اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
قال مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة د.محمد أبو سلمية: إن أزمة الوقود لا تزال تراوح مكانها، ما ينذر بإغلاق أقسام طبية في أي لحظة، واصفا الواقع الصحي في المجمع بأنه مرير.
وأضاف أبو سلمية لـ 'فلسطين أون لاين' أمس: 'الوقود ينقط علينا تنقيطا من قبل الاحتلال الاسرائيلي'، مشيرا إلى أن المجمع تلقى أول من أمس كمية من الوقود تكفي ليومين فقط.
ووصف هذه الآلية لتزويد المجمع بالوقود بأنها 'عقيمة وصعبة، وتجعلنا دائما في وضع طارئ تماما، وربما نغلق أقساما في أي لحظه إذا استمر هذا الوضع بالنسبة للوقود الذي لم تحل قضيته بعد'.
كما وصف أبو سلمية الواقع الصحي في 'الشفاء' بأنه مرير بسبب أعداد الشهداء والجرحى الكبير، مبينا أن المجمع استقبل في يوم واحد فقط 50 شهيدا وأكثر من 100 إصابة.
وتابع: هذا عدد كبير لا يمكن التعامل معه بأي حال من الاحوال في ظل انعدام العدد الكافي من الأسرة لهؤلاء المرضى والجرحى وأيضا أسرة العناية المركزة وغرف العمليات.
وأمس، أعلنت وزارة الصحة وصول 105 شهداء و356 مصابا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة. وأسفرت حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد وجرح أكثر من 189 ألف غزي معظمهم أطفال ونساء.
وعن الواقع الحالي للمجمع، أوضح أبو سلمية أنه يعمل بقدرة استيعابية تقدر بـ30% فقط مقارنة بما كان عليه قبل بدء الاحتلال حرب الإبادة.
وبخصوص نسبة إشغال الأسرة المتوفرة حاليا في المجمع، قال أبو سلمية: 'إنها تمثل 200%، فعدد الأسرة لدينا 200 سرير لكن لدينا 400 جريح ومريض الآن في المجمع، و13 سرير عناية مركزة و350 مريض غسيل كلى'.
وقبل حرب الإبادة كان في قطاع غزة 1150 مريضا بالفشل الكلوي، وتناقص العدد إلى أقل من 700 جراء استشهاد حوالي 40% من إجماليهم بسبب عدم توفر الخدمة الطبية، بحسب معطيات رسمية.
في السياق، نبه أبو سلمية، إلى وجود نقص كبير في وحدات الدم في قطاع غزة بسبب المجاعة، التي يتسبب بها الاحتلال.
وبين أن 'ما صرف للجرحى خلال الشهر الماضي هو عشرة آلاف وحدة دم ومشتقاته، في حين ما تم توفيره هو 3500 وحدة من أهلنا في الضفة، والباقي تم توفيره من المجوعين في غزة'، مؤكدا الحاجة إلى وحدات دم من خارج القطاع.
وأشار أيضا إلى نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية خصوصا أدوية الطوارئ والتخدير وفي المعقمات والشاش المعقم ومثبتات الكسور.
وذكر أبو سلمية أن هذا الوضع، يدفع الطواقم الطبية إلى العمل على مدار الساعة دون كلل أو ملل حتى تنقذ من يمكن إنقاذه من الجرحى والمرضى.
وتعمد الاحتلال في خضم حرب الإبادة الجماعية على غزة، استهداف المستشفيات لاسيما مجمع الشفاء الطبي، الذي يعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في القطاع.
واقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء في 14 نوفمبر/تشرين الثاني وحولته إلى ثكنة عسكرية بعد حصاره لأيام عدة، واعتقلت يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني أبو سلمية، ليتحرر لاحقا، ويستأنف عمله مديرا للمجمع.
وقبل انسحاب جيش الاحتلال يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني من مجمع الشفاء بعد 10 أيام على اقتحامه، دمر أجزاء فيه ونفذ عمليات تفجير في بعض أقسامه ومبانيه.
كما هاجم جيش الاحتلال مجمع الشفاء فجر يوم 18 مارس/آذار 2024، وتوغلت آليات الاحتلال بشكل مفاجئ تحت غطاء ناري كثيف وحاصرت المجمع وذلك في ظل قصف استهدف أجزاء منه.
وأدى القصف والاقتحام إلى وقوع شهداء وجرحى بنيران الاحتلال داخل المجمع واشتعال النيران في مبنى الجراحات التخصصية. وقتل الاحتلال 200 واعتقل 500 آخرين واحتجز نحو 900 للتحقيق.
وانسحب الاحتلال من المستشفى فجر الأول من أبريل/نيسان بعد أسبوعين من اقتحامه وحصاره، مخلفا مئات الشهداء ودمارا واسعا بعدما أحرق أقسام المستشفى ودمر كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه.