اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أثار فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، كأول مسلم يشغل هذا المنصب في تاريخ المدينة، اهتماما واسعا في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.
لكن الحدث الذي تجاوز أصداء السياسة إلى عمق الهوية جاء من خلف الكواليس، عبر ظهور زوجته راما دواجي بثوب مطرز مستوحى من التراث الفلسطيني خلال احتفال فوزه، ما حول اللحظة السياسية إلى بيان ثقافي مؤيد لفلسطين.
في أول ظهور علني لها بصفتها 'السيدة الأولى' لمدينة نيويورك، اختارت راما دواجي، وهي فنانة أمريكية سورية الأصل تبلغ من العمر 28 عامًا، أن ترتدي بلوزة سوداء بدون أكمام مطرزة بتطريز فلسطيني من أعمال المصمم الفلسطيني زيد حجازي، أحد أبرز خريجي جامعة سنترال سانت مارتينز في لندن.
الثوب، الذي جمع بين الرمزية السياسية والأناقة الفنية، لفت الأنظار في احتفال النصر الذي أقيم في مسرح باراماونت ببروكلين، ليصبح حديث الصحافة الإسرائيلية.
وأشارت مجلات الموضة الأمريكية إلى أن دواجي 'تعبر بالموضة عما يقوله زوجها في السياسة'، بينما وصف محللون إسرائيليون ظهورها بأنه 'استفزاز متعمد' في قلب العاصمة الاقتصادية الأمريكية، بسبب ما يحمله التطريز الفلسطيني من رمزية سياسية في ظل تصاعد التأييد لحركة 'تحرير فلسطين' داخل الجامعات والمدن الأمريكية.
تصميم الثوب لم يكن عابرا، فالمصمم زيد حجازي يستلهم أعماله من التراث الفلسطيني والمستقبلية العربية، ويصف علامته التجارية بأنها محاولة لـ'تحدي الأعراف التقليدية وبناء سردية عن شرق أوسط مستقبلي يحتفي بالتراث والحرفية المحلية'.
ويرى مراقبون أن اختيار دواجي لهذا التصميم في واحدة من أكثر المناسبات السياسية متابعة في أمريكا، جاء بمثابة بيان فني يربط بين النضال الفلسطيني والتعبير الثقافي المعاصر.
ويكتسب هذا الموقف رمزية إضافية في مدينة مثل نيويورك، التي يهيمن على صناعة أزيائها منذ عقود مصممون يهود وإسرائيليون، مثل رالف لورين ومارك جاكوبس ودونا كاران، ما جعل خطوة دواجي تقرأ في الإعلام العبري كـ'تحد ثقافي ورسالة سياسية مغلفة بالأناقة'.
لكن هذه الرمزية لم تمر مرور الكرام. ففي اليوم التالي لفوز ممداني، أعلنت رابطة مكافحة التشهير (ADL)، إحدى أبرز مؤسسات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، عن إنشاء ما سمته 'مرصد ممداني'، وهو نظام مراقبة مخصص لمتابعة كل قرارات وتعيينات وإجراءات إدارة نيويورك خلال ولايته.
ويهدف المشروع، بحسب الرابطة، إلى 'رصد أي خطوات قد تؤثر على سلامة الجالية اليهودية'، لكنه في جوهره يعد أداة رقابة سياسية غير مسبوقة تستهدف ممداني بسبب مواقفه المناهضة للصهيونية ودعمه المعلن لفلسطين.
لكن رابطة ADL لم تشر علنا إلى أنها ستراقب تصرفات زوجة ممداني.
وكان ممداني قد دعا خلال حملته الانتخابية إلى إلغاء الاستثمارات البلدية في الشركات الإسرائيلية، ووقف التعاون مع مؤسسات مثل معهد التخنيون، بل وذهب أبعد من ذلك حين وعد بتعديل تعريف معاداة السامية ليُميّز بوضوح بين انتقاد إسرائيل ومعاداة اليهود.
بالنسبة لكثير من الناشطين الفلسطينيين في أمريكا، لم يكن ثوب راما دواجي مجرد زي احتفالي، بل رسالة صامتة لكنها مدوّية تقول إن الهوية الفلسطينية قادرة على اختراق المنصات الغربية من باب الإبداع لا السياسة وحدها.
تقول إحدى الناشطات الفلسطينيات في نيويورك:'ما فعلته راما دواجي أقوى من خطاب سياسي، إنها أعادت التطريز الفلسطيني إلى مقدمة المشهد في مدينة تتحكم فيها الرواية الإسرائيلية منذ عقود.'
وهكذا، من على مسرح نيويورك، تحول ثوب فلسطيني بسيط إلى رمز سياسي جديد يعيد رسم ملامح معركة الهوية في واحدة من أكثر مدن العالم نفوذا وتأثيرا، وسط حساسيات إسرائيلية جعلت من ثوب راما دواجي، قصة سياسية وحولته لمعركة لم تكن الأولى ولن تكون الاخيرة على يبدو.
المصدر: RT + يديعوت أحرنوت + موقع واللاه العبري

























































