×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»ثقافة وفن» جريدة الايام»

تشارلز سيميك.. سيّد التخفّي!

جريدة الايام
times

نشر بتاريخ:  الثلاثاء ٧ شباط ٢٠٢٣ - ٠٠:٥٦

تشارلز سيميك.. سيد التخفي!

تشارلز سيميك.. سيّد التخفّي!

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

جريدة الايام


نشر بتاريخ:  ٧ شباط ٢٠٢٣ 

كتب يوسف الشايب:

'لم اُقرّر البتّة أن أصبح شاعراً، لقد حدث الأمر فحسب.. رغبتُ في أن أكون رسّاماً منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري، وحتى بلغتُ الثلاثين، بيد أنني كنت أتسكع في تلك الأوقات مع شعراء ورسّامين، وأكتب بعض القصائد على هامش ذلك كلّه، وصدف أن نشرت بعضاً منها في مجلّات أدبية، إلى أن اقترحَ عليّ أحد محرّري تلك المجلات أن أجمع تلك القصائد في كتاب.. كنتُ في التاسعة والعشرين، وأعمل في مجلة متخصصة في التصوير الفوتوغرافي بنيويورك، متزوجاً، وسعيداً، ولا خطط للمستقبل لديّ، سوى أن أفعل ما كنتُ قد بدأت في فعله.. العمل بين خمس ساعات إلى تسع من أجل لقمة العيش، وأكتب قصائد في آخر الليل.. وها أنا ذا، بعد خمسين سنة، لا أزال أعمل في هذا العمر الذي وصلت إليه، وأكتب في وقت فراغي'.

كانت هذه العبارات شيئا ممّا قاله الشاعر الأميركي الراحل مؤخراً، تشارلز سيميك، في حوار مع تحسين الخطيب العام 2016، وضمّنه كتابه 'الصوت في الثالثة صباحاً'، وهو الجزء الثاني من قصائد مختارة لسيميك، صدر مطلع هذا العام عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، واشتمل على قصائد نشرت ما بين العامين 1999 و2022، في حين أن الجزء الأول، وحمل عنوان 'عرّاف عاطل عن العمل'، من اختيارات وترجمة الخطيب نفسه، وصدر عن ذات الدار، مطلع 2023 أيضاً، فنشر قصائد مختارة امتدت على ثلاثين عاماً ما بين العامين 1967 و1997.

'ثمة بقرةٌ

اقتلع الجنودُ

عينيها بسكّين

وأشعلوا القش تحتَ ذيلها

كي تركض عمياء

فوق حقل الألغام

ومن ثمّ رأسي

بين حينٍ وآخر'.

'لم تتأت نظرتي غير العاطفية عن العالم من الإنصات إلى الكثير من البلوز فحسب، وإنما من سقوط القنابل فوق رأسي خلال الحرب العالمية الثانية في بلغراد.. كنتُ في الثالثة من العمر حين بدأ القصف، وفي السادسة حين توقف، علاوة على الاحتلال النازي.. كانت

الحرب الأهلية المحتدمة في الريف بين ثلاثة إلى أربعة فصول مختلفة تتحارب فيما بينها، وفقاً لسكان الريف، بينما الألمان يقومون بالقتل على طريقتهم الخاصة، حين سمعت البلوز

الريفيّة.. قلت في نفسي: ثمة أناس لا يتظاهرون بأن الحياة سرير من الزهور.. لقد آثرت واقعيتهم المُتجهة عميقاً فيّ.. بالطبع، كان للموسيقى في مكان عيشي في البلقان، والتي كبرتُ عليها، بتأثيرها التركيّ والغجريّ، نوع من البلوز الخاص بها، أغنيات بنغمات ثانويّة طافحة بالشعر والتراجيديا.. لقد شعرت بالألفة، وكأني في البيت، وأنا أنصت إلى البلوز'.

'لقد كنتَ شاهداً

على جرائم كثيرة

في حياتك، يا صديقي،

فلا عجبَ أن تكون في معظم الليالي

وأنت تشهد محاكمة

في بلدٍ

لا تعرف الكلام باللغة السائدة فيه.

جلسات المحاكمة

تمضي بطيئة على نحو قاسٍ

ومزيداً من الجثث

تجلب إلى القاعة

بجراحها الرهيبة

كما رأيتها بأم عينيكَ

وفي الصور الفوتوغرافية.

سيسألونكَ

أن تعود غداً،

لذا ستقوم من السرير

مُترنّحاً مرّة أخرى

مُتلمّساً طريقك

صوب قاعة المحكمة المكتظة

الصامتة

المعقودة للتو

في آخر الردهة'.

