×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»ثقافة وفن» جريدة الايام»

"صندوق الرمل" لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا!

جريدة الايام
times

نشر بتاريخ:  الثلاثاء ٧ شباط ٢٠٢٣ - ٠٠:٥٦

صندوق الرمل لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا!

"صندوق الرمل" لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا!

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

جريدة الايام


نشر بتاريخ:  ٧ شباط ٢٠٢٣ 

كتبت بديعة زيدان:

'لقد سار كل شيء بسرعة مرعبة، وحتّى عندما انزلقت السفينة الحربية التي تحمل اسم الملك إمبيرتو، من ميناء نابولي، وشقّت عباب البحر المتوسط باتجاه طرابلس في الحادي والعشرين من سبتمبر 1911، لم يكن ساندرو مُصدّقاً ما يحدث.. لوهلة بدا له أنه تعرّض لخديعة كبرى، إذ إنه لم يرسم في مخيلته، في أي يوم من الأيام، أن يرحل في حملة عسكرية عبر البحار، ليشارك في حرب.. لقد حدث كل شيء هكذا بلا ترتيب، شعر كم هو بائس وضعيف أمام أخطر الحوادث التي قررتها الحياة مُسبقاً، وآن أوان تنفيذها'.

وساندرو الإيطالي، هو الشخصية المحورية في رواية 'صندوق الرمل' للروائية الليبية عائشة إبراهيم، والصادرة عن منشورات المتوسط في إيطاليا، وتنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2023، بوصولها إلى القائمة الطويلة.

وهذا العازف المحبّ للموسيقى، تنقلب حياته رأساً على عقب، بعد دعوته إلى التجنيد الإجباري في الجيش الإيطالي العام 1888، هو الذي شهد احتلال النمسا لبلاده، وتعاطف، رغم ذلك، مع الجنود النمساويين، عندما شاهدهم من نافذة غرفته.. لذا لم يكن يستوعب أنه ذاهب ليقاتل الفقراء في طرابلس، التي قال عنها السيناتور الإيطالي، وقتذاك، إنها 'ليست إلا صندوقاً من الرمل عديم الفائدة، ليس فيها ما يستحق المغامرة.. إنكم تدفعون بالشباب إلى المحرقة'.

'السكّان الأصليون في طرابلس يجب معاملتهم برفق مثل الأطفال، ولكن، أيضاً يتمّ تصحيحهم بحزم، كن مستعداً دائماً للخطر، ويجب المحافظة على احترام اسم إيطاليا والخوف منها.. عليك أن تأخذ في الحسبان أن الهيبة أهمّ من القوة، فالهيبة أكثر فاعلية وأقل تكلفة من الحماية، وإذا فقدت الهيبة، فإن استعادتها ستكلفك الكثير، كما إنه من الضروري مراعاة معتقداتهم الدينية، وعدم إعاقة عبادتهم أو نسائهم، لأن التعرّض للدين أو النساء سيؤدي إلى ردّ فعل خطير، سيُكلفنا الكثير لتجاوزه'.

كانت هذه صيغة ما جاء في المنشورات التي تم توزيعها على الجنود في السفينة، من قبل قائدها 'رافائيل ريتشي'، ومن بينهم 'ساندرو'، الذي كان عليه أن يقرأها على ثلاثين جندياً أميّاً، معظمهم جاء من باليرمو، وأوغوستا، وسيراكيوز، ومدن أخرى في الجنوب.. وقف على منصة خشبيّة مرتفعة قليلاً، وقرأ بصوتٍ عالٍ، وهذه الأميّة في الجنوب، لم تأت خارج سياق السرد الذي من خلاله، تأخذنا صاحبة 'صندوق الرمل' في رحلة للتعرف على تحالفات الجغرافيّات الإيطالية وواقعها، حيث الجنوب الإيطالي الفقير والشمال المزدهر، وهو ما يبرره الشماليّون باعتبار أن التنمية تُدار برؤوس أموالهم.

وتكشف عائشة إبراهيم بالاتكاء إلى وثائق صحافية لإيطاليين وغيرهم، عن جوانب مسكوت عنها فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإيطالية خلال احتلالها للأراضي الليبية، وخاصة في السجون، حيث يقضي الأطفال والنساء الحوامل والفتيات، فترات متفاوتة من أعمارهم دون محاكمات، بل إنها كشفت بداية عن أن الزي العسكري الإيطالي، ومع بدء احتلال ليبيا، تحوّل من الأحمر إلى الرمادي المُخضر، 'لتسهيل التمويه في الإقليم الصحراوي'.

