الفصائل الفلسطينية ترفض مقترحات شراء الهدوء بالتسهيلات الاقتصادية.. وغانتس يتوعد حماس

رام الله مكس- تصاعدت حدة التحذيرات الفلسطينية من التوجه نحو البدء بمرحلة “التصعيد”،رفضا لإجراءات الاحتلال الذي يواصل الهجمات ضد المناطق الفلسطينية، ويفرض حصارا على قطاع غزة، يحول دون البدء بأعمال إعادة إعمار ما دمر خلال الحرب الأخيرة حتى اللحظة.

وأعلنت إسرائيل، الانتهاء من بناء الجدار الأرضي على طول حدود غزة، ضمن استعداداتها العسكرية لأي مواجهة عسكرية مقبلة، في وقت أشار قيادي فلسطيني إلى تسارع اتصالات وسطاء التهدئة خلال اليومين الماضيين.

رفض خطة الهدوء

وذكر مصدر قيادي بحماس أن اتصالات الوسطاء لم تتوقف بشأن أوضاع قطاع غزة منذ انتهاء الحرب الأخيرة في مايو الماضي، لكنه أشار إلى أن تلك الاتصالات كثفت منذ مطلع الأسبوع الجاري، على أمل احتواء الموقف المتوتر، لافتا إلى أنه جرى إبلاغ الوسطاء بأن التوتر مفاده سياسات الاحتلال العدوانية، وأن الفصائل لا يمكن أن تقبل باستمرار الوضع على ما هو عليه.

كذلك جرى إبلاغ الوسطاء أن هناك موقفا جماعيا فلسطينيا، يرفض العودة مجددا للسياسات الإسرائيلية القائمة على “المزاجية” في التعامل مع الملف الفلسطيني، ومع الأوضاع في قطاع غزة، وأنها ترفض سياسات حكومة الاحتلال التي اعتادت على التراجع عن تنفيذ التفاهمات التي يجري التوصل إليها، علاوة عن رفض الفصائل للربط بين ملف التهدئة والإعمار وملف صفقة تبادل الأسرى، علاوة عن رفض مخططات التهدئة الطويلة، التي تقوم على أساس تقديم تسهيلات اقتصادية جديدة لغزة.

وواصل الكثير من النشطاء المشاركة في حملة إلكترونية، تشير إلى قرب المواجهة، وكسر حالة الهدوء القائمة على حدود غزة، بسبب المماطلة الإسرائيلية في إنهاء مشاكل غزة، وذلك باستمرارها في فرض الحصار، وجاءت المشاركات على الحملة تحت وسم “إنذار إنذار”، وتضمنت تدوينات مثل “الإنذار الأخير”، أو “لغة غزة تعود من جديد”.

جاء ذلك بعدما أوصلت فصائل المقاومة الفلسطينية، رسائل عديدة بنيّتها التحرك قريبا، من أجل كسر سياسة الاحتلال الحالية التي تقوم على أساس التهرب من التزامات التهدئة، وذلك من عدم بدء عملية إعمار ما دمر خلال الحرب الأخيرة، وكذلك عدم تنفيذ المشاريع الإغاثية العاجلة الأخرى، بالإضافة إلى استمرار الهجمات الاحتلالية ضد الضفة الغربية.

وفي هذا السياق، قال مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر: “الوضع على الأرض الفلسطينية في غاية الخطورة لأننا أمام كيانٍ عدواني عنصري يمارس كل يوم سياسة الإرهاب والاعتقالات والاعدامات وكل أشكال القتل ضد شعبنا، وهذه الحالة لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة بأي شكلٍ من الأشكال”.

تلويح بالتصعيد

وأشار الطاهر إلى أن الفصائل الفلسطينية وأجنحتها المسلحة “تدرس بشكل جدي الخيارات التي سنلجأ لها في المرحلة القادمة”، وقال منذرا: “لا يمكن أن نصمت أمام كل هذه الممارسات الصهيونيّة”.

وقال المسؤول في الجبهة الشعبية إن الاحتلال الإسرائيلي “يريد تهدئة في قطاع غزة وسحب الصاعق من القنبلة الموقوتة في غزة، لذلك عندما هدأت الصواريخ بدأت المحاولات لإعادة الأمور باتجاه السلام الاقتصادي والهدنة طويلة الأمد، فيما عادت الممارسات الصهيونيّة بشكلٍ أكثر عدوانية بعد معركة سيف القدس”.

