اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بين ركام المنازل المدمرة، وعلى أرض لا يزال ينبعث منها غبار الحرب، تعمل مجموعة من الآليات والجرافات على تسوية الأرض، في الشمال الغربي من مدينة غزة، استعدادًا لإنشاء أول مخيم للنازحين أصحاب المنازل المدمرة.
هناك، في المنطقة التي يطلق عليها السكان 'أرض الغول'، الواقعة غرب أبراج المقوسي، يختلط الهواء بغبار الحرب وما صنعته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار مروع إبَّان حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
بالقرب من تلك الآليات التي كانت تعمل بتناسق كامل، اصطف عدد كبير من المواطنين لتسجيل بياناتهم للحصول على خيمة يسترون بها عوائلهم بعدما دُمرت منازلها.
'أعرف أن الخيمة لا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء، لكن لا سبيل أمامنا..' قال الشاب محمد الرفاعي وهو يمسك بورقة يسجل فيها البيانات المطلوبة، من اسم رباعي، ورقم الهوية، ووسيلة تواصل، وعدد أفراد أسرته البالغ 7 أفراد، بينهم أطفال.
وأضاف الرفاعي وهو من سكان حي الشيخ رضوان، لـ 'فلسطين أون لاين'، 'لقد أفقدتنا الحرب أهم شيء في حياتنا، منزل الذي كان وطنًا بالنسبة لنا دمره جيش الاحتلال بالكامل.'
تحت أشعة الشمس اللافحة، جاء علاء الدين زهدي من مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، سيرًا على الأقدام ليحجز خيمة بين عشرات الخيام التي استطاعت اللجنة المصرية نصبها خلال أيام. تظهر على جسده آثار الحرب والمجاعة التي رافقتها، فيما يملأ الغبار الذي يعبق المكان ملابسه.
قال لـ'فلسطين أون لاين': 'أصبحت الخيمة أكبر حلم بالنسبة لي ولعائلتي (مكونة من 4 أفراد)، بعدما دمر الاحتلال منزل العائلة بالكامل، ولم يعد لنا أي مكان للإيواء.'
والمنطقة التي أقيم فيه المخيم، كان محظور على المواطنين الوصول إليها بفعل الاجتياح البري المتكرر للمنطقة عدة مرات، حيث أجبر جيش الاحتلال المواطنين على تركها والنزوح قسرًا إلى مناطق أخرى في مدينة غزة، ومحافظة الوسطى، ومدينة خان يونس، جنوبي القطاع، وذلك تحت عمليات التهديد بالإخلاء القسري، والقصف الجوي والمدفعي العنيف.
وعلى إثر، اتفاق وقف الإطلاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، انسحب جيش الاحتلال وآلياته العسكرية من المنطقة، ما أتاح فرصة للمواطنين لتفقد مناطق سكنهم.
'فوجئنا بحجم الدمار الكبير. الاحتلال لم يترك شيئًا ورائه سوى الخراب.' أضاف زهدي، وبدا غاضبًا.
في قطاع غزة، وتبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، بتعداد سكاني يزيد عن مليوني نسمة، عاش المواطنون تفاصيل الحرب التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر 2023، واستمرت سنتين كاملتين، أسوأ تفاصليها المؤلمة من قتل وتدمير ونزوح قسري.
بالضبط كما حصل مع المواطن رمزي درويش، وهو يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد. 'مررت وعائلتي بأوضاع لن يمكن للذاكرة أن تنساها من هول القصف الإسرائيلي والنزوح الإجباري.' قال لـ'فلسطين أون لاين'، وبدا وجهه شاحبًا من شدة التعب.
يضيف، 'فقدت منزلي ومأواي الوحيد في الأيام الأخيرة للحرب، لم يعد أمامنا سوى خيمة لا تقينا الحر والبرد، لكن عيشنا تحت الخيام هو رسالة تحدٍ وصمود موجهة للاحتلال الذي فشلت محاولاته لتهجيرنا.'
ويدرك أصحاب المنازل المدمرة أن خيام النزوح لن توفر لهم حياة كريمة لفترة من الزمان لا يعرفون مداها، لطالما تلكأت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الهادفة إلى إنهاء الحرب وإعادة الإعمار، وهو ما يتطلع إليه الغزِّيين لبناء ما دمرته (إسرائيل) وتحسين حياتهم المعيشية.

























































