اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
متابعة - شبكة قُدس: يتصاعد نفوذ تيار ديني قومي متطرّف داخل كيان الاحتلال، يُعرف بأنصاره الذين يتتلمذون على أيدي حاخامات تخرّجوا من مدرسة 'مركاز هراف' الشهيرة، وينتمون للجيلين الثاني والثالث من حركة 'غوش إيمونيم' الاستيطانية. هذا التيار، الذي يُشكّل أحد أبرز مصادر العنف العقائدي ضد الفلسطينيين، يُعد امتدادًا مباشرًا للفكر المشيحاني الداعي إلى إقامة 'دولة يهودية خالصة' في كل أرض فلسطين التاريخية.
ويعتقد أتباع هذا التيار أن الله منح أرض فلسطين لليهود حصراً وفق الرواية التوراتية، ويُحرّمون على غير اليهود الإقامة فيها. في نظرهم، إقامة الدولة اليهودية ليست مسألة سياسية أو قانونية، بل هي واجب ديني لا يكتمل إلا بترحيل كل غير اليهود – وفي مقدمتهم الفلسطينيون – من الأرض.
ويُعتبر قتل الفلسطينيين بالنسبة إليهم أمرًا مشروعًا بل واجبًا، سواء كانوا مدنيين أم مقاومين، حيث يُصنّفون الجميع كجزء من 'بيئة العدو'. بل ويصل تطرفهم إلى رفض التعايش مع من يسعون إلى حلول سلمية، معتبرين أن دعاة التعايش من اليهود يجب 'استئصالهم' أيضًا، لأنهم 'يُخالفون إرادة الرب'.
هذا الفكر الإقصائي لا يعترف بمفاهيم الرحمة والعدالة في التعامل مع غير اليهود، إذ يعتبرها 'قيمًا يهودية داخلية' تُمارس بين اليهود فقط. أما التعامل مع الفلسطينيين، فيجب أن يتم – وفق أيديولوجيتهم – بـ'القوة وحدها'، بهدف دفعهم للرحيل من البلاد.
ورغم أن جيش الاحتلال مؤسسة علمانية، إلا أن هذا التيار يرى فيه أداة تخدم مشروع 'الخلاص الديني'، طالما أنه يقتل الفلسطينيين ويُصادر أراضيهم. لكن إذا ما اتخذ الجيش موقفًا معارضًا لهم – كأن يفكك بؤرة استيطانية – يتحوّل في نظرهم إلى عدو لإرادة الله، ويُصبح استهدافه مبررًا.
وتقوم فلسفة هذا التيار المتطرّف على استخدام العنف الوحشي لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، مما يحقق ما يُسمونه 'السيطرة الروحية والمادية' على الأرض، وهي فكرة مركزية في الخطاب الديني القومي للمشيحانية.
يحظى هذا التيار بدعم سياسي واضح من داخل حكومة الاحتلال، لاسيما من حزبي وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش ووزير 'الأمن القومي' إيتمار بن غفير، كما يتمتع بنفوذ متزايد داخل حزب 'الليكود' الذي يقوده بنيامين نتنياهو.
وتكمن خطورة هذا التيار في تغلغله داخل صفوف المستوطنين عمومًا، حيث باتت الحدود بين القومية الدينية والتطرف السياسي غير موجودة.
ويحذر مراقبون من أن فكر 'المشيحانية القومية' بات عابرًا للانتماءات الحزبية، ويهدد بإشعال حرب دينية شاملة تقوم على التطهير العرقي ورفض الآخر، مستندًا إلى سرديات دينية توراتية تبرر كل أشكال العنف.
وفي السياق، ارتقى الشاب محمد الشلبي شهيدًا مساء الجمعة بعد العثور على جثمانه في محيط بلدة سنجل شمال رام الله، وذلك عقب ساعات من فقدان أثره خلال هجوم وحشي شنّته ميليشيات المستوطنين على خربة التل في جبل الباطن جنوب البلدة. ووفق مصادر محلية، بدت على جثمان الشهيد آثار اعتداء مباشر وعنيف.
وبحسب وزارة الصحة. الفلسطينية فإن الشاب محمد رزق حسين الشلبي (23 عاماً) جراء عدوان المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله، واستشهد جراء إصابة بالرصاص الحي في الصدر، اخترقت ظهر أمس الجمعة، وتُركَ ينزف لساعات.
ويُعد عوض ثاني شهيد في ذات المنطقة خلال أقل من 24 ساعة، بعد استشهاد الشاب سيف الدين كامل عبد الكريم مصلط (23 عامًا) في وقت سابق اليوم، نتيجة تعرضه لضرب مبرح من قبل المستوطنين في سنجل.
وقد شهدت البلدة ومحيطها مواجهات عنيفة إثر محاولة الأهالي والمتضامنين إزالة بؤرة استيطانية جديدة أقامها المستوطنون في خربة التل، ما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح وكسور، وتعرض أحد النشطاء للدهس، إضافة إلى الاعتداء على مركبتي إسعاف.
ونهاية حزيران الماضي، أدانت الأمم المتحدة، هجوم مستوطنين إسرائيليين على بلدة 'كفر مالك' في الضفة الغربية المحتلة، والذي أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على البلدة.
وفي حينه، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: 'وصل مستوطنون إلى قرية كفر مالك قرب رام الله، وأحرقوا مباني ومركبات واشتبكوا مع الأهالي وخطّوا شعارات على الجدران، وأصيب عشرة فلسطينيين جراء رشقهم بالحجارة'.