اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حين تتحوّل مهاجمة المقاومة وتسفيه أحرارها إلى 'طقس يومي' أو 'قالب إعلامي' في كتابات ولقاءات بعض الصحفيين، يطرح ذلك تساؤلات عن الأجندات الخفيّة للممو.ّلين الذين استعبدوا أقلامهم وأفكارهم.
الأمر الأكثر غرابة أن كراهية المقاومة، خاصة التيارات الإسلامية منها، أصبحت جزءًا من هويتهم الفكرية والنفسية: إذا أبدعت المقاومة، شوهوا إنجازاتها، وإذا ضعُفت، شمتوا في قادتها، وإذا صمدت، سخّروا أقلامهم للطعن في ثباتها، وإذا أخطأت، بالغوا في شيطنتها.
تتضح المفارقة عند متابعة كتاباتهم: كل حدث سياسي، اقتصادي، أو اجتماعي يُعاد تفسيره لإلقاء اللوم على المقاومة، بينما تُغفَل مسؤولية المعتدين أو الفشل السياسي والاقتصادي للأنظمة المعنية.
في السياسة، تُحمَّل المقاومة سبب الهزيمة؛ في التنمية، سبب التخلّف؛ في الاقتصاد، سبب الأزمات والأسعار المرتفعة؛ وهكذا.
قلمهم الموهوب أضحى أداةً سفيهةً لخدمة أجندات مموّليهم، ولسانهم المبين أصبح سليطًا على أصحاب الحق لا المعتدين. مثالهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا، وهبهم الله علمًا وإبداعًا، لكنهم اختاروا أن يكونوا من الجاهلين.
هذا الواقع يعكس خطورة الإعلام المموّل على الرأي العام، ويبرز الحاجة إلى وعي جماهيري يُفرّق بين الحقيقة والدعاية، وإلى دعم إعلام حرّ يستند إلى الحقائق والعدالة. فالمعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا في الوعي والفكر، حيث تُصنَع الروايات وتُوجَّه العقول.

























































