اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
خاص - شهاب
أكد الباحث المختص في الشأن 'الإسرائيلي' عادل شديد أن جيش الاحتلال يواجه أزمة حقيقية تتعلق بتراجع الروح المعنوية وتدهور الحالة النفسية في صفوف جنوده، بفعل ما يواجهونه من صدمة ميدانية في قطاع غزة، حيث لم يعد أي جندي بمنأى عن الخطر، سواء في الدبابات أو المنازل أو أثناء التنقل مشاة.
وقال شديد لـ(شهاب) إن 'الجندي الإسرائيلي أصبح مكشوفًا وضعيفًا في كل موقع، وسط ضربات المقاومة التي تنوّعت بين تفجير المنازل والقنص المباشر واستهداف الآليات، وهو ما انعكس في ارتفاع أعداد القتلى والإصابات خلال الأسابيع الماضية، وأحدث شرخًا عميقًا في الروح القتالية'.
وأشار إلى أن هذه الصدمة الميدانية المتراكمة أدت إلى تدهور حاد في الأداء العسكري، ودفعت ببعض الجنود إلى رفض المهام أو الهروب من الخدمة، مؤكدًا أن الجيش 'الإسرائيلي' يواجه اليوم خطرًا داخليًا يتمثل في الانهيار النفسي لمنظومته البشرية.
تزامنت هذه التصريحات مع تقارير 'إسرائيلية' أفادت بانتحار جندي من لواء 'ناحال' داخل قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل، بعد مشاركته في الحرب على غزة، ليكون ثالث جندي يُقدم على الانتحار خلال أقل من 10 أيام.
وتعود الحوادث السابقة لجندي احتياط خدم لمدة عام في غزة، وفقد اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر، إضافة إلى جندي ثالث عُثر عليه ميتًا الأسبوع الماضي دون الإفصاح عن هويته، وقد تبيّن لاحقًا أنه أقدم على الانتحار.
ورغم بدء الشرطة العسكرية 'الإسرائيلية' تحقيقات في هذه الحوادث، يرفض جيش الاحتلال الكشف عن العدد الدقيق لحالات الانتحار، ويكتفي بالإشارة إلى أنه سيُعلن عنها مع نهاية السنة.
وتشير المعطيات غير الرسمية إلى أن عدد المنتحرين في صفوف جيش الاحتلال منذ بدء الحرب تجاوز كل المعدلات السابقة، إذ أن '7 جنود انتحروا بين أكتوبر ونهاية 2023، 21 حالة انتحار سُجلت في عام 2024، 15 حالة على الأقل منذ مطلع عام 2025 حتى اليوم'.
وتربط مصادر عسكرية هذا الارتفاع بواقع الخدمة القاسية في غزة، خاصة بين جنود الاحتياط، فيما أظهرت تحليلات نُشرت في صحيفة 'هآرتس' أن النسبة الأكبر من الانتحارات ترتبط مباشرة بالتجارب القتالية العنيفة، وليس بظروف شخصية كما في السنوات السابقة.
وفي سياق متصل، ذكر شديد أن الفيديوهات التي نشرتها المقاومة من قلب المعارك كشفت هشاشة الجنود في الميدان، وفضحت الرواية 'الإسرائيلية' التي تسعى لتصوير الجنود كأنهم يحققون إنجازات، في حين أنهم واقعًا في حالة ذعر وارتباك، يعجزون عن الحركة، ويُستهدفون حتى داخل منازل يتحصنون فيها.
واختتم شديد حديثه بالقول: 'عندما يفقد الجندي ثقته بنفسه، ويواجه الموت في كل زاوية، ويشعر بأنه مهجور نفسيًا وميدانيًا، فإن الانهيار يصبح حتميًا. وما نشهده اليوم ليس مجرد أرقام انتحار... بل مؤشر خطير على اهتزاز العمود الفقري للجيش الإسرائيلي'.