اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
ثمة طقس إسلامي مهم، له مكانة كبيرة في نفوس المسلمين، وهو اجتماع الأسرة يوم الجمعة، وما له من أهميةٍ وبركةٍ في نفوس الأسرة، حيث تجتمع الأسرة بالأب الذي قد يغيب عن مائدة الغداء طيلة أيام الأسبوع بحكم العمل.
اجتماع الأسرة يُعزز المحبة والألفة في قلوب أبناء الأسرة، حيث يجتهد الأب صباح يوم الجمعة لإحضار ما يلزم من طعامٍ من السوق، سواء رافقته في رحلة التسوق شريكة حياته أو لا، وتبدأ الأم بتجهيز الغداء لحين عودة الأب والأبناء من المسجد، كما كان طعام يوم الجمعة قبل العدوان مميزاً، دجاجاً أو لحماً أو سمكاً.
لكن في غزة ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر2023 حُرمت الأُسرة الفلسطينية هذا الاجتماع الأسري، بسبب النزوح والقصف واستشهاد العديد من أبناء الأسرة حتى لم يعد يعرف الناس ماهية الأيام والتواريخ، فقد أشغلتهم متطلبات الحياة التي تستنزف وقتهم من صباح اليوم حتى المساء في رحلة البحث عن الماء والغذاء، وسعيد الحظ من يحصل على وجبة طعام فاصولياء، بازيلاء، عدس، وربما يمضي يوم الجمعة كما غيره بلا طعام.
لكم أن تتخيلوا أنه قلما تجد أسرة فلسطينية في غزة لم تفقد أحد أبنائها سواء الأب أو الأم أو الابن أو البنت، أو أكثر، ولكم أن تتخيلوا أن تفقد الأسرة نصفها، سواء بالاستشهاد أو الاعتقال أو الحجز نتيجة الفصل وتقسيم القطاع إلى مناطق شمال وجنوب!
لكم أن تتخيلوا كيف يكون لاجتماع يوم الجمعة طعمٌ، والأسرة تجلس دون أحد أفرادها أو أكثر، دون أب، دون أُم، دون الابن أو البنت أو الجد أو الجدة!
كيف يكون لاجتماع يوم الجمعة طعمٌ، والأسرة تجلس في قارعة الطريق وفي أحسن الأحوال خيمة لتناول الطعام!
كيف يكون لاجتماع يوم الجمعة طعمٌ، والأسرة تجلس لا تجد ما تأكله، والأب يشعر بالعجز عن تلبية احتياجات الأسرة بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والاحتياجات الأساسية، خاصة إن كان لديه أطفال مواليد!
كيف يكون لاجتماع يوم الجمعة طعمٌ، والأسرة تجلس ولا تعرف هل ستكمل اجتماعها الغذائي أو أن صاروخاً حاقداً سينزل على بيتهم أو خيمتهم ليحول أجسادهم إلى قطع متناثرة تطير في الفضاء!
نسأل الله أن يعوضنا خيراً مما فقدنا، وأن يجمعنا بأحبابنا في الدنيا والآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن ينتقم من عدونا الذي كان سبباً في تفرقنا ودمارنا.