اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، فجر الخميس، إصابة مستشفى 'سوروكا' في مدينة بئر السبع (جنوب البلاد) إصابة مباشرة بصاروخ أطلقته إيران، وفق الرواية الرسمية العبرية.
لكنّ طهران سارعت إلى نفي استهداف المستشفى بشكل مباشر، مؤكدة أن القصف الصاروخي الإيراني استهدف بدقة مركز قيادة واستخبارات تابع لجيش الاحتلال يقع بالقرب من المستشفى، وأن الأضرار التي لحقت بـ'سوروكا' ناتجة عن موجة الانفجار فقط.
وقال ناطق باسم المستشفى إن 'سوروكا تعرض لأضرار واسعة في مناطق مختلفة من المبنى'، داعياً المواطنين إلى تجنب الحضور إلى المستشفى مؤقتاً. فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأضرار طالت المبنى الجراحي القديم الذي أُخلي مسبقاً.
ويقع 'سوروكا' في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، ويُعدّ أحد أكبر مستشفيات البلاد، وثالثها من حيث الحجم، ويشكل مركزاً أساسياً لعلاج جنود الاحتلال المصابين خلال العدوان المتواصل على غزة. وقد عالج المستشفى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 4189 جندياً إسرائيلياً مصاباً.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الصاروخي استهدف بدقة مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي الواقع بجوار مستشفى سوروكا، مشيرة إلى أن المنشأة العسكرية التي تضم آلاف الجنود وأنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية وأنظمة C4ISR تضررت بشكل مباشر، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية ناجمة عن موجة الانفجارات.
في المقابل، يرى مراقبون أن استخدام إسرائيل 'الورقة الإنسانية' في هذه اللحظة، يهدف إلى تبرير تصعيد محتمل أو توسيع رقعة الحرب، عبر جرّ حلفائها الغربيين –وفي مقدمتهم واشنطن– إلى المواجهة مع إيران.
ويقول الكاتب والأكاديمي الإسرائيلي إيدان لاندو انتقد بسخرية رواية الاحتلال حول قصف مستشفى سوروكا، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقتصر في عدوانها على قصف المستشفيات في غزة فحسب، بل طال المدارس والجامعات والمكتبات والبيوت البلاستيكية وخزانات المياه، وحتى سيارات الإسعاف، معبراً عن أمله أن الإيرانيين لم يسمعوا عن هذا كله.
في السياق نفسه، ندد الناشط الإسرائيلي يوآف غروفايس عبر منصة 'إكس' بتبرير بعض الإسرائيليين لقصف مستشفيات غزة، معتبراً أن رد الفعل الغاضب على قصف مستشفى داخل إسرائيل يكشف ازدواجية المعايير، مشبهاً الموقف بلاعب يظلم باستمرار، لكنه حين يُلمس يختلق الأعذار ويصرخ 'خطأ!'.
يأتي ذلك رغم أن إسرائيل نفسها نفّذت عشرات الضربات الجوية المباشرة على مستشفيات ومراكز طبية في قطاع غزة وإيران، ما يجعل روايتها موضع شك في نظر منظمات حقوقية دولية.
فمنذ بدء عدوانها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، استهدفت إسرائيل بشكل مباشر أكثر من منشأة طبية، بينها مستشفى أطفال في طهران، ومبنى الهلال الأحمر الإيراني، ومستشفى الفارابي في كرمنشاه، وفق بيانات رسمية إيرانية وتغطيات إعلامية محلية.
سجل دموي ضد المستشفيات
وفي قطاع غزة، دمرت إسرائيل معظم المستشفيات، خصوصاً في شمال القطاع، وقتلت وأصابت واعتقلت العديد من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف. كما منعت عبر المعابر إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ورفضت السماح للجرحى بالخروج لتلقي العلاج بالخارج، ما تسبب بانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية.
ويقدّر عدد الشهداء والجرحى في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بـنحو 186 ألف فلسطيني، بينهم عشرات آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفق وزارة الصحة بغزة.
ويعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد تدمير مساكنهم بالكامل، في وقت تواصل فيه إسرائيل ارتكاب مجازر يومية في مناطق النزوح ومحيط نقاط المساعدات، وسط تحذيرات أممية من مجاعة كارثية.