'ثمّة معاناة عظيمة في العالم، اليوم، لدرجة أن الضحايا يُنسَوْن بوتيرة أشد سرعة طالما هم يُستبدلون، باستمرار، بضحايا جدد.. أعرف أن البعض يقولون إنّه يتوجب على الكتاب والشعراء لعب دور ما هنا، لكنّ قلة سوف تفعل، فيما سيحجم الكثيرون عن ذلك.. على أيّ حال، ففي كل مرّة يُثار فيها ذلك السؤال، فإنني أتذكر مؤتمرات الأحزاب في الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا، وتوصياتهم إلى الكتاب، كما أتذكر تلك القصائد التي كتبناها، نحن الأميركيين ضد الحرب الفيتنامية، فأنكمش ذعراً من الرداءة التي كتبتُ بها الكثير من تلك القصائد، وكيف أنها كانت عبثيّة تماماً.. البعض يفكّر أنه يتوجب على الكتاب والشعراء أن يلفتوا النظر إلى مأساة هؤلاء الضحايا المستمرة، وفي جغرافيات متعددة الآن.. فعلتُ كل ما أستطيع طيلة حياتي، ولكنّي لن أجرؤ على محاكمة هؤلاء الذين لا يقولون شيئاً تجاه هذه المأساة، أو إدانتهم، فمعظم كلاسيكيّات الأدب الرفيعة كانت عمياء عن البغي الباطل في أزمانها.. هكذا كانت المأساة دوماً، بيد أن الشعر الشاهد قضيّة نبيلة، ولكنه لن يصبح حركة جماهيرية'.

'توسّخ هذا الصبي كثيراً

وهو يلعب في الرماد

وحين نادوا عليه كي يرجع إلى البيت،

حين صاحوا باسمه من فوق الرماد،

كانت كومة الرماد

هي التي أجابت.

يا كومة الرماد، قالوا،

هناك كومة رمادٍ أخرى من أجل العشاء،

كي يأخذكِ النعاس،

ويشتد عودكِ'.

وأشار الخطيب في مقدمة الجزء الأول من ثنائية مختاراته من قصائد سيميك، إلى أن تلك القصائد تحيا 'على الحافة، في الحواشي، وعميقاً حولها، في التخوم، دائماً، وعليها، حيث كل شيء يترنّح على حافة كل شيء، على ذلك الحرف المعلّق ما بين الزمن والتاريخ، وما بين الزمن والأبدية، كما لو أن اللغة، في جوهر وجودها المُعيّن، حالة مؤقتة لما لا يُوصف أو يُقال، كما لو أن القصيدة في كينونتها الدّائخة ليست سوى ذلك الصوت الهامس الذي نسمعه عميقاً، في آخر الليل.. كما أنّ موضوعة الشعر عند سيميك، هي موضوعة الشعر في زمن الجنون، أن يُذكّر الناس بمخيلتهم وإنسانيّتهم، وليس الشاعر عنده سوى ميتافيزقيّ في الظلام.. شاعر يسعى، بالنظرة غير العاطفية التي يمتلكها عن العالم، إلى كتابة قصيدة دنيوية أبديّة، قصيدة تتقبل التراجيديا، تلك الكآبة اللذيذة، تعيش فيها، ثم تمضي قُدماً'، ليخلص بأن 'قلّة من الشعراء المُعاصرين كانوا بمثل تأثير سيميك، أو في مثل فرادته'، وبأنه 'ليس ثمّة، في أميركا، اليوم، شاعرٌ آخر يكتب بإحساسٍ عظيم من وضوح الصورة، مثلما يفعل هو'.

'عثر صبيّ على صفحاته الفالتة

في شاعر مزدحم،

فتوقف عن التنطيط بالكرة

كي يركض وراءها.

رفرفت الصفحات في يديه

ثم طرنَ بعيداً.

لم يلمح إلا

بعض التواريخ واسماً بعينه.

كانت الريح في أطراق المدينة

قد فقدتْ اهتمامها بها.

سقط بعضها في النهر

قرب جسر سكة الحديد القديم

حيث يُغرقون القطط الصغيرة،

ويعبر القارب،

الجسر الذي يسمّونه النصر

الذي من فوقه يلوّح الكسيح'.

