديدا جواد، فسقط على الأرض، فهب شقيقه ظافر لنجدته، ليسارع جنود الاحتلال إلى استهدافه بالرصاص أيضا، حيث أصيب بعيار ناري في الصدر، ليرتقي شهيدا بجانب شقيقه.

واعتبر ما حدث جريمة نكراء، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يحتاج إلى مبررات لاستهداف المواطنين.

وكان جرى في أعقاب استهداف الشقيقين، نقلهما إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث احتشد آلاف المواطنين، الذين بدت عليهم إمارات الحزن والغضب لاستشهاد الشقيقين.

وفي وقت لاحق، جرى تشييع الشهيدين الشقيقين من أمام المجمع الطبي، باتجاه حرم الجامعة، حيث تم إلقاء نظرة الوداع على جثمانيهما من أصدقائهما وزملائهما في الجامعة، وسط ترديد هتافات تستنكر جرائم الاحتلال.

وانطلق المشيعون بعد ذلك في مسيرة مركبات إلى بيت ريما، وتحديدا منزل العائلة، حيث تم إلقاء نظرة الوداع على جثمانيهما من أفراد أسرتهما، وأقاربهما الذين عجز الكثيرون منهم عن كبح جماح دموعهم، قبل أن يتم أداء صلاة الجنازة على روحيهما الطاهرتين، ثم مواراتهما الثرى.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، في كلمة له خلال التشييع، إن الجريمة بحق الشهيدين تجسد طبيعة الحكومة الإسرائيلية 'الفاشية'، ما يستدعي ترتيب الأوضاع الداخلية، عبر إنهاء الانقسام، وتفعيل المقاومة الشعبية.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف، أن جرائم الاحتلال تهدف إلى محاولة كسر إرادة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى بلوغ عدد الشهداء في الضفة والقطاع منذ بداية العام الحالي أكثر من 200 شهيد.

كما ألقى عم الشهيدين ظافر الريماوي، وهو أسير محكوم بالسجن 32 عاما، قضى منها 21 عاما، كلمة من داخل سجنه، استنكر فيها الجريمة الإسرائيلية، بيد أنه أكد أن ممارسات الاحتلال لن تفت في عضد الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيظل وفيا لشهدائه، وسيواصل مسيرة النضال حتى إنجاز حقوقه الوطنية.

من جهتها، نعت جامعة بيرزيت الشهيدين، معلنة الحداد مدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، كما علقت الدوام لإتاحة المجال للمشاركة في جنازة الشهيدين.

وشهيد في بيت أمر

وفي بلدة بيت أمر، شمال الخليل، استشهد المواطن مفيد محمد محمود خليل (44 عاماً)، وأصيب 9 آخرون بالرصاص خلال تصدي الأهالي لعملية اقتحام، فيما أصيب 19 مواطناً بالرصاص خلال مواجهات عنيفة أعقبت تشييع الشهيد.

وأفادت مصادر محلية بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة رشق خلالها الشبان القوة المقتحمة بالحجارة والمفرقعات وخلالها تعرضت مركبة عسكرية لعطل.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة ترافقها جرافة عسكرية إلى البلدة لسحب الجيب، ما أدى إلى ازدياد حدة المواجهات، والتي تخللها إطلاق جنود الاحتلال الرصاص بكثافة ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات.

وأوضحت وزارة الصحة أن من بين المصابين 9 بالرصاص الحي، أحدهم إصابته خطيرة في الرأس، وأعلن عن استشهاده لاحقا، وإصابة متوسطة في الكتف، وأخرى في الصدر وحالته مستقرة، وأربع إصابات بالرصاص الحي في اليد، وإصابة طفيفة في القدم، وأخرى في الساق.

وأعلنت حركة فتح في البلدة، الإضراب الشامل.

وظهراً، شيعت جماهير غفيرة في بيت أمر، جثمان الشهيد خليل.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي، باتجاه منزل ذوي الشهيد خليل، حيث ألقت عائلته وأصدقاؤه نظرة الوداع على جثمانه الطاهر، ومن ثم تمت الصلاة عليه، ومنه إلى مقبرة البلدة، حيث ووري الثرى.

وبالتزامن مع مراسم التشييع، منعت قوات الاحتلال العشرات من المواطنين من الوصول إلى المقبرة للمشاركة في التشييع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أسفرت عن إصابة 7 مواطنين بالرصاص الحي، و12 بالرصاص المطاطي والعشرات بالاختناق.