وكان لافتاً أن ساندرو نفسه، ورغم انضمامه للقوات الإيطالية الغازية، كان مراسلاً صحافياً لصحيفة 'كوريري'، لكونه خريج معهد الإعلام وسبق أن كتب أول تقاريره في هذه الصحيفة.

ودون إقحام، تضيء عائشة إبراهيم، خلال سردها للحكاية الأساسية، على أحداث مرّت بها إيطاليا، كالإضراب الذي خاضه أهالي ميلانو، بحيث امتنعوا فيه عن تدخين التبغ النمساوي احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز لإيقاع الضرر في الخزينة النمساوية.. 'حينها استغل الجيش النمساوي الإضراب فوزّع مقادير من التبغ على رجال الحامية، وأخذوا ينفثون الدخان على المارة مثيرين غضب الأهالي واستفزازهم، الأمر الذي انقلب إلى معارك عنيفة، أودت بحياة السكان العزل'.

وليس ذلك فحسب، بل إنها تحدثت عن علاقة الليبيّين بالحكومة العثمانية، وما كانت الأخيرة تمارسه من قتل واعتقالات وتعذيب وإعدامات بالخوازيق، علاوة على الضرائب الضخمة التي تفرضها عليهم مقابل حمايتهم من عدو مجهول.

وفي تحوّل عسكري كان له تأثيره سرداً وواقعاً من قبل، أوهمت الحكومة الإيطالية جنودها، بأنهم ذاهبون إلى أرض تتماهى وتلك الصورة العجائبية للبساتين والحدائق التي رسموها في خيالاتهم، وصوّرتها لهم الصحف والقصائد والأغاني، وعليه أبحرت من أجلها حملة من مئتي ألف جندي، وستة وثلاثين ألف مدرّعة، وخمسة وثمانين مدفعاً، إلا أن أهالي حي 'المنشية' هاجموا المعسكر الإيطالي بشكل مباغت، وبما تيسر لهم من بنادق صيد، وسكاكين، وبلطات، حيث أجهزوا على الكثير من الجنود، بل ومزّقوا أجسادهم، بينما تمكّن ساندرو من الاختباء بين النباتات والأشجار إلى أن جاءت شاحنات الدعم، فقفز باتجاهها مُلقياً بالبندقية وراءه.

'كل ما يعرفه، وما سيقصه لاحقاً في مقاهي المحاربين القدامي الذين فقدوا أطرافهم، وأسنانهم، وأجزاء أخرى مهمة لحيواتهم، أنه حدثت معجزة ساهمت في بقائه حيّاً يوم واقعة شارع الشط، وباستثناء الخدوش الغائرة التي حفرها الشوك على جسده، وتلك القفزات الهلعة التي تنتابه خلال النوم، إضافة إلى سلس البول الذي لازمه طوال الحياة، فإنه لا شيء يوحي بما كان هناك، فعندما جاءت شاحنات الدعم قفز باتجاهها بهستيرية ملوحاً بفردة جورب الضابط، ملقياً بالبندقية وراء ظهره، وبأطنان من المقولات عن الشرف العسكري الذي يرقد على قنطرة الزناد'.

في هذه الواقعة، فقد الإيطاليون مئات الجنود والضباط، وحسب الهامش المرفق، تشير الكاتبة إلى أنها استندت إلى رسائل حقيقية تؤكد هذه المعلومات المتعلقة بمعركة 'شارع الشط'، والتي رداً عليها ينفذ الجنود الإيطاليون هجوماً شرساً باتجاه واحة 'المنشية'.

'عندما طلعت الشمس كان الجنود يركضون كالجاموس الهائج باتجاه واحة المنشية، يطلقون النار على كل من يصادفهم، ويتفوّهون بتلك النداءات المهولة: من لم يسلم سلاحه سوف يُقتل رمياً بالرصاص (...) من بعيد تأتي أصوات الهلع والضجيج والرصاص وطقطقة النيران في البيوت المحترقة، وصراخ النساء والأطفال، والشهقات المروّعة للقتلى الذين ذبحوهم بين أهاليهم'.

