اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ نيسان ٢٠٢٥
في خطوة أثارت تساؤلات حادة حول شفافية الحكومة البريطانية وتواطؤ وسائل الإعلام، كشف موقع ميدل إيست آي عن زيارة سرية أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى لندن، التقى خلالها نظيره البريطاني ديفيد لامي، في وقت تستمر فيه الاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وبحسب التقرير، فإن الزيارة، التي لم تُعلن عنها لا الحكومة البريطانية ولا الإسرائيلية في حينها، جاءت بعد أسابيع فقط من قيام السلطات الإسرائيلية بترحيل نائبين من حزب العمال البريطاني، وبعد تصاعد الانتهاكات في قطاع غزة، بما في ذلك خرق وقف إطلاق النار واستمرار الحصار المفروض على القطاع.
ساعر، الذي يُعد من أبرز أعضاء حكومة نتنياهو، يواجه إلى جانب رئيس الوزراء نفسه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، فيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. رغم ذلك، استُقبل ساعر في بريطانيا كضيف، وسط تجاهل إعلامي لافت.
وأكد ميدل إيست آي أن الحكومة الإسرائيلية وحدها هي من أقرّت لاحقًا بالاجتماع، مشيرة إلى أن اللقاء تناول البرنامج النووي الإيراني وملف الأسرى الإسرائيليين في غزة. أما وزارة الخارجية البريطانية، فقد رفضت التعليق رسميًا، وامتنعت عن إصدار أي بيان، رغم المطالب المتكررة من الصحفيين.
هذا التعتيم لم يقف عند حد السلطات، بل امتد إلى وسائل الإعلام البريطانية الكبرى، التي تجاهلت الزيارة كليًا، باستثناء تقرير متأخر نشرته صحيفة 'الغارديان'. وحتى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لم تُشر إلى وجود ساعر في لندن، بل زعمت أنه كان في إسرائيل.
موقع ميدل إيست آي أشار إلى أن السرية التي أحاطت بالزيارة تزامنت مع عطلة البرلمان، ما يُرجح أن التوقيت اختير بدقة لتجنب الرقابة البرلمانية والإعلامية.
كما كشف الموقع عن تقديم جهتين قانونيتين بريطانيتين طلبًا رسميًا للنائب العام ومدير النيابة العامة لإصدار مذكرة توقيف بحق ساعر، بتهمة التورط في جرائم حرب، من بينها الاعتقال والتعذيب الذي تعرض له مدير مستشفى كمال عدوان في غزة.
من جهته، وصف النائب البريطاني المستقل إقبال محمد استقبال ساعر بأنه 'إهانة للشعب الفلسطيني'، فيما قال زميله أيوب خان إن اللقاء كان 'مخزيًا'، مؤكداً أنه يُظهر مدى ازدراء الحكومة لمطالب الرأي العام البريطاني الداعي لوقف العدوان على غزة. أما نائب زعيم حزب الخضر، زاك بولانسكي، فرأى أن الحكومة 'تتجاهل غضب الشعب وتواصل دعمها لآلة القتل الإسرائيلية'.
من الواضح سبب رغبة حكومة ستارمر في التكتم على زيارة ساعر. هناك قلق عميق داخل حزب العمال إزاء التواطؤ البريطاني فيما يعتبره العديد من الخبراء إبادة جماعية إسرائيلية في غزة .
وخلص موقع 'ميدل ايست' بالقول، إنه من الأفضل بكثير أن يُدفع ساعر إلى بريطانيا ويغادرها بهدوء، دون أي تصريح رسمي عن زيارته. لا أسئلة محرجة، ولا مؤتمرات صحفية - ولا حاجة للامي لشرح سبب استمرار بريطانيا في تقديم الأسلحة والدعم الدبلوماسي لإسرائيل.