أحداث المسجد الأقصى.. المقدسيون يسرجون الأقصى دمائهم

غزة- الرأي-ألاء النمر

لم تتمالك سيدة مقدسية نفسها في فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت تصرخ وتبكي وتردد: (هذا هو حال مسجد مسرى رسول الله، يا أمة الإسلام، هذا هو حال مسجدكم، وإسلاماه، وأقصاه، وامعتصما، الله أكبر، الله أكبر).

فمنذ ساعات الصباح، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي وابلًا من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت وأخرى مسيلة للدموع، أثناء اقتحامها باحات المسجد الأقصى بشكل مفاجئ ومهاجمتها للفلسطينيين.

بدا المشهد أشبه بساحة حرب لكنها غير متكافئة مع سقوط العشرات من المصلين مصابين رغم محاولاتهم تفادي الذخيرة التي لم تتوقف مترافقة مع أصوات قنابل الصوت والمسيلة للدموع.

في ساحات المسجد كان بالإمكان رؤية كميات كبيرة من الحجارة تختلط مع مخلفات قنابل الصوت والمسيلة للدموع، بجوارها عدد من سجادات الصلاة التي جلبها معهم المصلون، بحسب شهود عيان.

وأوقعت المواجهات الدائرة اليوم بين مصّلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، “مئات الإصابات” بعد نهاية أسبوع اتسمت بصدامات عنيفة ومع تزايد الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلنت تونس أن مجلس الأمن سيعقد اليوم جلسة مغلقة بناء لطلبها.

وتجددت المواجهات بعدما تصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه وألقى مئات الفلسطينيين مقذوفات وحجارة باتجاه قوات الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاط وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.

ساحة حرب

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن الوضع في باحات المسجد عبارة عن ساحة حرب حيث يطلق الجنود الإسرائيليون الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت نحو المصلين.

وأضاف الشيخ الكسواني أن القوات الإسرائيلية متواجدة فوق سطح قبة الصخرة المشرفة وعلى أبواب المسجد القبلي والمرواني.

وقال الكسواني إن الإصابات داخل المسجد الأقصى بالعشرات، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت من جميع الأبواب المؤدية للمسجد الأقصى وحاصرت جميع المعتكفين، واعتقلت كل من يخرج من أبواب المسجد.

ولفت إلى أن عناصر من القوات الإسرائيلية دخلت العيادة وغرفة الصوتيات في المسجد القبلي، لافتا إلى أن المصلين يحتمون بقبة الصخرة بسبب كثافة استعمال القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع.

واندلعت مواجهات عنيفة داخل باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الاثنين، بعد اقتحامه من قبل العشرات من عناصر القوات الإسرائيلية عبر باب المغاربة.

5 حلات خطرة

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب إنه سجل 'أكثر من 278 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة'.

وأضاف: 'هناك أكثر من 153 إصابة نقلت للمستشفيات، بينها 5 إصابات خطيرة جدا'.

ولفت الهلال الأحمر الفلسطيني إلى 'إصابة عدد من مسعفيه العاملين بمحيط الأقصى والبلدة القديمة'، وشوهد أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية وهو يعتدي بالضرب على أحد المسعفين.

وأشار الهلال الأحمر إلى أن 'قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع طواقمه في القدس من الوصول إلى المسجد الأقصى لتغطية الأحداث وتقديم الإسعافات'.

كما اعتدت القوات الإسرائيلية على الصحفيين عند 'باب الأسباط' أحد أبواب المسجد الأقصى، أثناء تغطيتهم للأحداث.

ليلة ساخنة

وجاءت هذه الأحداث بعد ليلة ساخنة من الصدامات في القدس المحتلة شملت عدة مناطق، مما أسفر عن إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، في حين توسعت رقعة الغضب الفلسطيني لتشمل الخط الأخضر وغزة.

واستمرت المواجهات الليلية على مدى ساعات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال في باب العامود وباب الساهرة وحي الشيخ جراح، وذلك على خلفية مخطط إسرائيلي لتهجير عائلات فلسطينية مقدسية من الحي.