وفي طرابلس، تطلّ من بوابة السرد، 'حليمة'، بائعة الحليب ابنة الخامسة عشرة، الفقيرة المُكبّلة بالديون، والتي تجوب برفقة شقيقها 'أحمد' إلى حيث بيوت الميسورين لعلها تبيع بضاعتها أو شيئاً منها، وهو ما كان بعد أن خسر والدها أرضه لصالح أحد البنوك، وقضى قهراً عليها، وهنا تتجه بنا الروائية إلى حكاية وقوع 'ساندرو' في حبّ 'حليمة'، بعد إعجاب تملكه لفرط جمالها.

وبالعودة إلى الهجوم الإيطالي الشرس على واحة 'المنشية'، كانت الجثث مكومة أمام ساندرو 'على امتداد البصر، ورائحة الدم الساخن تتغلغل في حلقه، يملؤه صراخ الفتيات اللاتي اقتادوهن من بيوتهن إلى وجهة غير معلومة، وأمام البيت الحجري، وقف الضابط ذو العنق الأحمر بعيداً، وأمر الجنود بالاقتحام، ركل ساندرو الباب بقدمه، وقبل أن يخطو إلى الداخل، سحبت امرأة عجفاء تلتحف رداءً أسود عمود المنساج من نُولها، وهوت عليه بضربة غير موفقة، ذلك لأنه سبقها فأطلق النار'.

وكانت هذه الامرأة هي والدة 'حليمة' التي أسرته إعجاباً وعشقاً دون بَوْح من العسكري المُحتل الذي بات قاتل والدتها، ودون علمها.. 'في اللحظة ذاتها وثبت الفتاة بائعة الحليب وشقيقها الصغير من مخبئهما يصرخان ويُمرغّان وجهيهما على جسد الأم المسجّى على الحصى، وقف مشدوهاً بلا حراك، متحطما كتمثال من الرمل، مصروعاً بنظرتها الغامضة، وبوعي انكساره الأبدي، أدرك في اللحظة التالية أنه كائن بائس، محكوم بقدريّة العار، كان دائماً يخاف من أهوال المعركة، من الرصاص والنار والخنادق والدم، ومن السقوط جريحاً، ويتخلى عنه الرفاق، إنه بمعنى آخر يخاف من الخذلان'.

وواصلت الروائية رصد فظائع الاحتلال الإيطالي، ومن بينها إعدام نساء في المسجد، بطعنهن بالحراب، وذلك كي لا يرصد المراسلون الصحافيون الحدث حال نفذ القتل بالرصاص، في حين تمت 'طقطقة عظام الأطفال تحت أحذية الجنود'.

بعد كل ذلك، بات ساندرو يتمنى العودة إلى ميلانو، فلم يعد يريد الاستمرار في الحرب، خاصة بعد أن قتل والدة 'حليمة'، التي بدورها 'سُحلت' مع العديد من النساء إلى مكان يجهله، ليتضح لاحقاً أنه السجن.

'وحدها فتاة المنشيّة بائعة الحليب، التي تجاهلته بكبرياء وانفعال وسخط وتعال، ظلّت جمرتها مشتعلة بعنفوان، وجعلته يُسلّم بأن التجاهل هو أحد أهم المصائد المؤدية إلى الحبّ.. باغته التفكير بها مثل صدمة، ورشقته ذكراها بتهم أخرى غير الخذلان.. وجد نفسه متورّطاً معها في حوار وهمي، يُبرّر فيه معنى أن يكون جندياً، وأن يكون لسوء الطالع في طرف العدو، وأن يكون في حالة عاطفية معقدة (...) تمنّى لو يصاب بعارض قهري، يجعله ينسى أيام المنشيّة، ويعود إلى ميلانو بلا ذاكرة، بلا عواطف، أو حتّى بلا جسد'.

تبقى الإشارة إلى أن 'صندوق الرمل' للروائية الليبية عائشة إبراهيم، صيغت بلغة جزلة تتناسب والحقبة الزمنية التي تعالجها من جهة، وجغرافية الأحداث من جهة أخرى، وجمعت ما بين السرد، والتوثيق، والاستقصاء، والعمل الصحافي، لتكون عنواناً إبداعياً عن حقبة معلومة بتفاصيل مجهولة تكشفت عبرها.

أخر اخبار فلسطين:

سموتريتش: المقترح المصري انتصار كامل لحماس

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1638 days old | 2,000,163 Palestine News Articles | 11,160 Articles in Apr 2024 | 87 Articles Today | from 50 News Sources ~~ last update: 22 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



 صندوق الرمل لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا! - ps
صندوق الرمل لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا!

منذ ٠ ثانية


اخبار فلسطين

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل