آلاف الحناجر تهتف في رام الله للقدس والمقاومة والتوحّد

كتب يوسف الشايب:

الأعلام الفلسطينية، ولا سواها، والكوفيّات البيض والسود، والهتافات العفوية الوحدوية نُصرة للقدس وغزّة، والشعارات المكتوبة على اللافتات بالعربية والإنكليزية، وعلى أقمصة الصغار والكبار، كانت أبرز المشاهد في المسيرة الجماهيرية، التي علت فيها الحناجر، وسط مدينة رام الله، صباح وظهر أمس.

أبٌ يرتدي قميصاً أسود كتب عليه من الخلف (1948)، يرفع ابنته الرضيعة على كتفيه، في حين يرتدي آخر كما ابنته الصغيرة التي تعتلي كتفيه قميصاً أبيض حمل رسم 'حنظلة'، بينما فضلت أخرى الخروج بقميص يحمل مقولة محمود درويش الراسخة: 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة'، كما لم تغب الأثواب المطرزة عن المسيرة، بحيث لبستها بعض الطفلات.

كان لافتاً مشهد تلك المُسنة التي أصرّت على المشاركة مستعينة بعكازتها، لتقول بصوت خافت، زاد من صعوبة وصوله إلى أذنيّ بوضوح، الصخب المحيط، إن شعباً كهذا لا يمكن أن يُهزم.

لم يكن ثمّة خطابات، ولا سباق حزبي على احتكار المشهد، بل إن الهتافات كانت توحيدية، حيّت صمود أهل القدس، والمقاومة في غزة، كما حيّت المتضامنين، وخاصة في عديد العواصم العربية، بينها: عمّان، وبيروت، وصنعاء، ودمشق، والجزائر، وتونس، والقاهرة، وغيرها.

وكان من بين الهتافات: 'من رام الله أعلناها القدس إحنا فداها'، و'يا ابن غزة لا تهتم برج ببرج ودم بدم'، و'فلسطين القضية يا كل الأمة العربية'، و'كف بكف وإيد بإيد بنحمي القدس من التهويد'، و'وحدة وحدة وطنية حتى ننول الحريّة'،، و'الانتقام الانتقام.. أبو علي وأقصى وقسّام'، وغيرها.

وخرجت هتافات أخرى، أخذت بعداً توضيحياً وغاضباً، بينها: 'يا اللي بتسأل إحنا مين إحنا شبابك فلسطين'، و'بدك تعرف ليش كثار إحنا وحّدنا القرار'، و'يا اللي بتحكوا مفرقين رام الله بتضرب مع سخنين'، و'يا اللي بتحكي انقسام فتح بتهتف للقسام'، و'لا ضفة وسبعة وستين إحنا كل فلسطين'.

أما اللافتات فتنوعّت، وكان من بينها 'عكا واللد أقرب'، و'من البحر إلى النهر'، و'قاطعوا المنتجات الإسرائيلية'، و'أنقذوا الشيخ جرّاح'، و'لا بد من فك الحصار عن غزة'، و'الشعب قرّر'، و'ترحلون ونبقى'، و'كيف يعقل أن يتحوّل المُجرم إلى ضحية'، وغيرها.

وقالت محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، التي ارتدت قميصاً أسود وكوفية كغيرها في المسيرة الجماهيرية: ما حدث اليوم أكدّ أن فلسطين أكبر من كافة الأحزاب.. شعبنا خيّب آمال من توقع أن يكون يوم الإضراب يوم إجازة، فكان يوم انتفاضة.

وأضافت من المدخل الشمالي لمدينة البيرة، حيث هاجم جنود الاحتلال المتظاهرين السلميّين: كل أبناء شعبنا خرجوا في هذه المسيرات السلمية، وخاصة الأطفال والنساء واليافعين، خرجوا ليقولوا القدس لنا، والشيخ جراح لنا، وليوجهوا التضامن الكبير مع أهلنا في غزة، وأننا موحّدون تحت راية فلسطين.. عائلات بأكملها خرجت في رام الله والبيرة دون استعراض، ومن بينهم تلك الأم التي توجهت من وسط رام الله رفقة أطفالها الخمسة إلى مدخل البيرة الشمالي، لتقول كما غيرها، إن أبناءها هم من سيصنعون فلسطين المستقبل، وإن الاحتلال إلى زوال.