اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد مجزرة إسرائيلية دامية بحق عائلة أبو دلال في مخيم النصيرات، صرخت حاجة مكلومة وسط المشيعين متسائلة: 'أين العرب؟ .. أين المسلمون؟' لوقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، ليقاطعها الحاج عزمي أبو دلال قائلا: 'أين الوسطاء؟' وذلك في إشارة لرعاة اتفاق وقف حرب الإبادة على غزة الذي وقع في مدينة شرم الشيخ المصرية 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وتحدث الحاج عزمي والد ثلاثة شهداء وحفيدين ارتقوا خلال حرب الإبادة، بغضب، 'عتبنا كبير على مصر وقطر وتركيا .. لماذا لا يٌلزم هؤلاء الوسطاء الاحتلال المجرم بوقف القصف والدمار؟'.
وبيديه مشيرا لمراسل صحيفة 'فلسطين' نحو جثامين 20 شهيدا من النساء والأطفال: 'هذا هو بنك الأهداف الإسرائيلية .. النساء والأطفال وكبار السن'.
وبشهادته تحدث عن المجزرة المروعة التي تعرضت لها عائلته ليلة الأربعاء: 'استفقنا ليلا على قصف (أف 16) صوب أحد المنازل للعائلة غرب المخيم ثم بعدها بساعة قصف لمنزل آخر للعائلة وسط السوق'.
والنتيجة: ركام ودمار وضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في مربع سكني ضيق المساحة، وكأن حرب الإبادة عادت للتو على غزة، يكمل أبو دلال حديثه: 'كل يوم قصف وشهداء .. انظر لهؤلاء الأطفال والنساء، لقد كانوا آمنين في منازلهم'.
وفي خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، أحصى الإعلام الحكومي في غزة استشهاد أكثر من 109 مواطنا بينهم 52 طفلا و23 امرأة، في أقل من 12 ساعة، جراء غارات إسرائيلية على منازل وخيام نازحين رغم استمرار سريان وقف إطلاق النار الذي رعته الدول الثلاثة المذكورة تحت إشراف الإدارة الأمريكية.
وتعليقا على ذلك، قالت حركة حماس إن المقاومة بكافة فصائلها ما تزال ملتزمة بالاتفاق، ولن تسمح للاحتلال بفرض وقائع جديدة تحت النار، وأضافت: 'على العالم أن يدرك أن دماء أطفالنا ونساءنا ليست رخيصة'.
وأمام جثمان نجله وحفيديه الشهداء المسجيين في مستشفى العودة - النصيرات، تساءل الحاج كمال عيد: ألم يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مدينة شرم الشيخ وزعماء دوليين للتوقيع على اتفاق إنهاء حرب الإبادة؟.
وقال والد الشهيد محمد الذي ارتقى برفقة نجليه في قصف إسرائيلي لشقته السكنية إنه منذ توقيع الاتفاقية لم يلتزم الاحتلال ببنودها، 'كل يوم هناك خروقات إسرائيلية لهذا الاتفاق'.
وأضاف في حديثه لصحيفة 'فلسطين': 'أملنا بالله (عزوجل) .. ونأمل من مصر وقطر وتركيا أن يكون لهما دورا رئيسيا في إلزام الاحتلال بهذا الاتفاق ووقف المجازر الإسرائيلية في غزة'.
ورغم المجازر الدموية، انحاز ترامب للاحتلال الذي يواصل خروقاته للاتفاق الذي تدعمه الولايات المتحدة، قائلا إن الاتفاق 'ليس في خطر'.
كما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده تتابع عن كثب التحديات التي تعرض لها اتفاق وقف إطلاق النار، وتقديراته أن 'ما حدث كان أمرا متوقعا وأن الجهود القطرية تركز حاليا على ضمان صمود الاتفاق واستمراره'.
'قبح وعنصرية'
ومن وجهة نظر، المحلل السياسي أحمد الحيلة للخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف حرب الإبادة على غزة، فإن هدفها هو خلق معادلة تمنح الاحتلال وحكومته 'اليد العليا' للقصف في الزمان والمكان دون حسيب ولا رقيب.
وأكد الحيلة، في منشور عبر صفحته على 'فيسبوك'، أن المسؤولية تقع على عاتق الوسطاء الذين رعوا الاتفاق الذي وقع في مدينة شرم الشيخ المصرية، ولا سيما أن الجميع يعلم أن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بموجبات الاتفاق.
وأشار إلى أن تبرير الاحتلال قتل أكثر من 100 مدني بزعم إصابة جندي إسرائيلي في رفح، جريمة حرب وفق القانون الدولي.
وعدّ ذلك دليلا على مستوى القبح والعنصرية التي يتعامل فيها الأمريكان مع الفلسطينيين والعرب، ومستوى كراهية الصهاينة ووحشيتهم ضد الإنسانية.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي أحصى قبل ثلاثة أيام ارتكاب الاحتلال أزيد عن 125 خرقا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وذلك في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وفند الإعلامي الحكومي، في بيان، أول من أمس، قائمة نشرها جيش الاحتلال وزعم أنها تحتوي على أسماء عناصر في المقاومة اغتيلوا في الغارات الجوية العنيفة على غزة.
وأوضح أن الاحتلال نشر قائمة تضم 26 اسما، بينها 21 صورة، زعم أنها تعود لأشخاص استشهدوا خلال عدوانه الأخير وتبين أن القائمة تحتوي على 3 أسماء غير صحيحة وغير عربية وغير واردة في السجلات الرسمية الفلسطينية، بالإضافة إلى أسماء وهمية لا وجود لها في الواقع، وبعضها لم يُرفِق له صور على الإطلاق متعمدا.
وأشار إلى أن الاحتلال أدرج في القائمة أسماء مكررة بعد التلاعب في اسمها الثلاثي لتبدو وكأنها لأشخاص مختلفين، كما شملت القائمة أسماء لأشخاص استشهدوا في أماكن وأزمنة مختلفة تماماً عن المعلن'.

























































