هل تحولت الانتخابات الى مشكلة؟

بالمختصر .. وربما المفيد

هل تحولت الانتخابات الى مشكلة؟

ابراهيم دعيبس

الانتخابات النزيهة والحقيقية هي الحل لكل ما يواجه الناس والوطن من قضايا، ونحن احوج ما نكون الى انتخابات حقيقية للخروج، اذا امكن، من المأزق الذي نحن فيه والابواب المغلقة التي تواجهنا، وعلى الطريق الى اقتراح الانتخابات في ايار القادم، نجد عقبات كثيرة وعثرات مزعجة، ستؤدي على الارجح، في تقديري، الى تأجيلها.

لقد صارت قضية القدس العقبة الكبرى، لأن السلطة تؤكد على ضرورة اجرائها ومشاركة المقدسيين فيها وفي داخل عاصمتنا الموعودة نفسها. ويؤكد اكثر من قيادي فلسطيني ان لا انتخابات بدون القدس ولا تسليم لاجراءات الاحتلال وقراراته فيما يتعلق بها. ولكن اسرائيل التي تعتبر القدس الشرقية جزءا من القدس الكبرى «عاصمتهم»، ترفض مطلقا اجراء انتخابات داخل القدس.

ثم ان «فتح» تواجه شرذمة غير مسبوقة تهدد وحدتها وامكانية فوزها بالاغلبية التي تسعى اليها، ويعتبر القيادي الفتحاوي ناصر القدوة الرمز الاكبر لهذا الانقسام وقد زار غزة لحشد الاصوات له بعد ان فصلوه من حركة فتح.

وبالمقابل فان حماس تبدو موحدة وقوية وهي تشكل تهديدا آخر لسيطرة فتح اذا فازت باغلبية في المجلس التشريعي.

كما ان ادارة الرئيس الامريكي بايدن اكدت انها لا تمانع في تأجيل هذه الانتخابات اذا اضطرت السلطة الى ذلك، وهذا تشجيع غير مباشر لاصحاب القرار لكي يؤجلوا الانتخابات.

ومن الواقع الذي نلاحظه فان احتمال تأجيل الانتخابات يتزايد والايام القليلة القادمة ستكشف ما هي التطورات والى اين نسير ونتجه.

ان الاغلبية تؤيد اجراء انتخابات حقيقية لكي نحصل على قيادة جديدة منتخبة سواء في المجلس التشريعي او الوطني او اللجنة المركزية لحركة فتح لكي يقول الشعب رأيه وربما الوصول الى مرحلة جديدة لمواجهة التحديات الكبيرة والمصيرية.

يوم الاسير رمز الكبرياء والمعاناة

امس كان يوم الاسير الفلسطيني، وهو يوم ليس لمجرد القاء الخطب واقامة المهرجانات وانما هو يوم للكبرياء والوطنية والوقوف اجلالا واحتراما لهؤلاء الشباب والنساء الذين يقبعون وراء القضبان ويعانون من قسوة الاحتلال وغياب القوانين الانسانية وعدم الاهتمام الدولي بهم، وهم بالآلاف ومن الاعمار المختلفة.

نحن حين نقعد في منازلنا اما بسبب الاغلاق والكورونا او لأية اسباب اخرى، نحس بالمعاناة الشديدة والضيق الذي لا يوصف، فكيف بهؤلاء الابطال البواسل الذين يقبعون وراء الجدران وبظروف غير انسانية ولفترات طويلة تمتد احيانا الى سنين عديدة.

يحق تقديم كل ما يمكن من مساعدة ودعم لهؤلاء المواطنين ولعائلاتهم واهاليهم سواء ماديا او معنويا، لكي نؤكد الادراك العميق لما هم فيه، ولكي ندعم صمودهم وصبرهم. وختاما لا اجد كلمات تعبر عن مدى الشعور معهم ومع اهاليهم ، ولهم كل المحبة والاحترام.

العنف المجتمعي وجرائم القتل ..!!

لا يكاد يمر يوم واحد دون وقوع جريمة قتل او اعمال عنف، واخرها مقتل شقيقين شابين باطلاق نار، وللاسف ان الداخل الفلسطيني يواجه حالة اقرب ما تكون الى الفلتان الامني وسيطرة عصابات الاجرام والخاوات على المجتمع.

وبدون الدخول بالتفاصيل المعروفة تماما فان السؤال: ما هي الاسباب لذلك وكيف تكون المعالجة. بالدرجة الاولى على الحكومة الاسرائيلية التي يبدو انها لا تتخذ الاجراءات الرادعة لوقف هذه الجرائم، وتقول مصادر فلسطينية في الداخل ان اسماء وتجمعات هذه العصابات الاجرامية معروفة للحكومة ولكنها لا تتخذ الاجراءات اللازمة.

ولكن يجب الا ننسى دور التربية والاهل وقادة المجتمع الفلسطيني بالتصدي وبقوة لهذه العصابات والجرائم المزعجة والمدمرة. ويتساءل الكثيرون اين هم رجال الدين والتربويون ورؤساء المجالس المحلية والبلديات من كل ما يجري. ولماذا السكوت على هذه الحالة وعدم التصدي لها بكل الطرق والوسائل اما لوقفها كليا او على الاقل تقليص انتشارها واتساعها.