وأفاد شهود عيان، بأن سبعة شبان أصيبوا بالرصاص الحي في المناطق السفلية، نقلوا إلى مستشفيي الأهلي وعالية لتلقي العلاج، و12 مواطنا أصيبوا بالرصاص المطاطي، والعشرات بالاختناق خلال المواجهات التي أعقبت التشييع.

وشهيد من بيتونيا

وعلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، استشهد المواطن راني مأمون فايز أبو علي (45 عاماً)، من بلدة بيتونيا، في عملية إعدام ميداني نفذتها قوات الاحتلال، بزعم تنفيذه عملية دهس قرب مستوطنة 'كوخاف يعقوب' الجاثمة على أراضي بلدة مخماس، شمال القدس المحتلة.

وأفاد شهود عيان، بأن شرطة الاحتلال لاحقت مركبة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وأطلقت النار على إطاراتها، فانحرفت عن الطريق واصطدمت بحاجز معدني.

وأشاروا إلى أن عناصر شرطة الاحتلال ترجلوا عقب ذلك من مركباتهم وفتحوا نيران أسلحتهم صوب سائق المركبة من الزجاج الخلفي.

وأكدوا أن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى المكان لإخلاء سائق المركبة، وأغلقت المنطقة ومنعت حركة المركبات ساعات عدة.

من جهته، زعم الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيان، 'قرابة الساعة العاشرة وأربعين دقيقة، ورد بلاغ عن عملية دهس بالقرب من مفترق (كوخاف يعقوف). لاحظ ضباط الشرطة أثناء قيامهم بنشاط روتيني في تلك المنطقة سيارة مشبوهة تسير بسرعة، على نحو متعرج يشكل خطرا على حياة المارة، فبدأت الشرطة بمطاردة السيارة بغية إيقافها وطلبت إقامة حواجز على الطريق'.

وتابع البيان، 'أثناء المطاردة، تم تلقي بلاغ عن عملية دهس. أدرك رجال الشرطة على الفور أن السيارة التي يطاردونها متورطة في هجوم الدهس، وأطلقوا النار على الفور بدقة على عجلات المركبة'.

وزعم، بالرغم من إصابته استمر المشتبه به في القيادة. لكن الشرطة واصلت مطاردته وتمكنت في نهاية المطاف من الاقتراب منه وكسر نافذة السيارة والسيطرة على منفذ العملية الذي تم تحييده.

من جهتها، قالت نجمة داوود الحمراء، 'تم نقل المصابة إلى وحدة العناية المركزة المتنقلة التي نقلتها إلى المستشفى في حالة خطيرة ولكنها مستقرة'.

من جهتها، قالت مراسلة الإذاعة الإسرائيلية، إن منفذ العملية يدعى راني مأمون فايز أبو علي، وأب لخمسة أطفال، وهو من سكان بيتونيا، ولديه تصريح عمل في المنطقة الصناعية لمستوطنة 'أريئيل'.

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية 'كان'، 'إن قوة خاصة من الجيش قامت بمطاردة المركبة وتصفية المنفذ خلال محاولته الفرار باتجاه رام الله'.

فيما قالت هيئة البث الإسرائيلي 'مكان'، قامت قوة من الشرطة بإطلاق النار على الإرهابي وأصابته بجروح بالغة الخطورة. ونقل إلى مستشفى لتلقي العلاج الطبي. لكن بعد مضي فترة من الوقت أقر الأطباء وفاته.

وشهيد في المغير

وفي قرية المغير، شرق رام الله، استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها قرية المغير، شرق رام الله.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شاب بعد إصابته بالرصاص الحي في صدره أطلقه صوبه جنود الاحتلال خلال اقتحامهم القرية.

وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان كاظم حج محمد، إن قوة من جيش الاحتلال دهمت القرية، وأطلقت الأعيرة النارية صوب عدد من الشبان الذين حاولوا التصدي للاقتحام، ما أدى لإصابة أحدهم بالرصاص الحي في الصدر، نقل على إثرها إلى عيادة طبية في بلدة ترمسعيا المجاورة، ومنها إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته.

وذكرت مصادر محلية لـ'الأيام'، أن الشاب رائد غازي النعسان (21 عاما)، هو أسير محرر، أصيب بعيار ناري في الصدر خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال قرية المغير ونقل إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله.

حيث أعلن عن استشهاده، قبل أن يتم نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، تمهيدا لتشييع جثمانه، اليوم.

ولفتت إلى إصابة عدد من المواطنين بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال صوب المواطنين.