'ثمّة بالطبع مشكلة عنصرية في الولايات المتحدة، ولكن كانت كذلك دائماً.. فحين صوّت نحو ستين مليوناً من الأميركيين لأوباما في الانتخابات، فإننا كنّا نتحدث عن مجتمع ما بعد عنصري، ولكنّنا ندرك، اليوم، مع حقبة ترامب بأننا كنّا نخدع أنفسنا.. أما بالنسبة إلى العنف العنصري الذي تسرب إلى نسيج الثقافة الأميركية، فلستُ أعرف ماذا يقصده البعض بمفهوم الثقافة.. هذه المقولة صحيحة، دون شك، خاصة في الجنوب ودوائر الشرطة في الكثير من الدول الكبيرة في بعض المدن الأخرى، بيد أنني أجد تعميماً جامعاً وكاسحاً، مثل هذا، يعزو السبب إلى ذنب جماعي، أجده عدوانيّاً لأنه بكل بساطة ليس صحيحاً.. إننا بلد مُستقطب عنيف يمور بالضغينة، بيد أنه لو كنّا جميعاً كذلك في الحقيقة، فإن الملايين لم تكن لتنتخب رجلاً أسود رئيساً للبلاد مرّتين'.

'فلندعُ

أحد رفاقنا المجانين،

حين يُوشك أن ينتصف الليل،

لتناول لقمةٍ'.

واعترف سيميك في حواريته مع تحسين الخطيب، أحبّ الشعراء العرب الكلاسيكيّين، وأكن إعجاباً عظيماً لمحمود درويش وأدونيس.. لقد قرأت كتب درويش عند ترجمتها، ولكن قصائده ليست حاضرة الآن في ذهني تماماً، لذلك لا أستطيع افتراض الحديث عن خصائص عمل شاعر عظيم، واسع النطاق، من طرازه هو.. أما بخصوص الشعر الصادر عن أميركيين من أصول عربية، فأعرف قصائد فادي جودة، ونعومي شهاب ناي، ولورنس جوزيف، وخالد المطاوع، وإيمان مرسال، ولكنني متأكد من وجود شعراء آخرين لا أعرفهم.

وولد تشارلز سيميك، واسمه الحقيقي 'دوجان سيمتش' في بلغراد، يوغوسلافيا السابقة، العام 1938.. غادر مسقط رأسه إلى باريس، وهو في الخامسة عشرة من عمره برفقة أمّه وأخيه، قبل أن يلتحقوا، بعد بضعة أشهر بأبيه الذي كان يعمل في الولايات المتحدة منذ نحو ست سنوات.. تستقر العائلة، بداية، في نيويورك، ثم ما تلبث أن تغادر إلى شيكاغو حتى العام 1958، ثم تعود إلى نيويورك مرّة أخرى، فيعمل تشارلز في النهار بوظائف مختلفة حتى يكمل دراسته في المساء.. ثمّ يتحقق الحدث الأدبي الأول في حياته، حين تنشر مجلة 'شيكاغو ريفيو' في العام 1959 بعض قصائده التي كتبها أثناء إقامته القصيرة في شيكاغو.. بيد أن مفاهيمه الشعرية، ونظرته الجمالية إلى الأدب، تشهدان تحوّلاً جذريّاً خلال سنتيّ خدمته العسكرية، فيعمد إلى تمزيق قصائده المُبكّرة، لأنها لم تكن، على حد قوله، سوى 'قيء أدبي'.. ثمّ، وبعد سنة من حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة نيويورك، تنشر دار 'كاياك' في سان فرانسيسكو، مجموعته الشعرية الأولى 'ما يقوله الشعب' في العام 1967.. اختارته مكتبة الكونغرس في العام 2007، ليكون 'شاعر أميركا الرسمي الخامس عشر'.

وحصل سيميك، الراحل في 9 كانون الثاني 2023، على العديد من الجوائز العالمية، كان أولها 'جائزة رابطة القلم للترجمة' في العام 1980، وآخرها 'جائزة الأركان الدولية' عن بيت الشعر في المغرب العام 2019، فيما حصل على جائزة 'البوليتزر' في الشعر العام 1990، وجائزة 'الإكليل الذهبي' العام 2017.

أخر اخبار فلسطين:

الرياض يفوز على الأهلي.. ويشعل الصراع في جدة

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1639 days old | 2,000,402 Palestine News Articles | 11,399 Articles in Apr 2024 | 326 Articles Today | from 50 News Sources ~~ last update: 21 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



تشارلز سيميك.. سيد التخفي! - ps
تشارلز سيميك.. سيد التخفي!

منذ ٠ ثانية


اخبار فلسطين

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل