اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -فى الثانية عشرة من عمره فقط، يلفت ساشا جومانكا من مدينة ميونيخ الألمانية الأنظار فى عالم تصويرالحياة البرية، بعد أن أثبت أن الشغف لا يعرف عمرا، بدأت قصته فى السابعة والنصف من عمره خلال نزهة عائلية فى حديقة نيمفنبورغ، حيث شاهد طائر الرفراف لأول مرة، ذلك الوميض الأزرق الذى غير نظرته للعالم، كانت تلك اللحظة الشرارة التى أشعلت بداخلهحبا عميقا للطبيعةوفضولا لا ينتهى تجاه الطيور وحركاتها الرشيقة، ومنذ تلك اللحظة، أصبح ساشا يرى الطبيعة بعين مختلفة، يلاحظ أدق تفاصيلها ويبحث عن الجمال المختبئ فى كل جناح يخفق أو شعاع ضوء يتسلل بين الأشجار.
أول كاميرا وبداية الإلهام
فى يونيو 2020، حصل ساشا على كاميرته الأولى، ليبدأ معها رحلة جديدة من الاكتشاف والتعلم، لم تكن البداية سهلة، فكل صورة كانت تحديا جديدا يتطلب صبرا، وتوقيتا، وحسا فنيا دقيقا، كان يقضى ساعات طويلة فى الميدان من الفجر حتى المساء، بين البحيرات الضبابية وأشجار الحديقة، يطارد اللحظات العابرة التى تدمج بين السكون والحركة، شيئا فشيئا، بدأت لقطاته تكتسب طابعا مميزا يمزج بين الدقة والعاطفة، بين الفن والعلم، حتى أصبحت أعماله اليوم من أبرز ما يعرض فى مسابقات تصوير الطيور، وفقا لموقع 121clicks.
مغامرات فى دلتا الدانوب
تحولت دلتا الدانوب إلى الوجهة المفضلة لساشا، حيث يعود إليها كل عام مع والديه لاستكشافعالم الطيورفى بيئة تزخر بالحياة، هناك يجد مصدر إلهامه الحقيقى بين أسراب البجع التى تحلق فى الأفق، وطيور البلشون التى تعكس أجنحتها على صفحة الماء، فى تلك الرحلات، تعلم ساشا أن التصوير ليس سيطرة على المشهد بل تواصل مع الطبيعة، وأن على المصور أن ينصت قبل أن يلتقط، فكل مرة يضغط فيها على زر الكاميرا، يتعلم شيئا جديدا عن الصبر، والعفوية، وسحر التوقيت.
التقدير العالمى والإرث القادم
رغم صغر سنه، حصد ساشا اعترافا عالميا بموهبته المذهلة، إذ نال الميدالية الذهبية فى مسابقة مصور الطيور لعام 2025، كما حصل على إشادة عالية فى مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2024، وأسس مع والديه موقعا إلكترونيا لمشاركة أعماله وشغفه مع محبى الطبيعة، مؤكدا أن هدفه ليس الجوائز، بل التقاط اللحظات التى تمس القلب وتوثق روح الحياة، بالنسبة له، كل صورة هى حوار بين الضوء والحركة، بين الإنسان والعالم الطبيعى، تذكير بأن الجمال قد يكون فى لحظة لا تتكرر.
عدسة نحو المستقبل
يرى ساشا أن مهمته تتجاوز حدود الكاميرا، فهى دعوة هادئة للتأمل والتواصل مع الطبيعة، من خلال عدسته، يذكرنا بأن كل طائر وكل رفرفة جناح تحمل قصة عن الحياة والتوازن، ومع نضوجه، يطمح هذا الفتى الموهوب إلى الاستمرار فى الاحتفاء بروح البرية وإلهام الآخرين لرؤية الجمال فى التفاصيل الصغيرة، فبالنسبة له، كل صورة ليست مجرد لقطة، بل وعد بحب أبدى للطبيعة التى تعطى وتلهم دون مقابل.

























































