اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ شباط ٢٠٢٥
شددت الشرطة في غزة على أن الأمن سيبقى مستتبا وأنها لن تغادر الميدان وستواصل تقديم خدماتها للمواطنين، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى تحديات تواجهها واحتياجات لازمة لعملها.
وقال الناطق باسم الشرطة العقيد محمد الزرقا: عازمون ومصرون على مواصلة عملنا، بكل الظروف وأقل الإمكانات.
وأفاد العقيد الزرقا في تصريحات خاصة بصحيفة 'فلسطين' أمس، بأن الشرطة أعادت انتشارها بعد دخول اتفاق وقف العدوان على غزة حيز التنفيذ بما يتلاءم مع الوضع الجديد ووفق المعطيات الأمنية الجديدة وباشرت مراكزها العمل في جميع محافظات غزة وتقديم الخدمات الشرطية للمواطنين.
وخلال حرب الإبادة الجماعية على غزة التي استمرت 471 يوما، استهدفت قوات الاحتلال عناصر وقادة الشرطة في غزة، وهو ما تكرر أيضا في حوادث مختلفة أثناء سريان اتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية.
وأوضح العقيد الزرقا أن 20 مركز شرطة يعملون الآن في قطاع غزة ويقومون بدورهم الشرطي المناط بهم، لافتا إلى أن العبء الأكبر يقع على إدارة هندسة المتفجرات لوجود الكثير من الأجسام والذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة التي تشكل خطرا على حياة المواطنين.
وبين أن هندسة المتفجرات تعمل على تحييد هذه المخاطر، لافتا إلى تفعيل الرقم المجاني الوطني 100 للشرطة والرقم 109 الخاص بعمليات وزارة الداخلية والأمن الوطني، واستقبال الكثير من نداءات الاستغاثة والطوارئ عبر هذين الرقمين والتعامل معها وإرسال الطواقم للميدان للتعامل مع هذا الخطر رغم عدم امتلاك الأدوات والإمكانات اللازمة.
وقدر العقيد الزرقا وجود أكثر من 30 ألف جسم مشبوه خلفه الاحتلال في قطاع غزة، منبها إلى أن طواقم هندسة المتفجرات لا تستطيع انتشال هذه الأجسام حيث تحتاج معدات خاصة ورافعات وهناك ما يزن منها أكثر من طن، لكنها تحضر للمكان وتنزع الصاعق لتحييد خطر هذه القذائف وتضع إشارات وتمنع المواطنين من الاقتراب منها.
مهام وتحديات
كما قال الزرقا: إن الشرطة في غزة تؤدي المهام الشرطية المتعارف عليها بالامكانات المتاحة، ومن ذلك استقبال مراكزها المواطنين وحل الخلافات والمشاكل واستقبال الشكاوى على مدار الساعة.
وفصل المهام قائلا: تعمل إدارة المرور على تسهيل حركة المركبات والانتشار في المفترقات، وتتابع إدارة المباحث العامة التجار والمحتكرين، بينما تحدد إدارة مباحث التموين الأسعار والمنتجات منتهية الصلاحية وتقوم بدورها على أكمل وجه، وتنظم إدارة شرطة البلديات الأسواق، وتقوم إدارة مكافحة المخدرات بواجبها وهناك الكثير من الضبطيات، وتم إتلاف الكميات التي أحضرت بوجود القضاء العسكري.
وعن التحديات التي تواجهها الشرطة حاليا، قال العقيد الزرقا: إن أولها تهديد الاحتلال الإسرائيلي بعودة الحرب واستهداف الشرطة مجددا ولا يزال هذا الخطر قائما.
وأوضح أن التحدي الثاني هو نقص الإمكانات التي وصفها بالصفرية، والثالث قلة العنصر البشري نتيجة استهدافات الاحتلال لرجال الشرطة.
وأفاد بأن ثلث الكادر البشري في جهاز الشرطة يتوزع بين شهيد ومصاب وأسير في إثر حرب الإبادة الجماعية.
وأسفرت الحرب عن استشهاد 1400 من رجال الشرطة في مقدمتهم مديرها العام اللواء محمود صلاح وأسر 211 في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإصابة آخرين، وفق الزرقا.
ورغم ذلك، أكد الناطق باسم الشرطة أنها بقيت على رأس عملها في تقديم الخدمة الشرطية والحفاظ على أمن المواطنين الخاص والعام وممتلكاتهم وسلامتهم في الظروف والأوقات كافة وتحت القصف.
وتابع: 'كنا في دائرة الاستهداف الصهيوني المباشر وقدمت الشرطة خيرة أبنائها شهداء في هذه الحرب الضروس'.
ولم يكتف الاحتلال باستهداف الشرطة خلال حرب الإبادة، ولكنه كرر ذلك أثناء الوقف المقرر للعدوان، ومن ذلك ارتقاء شهداء من رجال الشرطة منذ الساعات الأولى من دخول اتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني في خانيونس وغزة ولاحقا رفح.
وأكد أن الاحتلال كان يتعمد ضرب الشرطة لخلق حالة من الفلتان والفوضى داخل قطاع غزة خاصة في موضوع إدخال المساعدات حيث كان للشرطة دور مهم جدا في تأمينها ووصولها للمواطنين لتلبية الاحتياج والأمن الغذائي.
كما كان الاحتلال يتعمد استهداف الشرطة ودورياتها والزي الشرطي لخلق حالة من الإرباك والشعور لدى المواطنين بانعدام الأمن والثقة في المؤسسة الأمنية، بحسب الزرقا.
وعن الآليات التي واجهت بها الشرطة معوقات العمل خلال حرب الإبادة، قال: جهاز الشرطة أعد خطة طوارئ قبل الحرب فيها عدة سيناريوهات تصور من ضمنها استهداف مقراته وقياداته ومراكزه وما شابه وبنى هيكلية مرنة تتناسب وكل الظروف والمعطيات الميدانية فكان متسقا ويعمل على مدار الساعة بما أعده من خطط الطوارئ وغرف الاتصال والقيادة والتحكم والعمليات لإدارة الميدان.
وأضاف: هذا ساعد كثيرا في إنجاز الأعمال فترة الحرب والطوارئ وقد عملنا في كل الظروف وكنا ملتصقين بأبناء شعبنا نقدم لهم الخدمات.
احتياجات ومطالب
وقال الزرقا: إن احتياجات جهاز الشرطة في غزة كبيرة فقد خرج من حرب الإبادة بإمكانات معدومة.
وطالب المجتمع الدولي والوسطاء وأحرار العالم بتوفير الإمكانات اللازمة للشرطة خاصة أنها جهاز مدني وفق كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ويحظر على أي قوة استهدافها.
وعن طبيعة الإمكانات، قال الناطق باسم الشرطة: نحتاج معدات وأدوات ومركبات وإعادة بناء مقرات جهاز الشرطة ليقوم بواجبه على أكمل وجه وإعادة بناء مختبراته وإدخال المعدات الخاصة بإدارة هندسة المتفجرات وذلك لتأمين طواقمها أثناء عملها.