اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
اتهم مارتن غريفيث، منسق الإغاثة الطارئة السابق في الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحصار المستمر أدى إلى مجاعة متصاعدة ووفاة العديد من الأطفال جوعًا.
وفي مقابلة حصرية مع موقع Middle East Eye، وصف غريفيث الوضع في غزة بأنه 'الأسوأ' الذي شهده خلال خمسة عقود من العمل الإنساني، قائلًا: 'لا شك أننا نشهد استخدام الجوع والمرض كأدوات حرب.'
وأضاف: 'لا توجد تجربة في مسيرتي يمكن مقارنتها بما يحدث الآن. تقارير المستشفيات بأن الناس ينهارون في الشوارع بسبب الجوع تقول كل شيء. من غير المعقول أن يموت الأطفال بهذه الطريقة... إنسانيتنا مهددة.'
ومنذ الثاني من مارس/آذار، تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، ما دفع سكان غزة — البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة — إلى حافة المجاعة.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، توفي منذ ذلك الحين 101 فلسطيني، بينهم 80 طفلًا، بسبب الجوع أو سوء التغذية. ورغم أن وكالة 'أونروا' أرسلت أكثر من 6000 شاحنة مساعدات إلى مصر والأردن خلال الأشهر الأربعة الماضية، لم يُسمح بدخولها إلى غزة. في السابق، كانت تدخل نحو 600 شاحنة يوميًا — الحد الأدنى المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية.
مديرة الاتصال في الأونروا، جوليت توما، أكدت أن موظفي الوكالة يتلقون 'نداءات استغاثة' من السكان، بمن فيهم موظفوها، بسبب الجوع، وبعضهم فقد وعيه أثناء أداء مهامه.
غريفيث، الذي شغل منصب أكبر مسؤول مساعدات في الأمم المتحدة من 2021 إلى 2024، قال إن ما يحدث في غزة هو: 'إبادة جماعية، بكل وضوح. لا حاجة للتفسير — الواقع يتحدث عن نفسه.' وقد أصدرت محكمة العدل الدولية أوامر ملزمة لإسرائيل في مارس، مايو، ويوليو للسماح بإدخال المساعدات، إلا أن إسرائيل لم تلتزم.
غريفيث أضاف أن 'غزة أصبحت نموذجًا للإفلات من العقاب'، محذرًا من أن عدم محاسبة إسرائيل سيشجع أطرافًا أخرى على ارتكاب جرائم مماثلة في صراعات مختلفة، لأنهم يرون أن 'لا عواقب'.
وانتقد غريفيث خطة توزيع المساعدات الجديدة التي تدعمها الولايات المتحدة وتقودها مؤسسة 'غزة الإنسانية'، معتبرًا أنها 'إغراء للنزوح'. الهدف من الخطة هو تجاوز الأمم المتحدة ومنع وصول المساعدات إلى حماس، لكنها — حسب غريفيث — أدت إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
وأضاف، 'لا توجد وكالة إنسانية محترمة تقدم المساعدات من خلف شاحنة تحت رعاية طرف متحارب. هذا ليس عملًا إنسانيًا.' كما رفض الادعاء بأن 'حماس' تستولي على المساعدات، قائلاً: 'لم يُقدَّم أي دليل، ولا توجد آلية للمساءلة.'
وأشار إلى أن الصندوق يفتقر إلى أدوات الرقابة الضرورية، وهو ما يتناقض مع المبادئ الإنسانية التي تتطلب مراقبة صارمة للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
واعتبر غريفيث أن خطة المساعدات المدعومة من واشنطن تهدف ضمنيًا إلى دفع السكان جنوبًا، ومن ثم إلى خارج غزة، ما يجعلها 'إغراءً للنزوح'، ويعيد إلى الأذهان نكبة عام 1948.
كما حذّر من أن اعتماد مثل هذا النموذج لتوزيع المساعدات في صراعات أخرى — مثل المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا — سيقوّض العمل الإنساني العالمي ويخلق سابقة خطيرة. 'لقد عملت في أوكرانيا، وأعرف جيدًا كيف تعرقل روسيا وصول المساعدات. إذا قبلنا بهذا النموذج في غزة، فسيُستخدم لاحقًا في كل مكان.'