وأضاف: “غير مطروح اليوم على شعبنا الفلسطيني أية حلول جدية تؤدي لانتزاع الحقوق الوطنية، بل يريدون منا أن نستسلم والقبول بحكم إداري ذاتي تحت سيطرة الاحتلال بشكلٍ كامل”، مؤكدا أنه لم يعد أمام الشعب الفلسطيني خيارات كثيرة، وتابع: “لذلك نقول كفى رهانا على الأوهام وما يسمى بالمفاوضات، وحل الدولتين انتهى وأصبح كلاما فارغا”، وشدد على ضرورة “قلب الطاولة على هذا الخيار العقيم”.

وأشار إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة مرتبط بموضوع “التهدئة” ووقف المقاومة من القطاع، وتابع: “لذلك الأمور تأخذ اليوم منحنى جديدا لأن شعبنا لا يمكن أن يُسقِط خيار المقاومة الشاملة مع هذا الاحتلال مقابل بعض المساعدات الاقتصادية، ولأن قضيتنا كشعب فلسطيني قضية تحرر وطني والأساس هو إزالة هذا الاحتلال”.

وأكد أن الفصائل ستستمر في تصعيد المقاومة، وتابع: “نحن كفصائل مقاومة عندما نلتقي بالقيادة المصرية نؤكد لها دائما أننا لن نقبل بالسلام الاقتصادي وسنقاوم بكافة الأشكال حتى طرد الاحتلال”، وأضاف: “الجانب المصري يتحدث أن التهدئة من الممكن أن تفتح الأفق، لكننا نؤكد أن لنا حقوق وقضيتنا الأساس تحرير بلادنا”.

وأضاف وهو يرد على ممارسات الاحتلال “لا يمكن للفصائل الفلسطينيّة أن تبقى صامتة تجاهها وتقف موقف المتفرج”، مشددا: “التصعيد قادم بمختلف أشكاله بما في ذلك الخيار العسكري، حتى يدفع الاحتلال ثمن ممارساته الإرهابية ضد أبناء شعبنا”، لافتا إلى أن الفصائل تتدارس السبل والوسائل التي سنعمل من خلالها لـ”تطبيق التصعيد الشامل في الفترة القادمة”.

غانتس يهدد

وتحسبا لأي تطور عسكري، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن عن الانتهاء رسمياً من تشييد الجدار الإسمنتي المحيط بقطاع غزة، في مراسم عسكرية حضرها وزير الجيش بيني غانتس وقادة كبار في جيش الاحتلال.

وقد جرى الاحتفال، بعد عمل استمر لثلاث سنوات ونصف، بتكلفة أكثر من مليار دولار، حيث تم تشييد الجدار الضخم تحت الأرض وعلى طول الحدود مع قطاع غزة بطول 65 كم من الحدود المصرية جنوباً وحتى حدود القطاع الشمالية مع الاحتلال، حيث يبلغ عمق الجدار عشرات الأمتار تحت الأرض، ويحتوي على مجسات أرضية لكشف الأنفاق، بينما تم تشييد جدار إلكتروني بارتفاع 6 أمتار فوق السور الأرضي مزود بكاميرات ومجسات مراقبة أيضا.

ويقول جيش الاحتلال إن السياج الجديد سيضمن حصر أي عملية تسلل ضمن شريط حدودي في نطاق 100 إلى 200 متر ما بين السياج الجديد والقديم، بما يسمح لقواته بالوصول إلى المكان وتحييد أي تهديد.

وحذر غانتس حركةَ حماس على خلفية تهديداتها الأخيرة، وقال إنه ينصح حماس بـ”عدم إطلاق التهديدات الفارغة”، وفق تعبيره، وأضاف: “من أجل تغيير الواقع في غزة فإن مطالبنا بسيطة وواضحة، وقف تعاظم حماس، وهدوء طويل الأمد، واستعادة الأبناء”، ويقصد الجنود الأسرى بيد حماس.، وتابع: “نعمل لهذه الغاية ليلاً ونهاراً في السر وفي العلن وأنصح حماس بالانشغال بهذه المسائل بدلاً من التهديدات الفارغة”.