اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
ترجمة خاصة - شبكة قُدس: في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي تصدر فيه الإدارة الأميركية تعليمات أمنية استثنائية لسفاراتها في الدول الواقعة ضمن 'نطاق الاستهداف الإيراني'، خرج السفير الأميركي لدى الاحتلال الاحتلال، مايك هاكابي، عن صمته، ليؤكد أن 'إسرائيل' على الأرجح لن تقدم على مهاجمة إيران دون الحصول على 'ضوء أخضر' من واشنطن، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن القرار النهائي سيبقى بيد حكومة الاحتلال.
وفي مقابلة أجريت معه، قال هاكابي إن على من يتابع تطورات الملف النووي الإيراني أن يُصغي جيدًا لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لفهم الوجهة الحقيقية للإدارة الأميركية. وأكد أن ترامب لا يسعى لأي نسخة محدثة من الاتفاق النووي المعروف بـ JCPOA، قائلاً: 'هو الرئيس الذي مزّق الاتفاق الأول، وآخر ما يمكن أن يهتم به هو تبني سياسة أوباما، تلك السياسة التي كانت فشلًا ذريعًا ورفضها منذ اللحظة الأولى لدخوله البيت الأبيض'. وأضاف أن ترامب عبّر هذا الأسبوع بوضوح عن موقفه: 'لن تمتلك إيران قنبلة نووية، ولا حتى تخصيبًا. هذا موقف قاطع لا لبس فيه'.
وأوضح هاكابي أن الفارق الجوهري بين ترامب وأوباما يتمثل في أن الأخير وثق بالإيرانيين، بينما يتبنى ترامب موقفًا أكثر واقعية تجاه نواياهم، وقد وضع خطوطًا حمراء واضحة لا يمكن تجاوزها.
وفيما يتعلق بإمكانية انهيار المفاوضات، واحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري، لم يُجب هاكبي بشكل مباشر إن كانت الولايات المتحدة ستخوض هذه المواجهة منفردة أم بالتنسيق مع 'إسرائيل'، مكتفيًا بالقول إن 'كل دولة ستتخذ قرارها السيادي بشأن كيفية التصرف والمشاركة، ولا يحق لي أن أحدد كيف ستسير الأمور من الناحية العسكرية'.
ورفض السفير الأميركي الإفصاح عمّا إذا كان ترامب قد طلب من رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تجنّب الحديث عن ضربة عسكرية محتملة ضد إيران في هذه المرحلة، مؤكدًا أن 'الحديث عن توجيهات مباشرة بين رئيس أميركي ورئيس حكومة إسرائيلية غير دقيق، فهناك احترام متبادل بين الجانبين كدولتين ذواتي سيادة، وكل منهما انتخب قيادته ديمقراطيًا، وليس عبر انقلاب أو وراثة'. وأضاف أن كلاً من ترامب ونتنياهو يدركان أن عليهما قيادة شعبيهما دون إملاءات متبادلة.
ورغم تحفظه على الخوض في تفاصيل سيناريوهات عسكرية محتملة، أشار هاكبي إلى أنه لا يتصور أن 'إسرائيل' قد تخرج إلى هجوم من هذا النوع دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة، وذلك لما وصفه بـ'الثقة العميقة' بين الطرفين. وقال: 'لدينا الكثير من الحلفاء، ولكن لدينا شريك واحد فقط هو إسرائيل. لا توجد دولة أخرى نتقاسم معها هذا المستوى من التعاون في مجالات الاستخبارات، والعتاد العسكري، والاستراتيجية، والأهداف المشتركة، وهذا ينبع من القاعدة الحضارية المشتركة بيننا، القائمة على الرؤية اليهودية-المسيحية للعالم'.
وعن مدى ثقة ترامب بالإيرانيين، أجاب هاكابي: 'لا يمكنني التحدث عن مشاعره، لكنني أستطيع أن أستشهد بما قاله وفعله. لقد كرر مرارًا أن على إيران أن تدرك بأنه لن يُسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وإن رفضت ذلك، فستكون هذه خطوة مؤسفة للغاية من جانبها'. وختم بالقول: 'ترامب يعبّر عن مشاعره عندما يشعر بها. لذلك، من الأفضل تتبع كلماته وأفعاله، فهي المعيار الوحيد لفهم سياساته'.
وفي السياق، أصدرت السفارة الأميركية في “إسرائيل” تحذيرًا أمنيًا لموظفيها، جاء فيه أنه “نظرًا لتصاعد التوترات الإقليمية، يُمنع على موظفي الحكومة الأميركية في البلاد السفر خارج مناطق تل أبيب الكبرى، والقدس، وبئر السبع”. وبحسب البيان، يُسمح بالتنقل بين هذه المناطق، وكذلك السفر إلى مطار بن غوريون عبر الطريق رقم 1، والعبور إلى معبر اللنبي.
يأتي ذلك بعد تصريح مسؤول إيراني رفيع لوكالة رويترز بأن “إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، رغم التصعيد المتزايد في المنطقة”، معتبرًا أن ما يجري هو “حرب نفسية تهدف إلى الضغط على طهران خلال مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة”. وأضاف المسؤول أن “دولة ’صديقة‘ في المنطقة حذّرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل”
وبعد إعلان سلطنة عُمان أن الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستُعقد يوم الأحد، صرّح مصدر “إسرائيلي” بأن “وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس جهاز الموساد دادي برنيا، سيتوجهان غدًا لعقد محادثات مع المبعوث الأميركي ستيف وايتكوف، وذلك استجابة لتوجيهات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في محاولة جديدة لتوضيح موقف إسرائيل”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) قد أقرت قرارًا رسميًا يعتبر إيران دولة تنتهك التزاماتها النووية، وذلك لأول مرة منذ 20 عامًا، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون في الوكالة. وقد تم تمرير القرار بأغلبية 19 صوتًا مؤيدًا، مقابل 3 أصوات معارضة، وامتناع 11 دولة عن التصويت
وأعلنت إيران، ردًا على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهمها بانتهاك التزاماتها النووية، أنها ستفتتح موقعًا جديدًا لتخصيب اليورانيوم في “منطقة آمنة”، وستقوم بترقية أجهزة الطرد المركزي من “الجيل الأول إلى الجيل السادس”.
وبحسب ما نقلته القناة التلفزيونية الرسمية الإيرانية، فقد وصفت طهران قرار الوكالة بأنه “سياسي ولا يستند إلى أي أساس تقني أو قانوني”، مضيفة أن “إيران التزمت دائمًا بالقيود التي فرضتها الوكالة الدولية، لكن لا خيار أمامنا سوى الرد على هذا القرار السياسي”.