اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
ألحق الهجوم الجوي الذي بدأت فيه إسرائيل حربها على إيران، قبيل فجر اليوم الجمعة، أضرارا كبيرة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أكثر من 100 هدف في أنحاء إيران. لكن التقديرات في إسرائيل هي أن نهاية الحرب ما زالت بعيدة، وأن إيران سترد بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل وسيستغرق وصولها عدة ساعات، ستحاول إسرائيل خلالها اعتراض هذه المسيرات.
ويرجح أن الهجوم الإسرائيلي تم بعلم الولايات المتحدة، على إثر المحادثات في الأيام الأخيرة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكذلك المشاورات الأمنية بين مستويات مختلفة إسرائيلية وأميركية، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، اليوم.
في العام 2009 – 2010 أوعز نتنياهو بتأييد من وزير الأمن، إيهود باراك، للجيش بالاستعداد لمهاجمة إيران، بينما عارض ذلك رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، ورئيس الموساد، مئير داغان، ورئيس الشاباك، يوفال ديسكين، ومنعوا هجوما كهذا بالاستعانة بالرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس.
وأوعز نتنياهو مرة ثانية للجيش بالاستعداد لمهاجمة إيران، في العام 2012، لكن قادة الأجهزة الأمنية أبلغوا الإدارة الأميركية، لأن هجوما كهذا لا يمكن شنه بدون علمها، وبعد ذلك قرر الرئيس باراك أوباما الدخول في مفاوضات مع إيران، انتهت بالاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، في العام 2015.
في المرتين السابقتين لم يتمكن نتنياهو من الحصول على موافقة أميركية على مهاجمة إيران، فيما أشار هرئيل إلى أنه 'يبدو أن ترامب منفتح أكثر (الآن) على الفكرة (لشن هجوم) من أسلافه في الرئاسة، حتى لو لم يُعطِ ضوءا أخضر رسميا. وسيحاذر الأميركيون ألا يظهروا أنهم جزء من الحرب التي فتحتها ضد إيران، لكن بالإمكان الاعتقاد أنهم سيساعدون إسرائيل في الدفاع عن جبهتها الداخلية إذا اقتضت الحاجة. وستتزايد احتمالات ضلوع أميركي بشكل كبير في الحرب كلما استمرت الحرب'.
وادعى نتنياهو أن القرار بفتح الحرب ضد إيران سببه أن إيران تقدمت كثيرا نحو القدرة على صنع سلاح نووي خلال فترة قصيرة جدا، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه نشأت ضرورة ملحة للعمل من أجل إحباط البرنامج الإيراني.
وواجه نتنياهو، في السنوات 2009 – 2013، معارضة من جانب قادة الأجهزة الأمنية لكن قادتها الحاليين يؤيدونه. وحسب هرئيل، فإنه شن الحرب على إيران يتوقع أن يثير خلافات شديدة داخل الجمهور الإسرائيلي، 'فقسم كبير من الإسرائيليين لا يثق بقدرة نتنياهو على ترجيح الرأي، وينظر إليه على أنه مسؤول مركزي عن كارثة 7 أكتوبر، ويشك أيضا في أنه في القرارات الإستراتيجية المتعلقة بالحياة والموت، دافع نتنياهو المركزي هو بقاؤه السياسي'.
وأضاف أن شكوكا وتساؤلات تخيم على اعتبارات ترامب. 'فالحماس تجاه نتائج الهجوم قد يتغير بشكوك متزايدة لدى الجمهور الإسرائيلي على إثر الثمن الذي يمكن أن تتعرض إسرائيل له، وخاصة في حال استمرار الحرب'.
وأشار هرئيل إلى 'مشكلة أخرى'، وهي أن الإيرانيين نشروا المنشآت النووية واليورانيوم المخصب في أماكن كثيرة نسبيا، 'وقسم منها محمية جيدا في عمق الأرض. واحتمال استهداف كامل لهذه القدرات يبدو ضئيل'.
وأضاف أن 'قسما كبيرا من البرنامج النووي متعلق بالخبرات المهنية التي جمعها الإيرانيون، وستضطر إسرائيل والولايات المتحدة إلى أن تأخذ بالحسبان أن النظام الإيراني سيقرر محاولة العودة إلى البرنامج، وربما سيتطلع هذه المرة إلى الوصول إلى الغاية النهائية التي حاذر منها حتى الآن، وهي صنع قنبلة'.