اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
شهد ميناء جنوة الإيطالي في السابع من أغسطس/آب الجاري حادثة أثارت جدلاً واسعًا، بعدما أوقف عمال الميناء السفينة السعودية 'بحري ينبع' (Bahri Yanbu) ومنعوها من الإبحار، إثر اكتشاف شحنات أسلحة ومعدات عسكرية على متنها، بينها مدفع إيطالي من طراز 'أوتو ميلارا' ومركبات مدرعة ودبابات.
ووفق تقارير إيطالية، رجّح العمال أن تكون الشحنة في طريقها إلى إسرائيل، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، ما دفعهم إلى تنظيم اعتصام أمام بوابات الميناء ووقف عمليات الشحن. وأكدت نقابة عمال النقل التابعة للاتحاد العام الإيطالي للعمل (CGIL – Filt) إيقاف تحميل الشحنة رسميًا، مشيرة إلى مخاوف من استخدامها في مناطق نزاع.
مخاوف من غياب الشفافية
ورغم تأكيد السلطات المحلية أن الشحنة قانونية وموجهة إلى أبوظبي بالإمارات، شددت النقابات العمالية واللجنة المستقلة لعمال الموانئ على ضرورة الوضوح الكامل، وطالبت بإنشاء مرصد دائم لمراقبة حركة الشحنات العسكرية في الموانئ الإيطالية.
وانتقد الاتحاد العام الإيطالي للعمل 'غياب الشفافية وتقديم معلومات ناقصة للعمال'، معلنًا استمرار حظر تحميل الشحنات المشتبه بها وتنظيم وقفات احتجاجية جديدة.
الاشتباه في خرق القانون الإيطالي
الأمين العام لهيئة النظام المينائي في جنوة، باولو بياتشينزا، أوضح أن الشحنة تضمنت مدفعًا بحريًا من إنتاج 'أوتو ميلارا' مخصصًا لسفينة حربية تُبنى في أبوظبي، مؤكدًا أن الوثائق لا تخالف القانون الإيطالي رقم 185 لعام 1990، الذي يمنع تصدير السلاح إلى دول تشارك في نزاعات مسلحة. لكن العمال أبدوا خشيتهم من أن تكون الإمارات محطة وسيطة قبل وصول الأسلحة إلى إسرائيل.
بالتوازي، فتحت نيابة جنوة تحقيقًا رسميًا بعد بلاغ من اتحاد النقابات الأساسية (USB)، رجّح فيه احتمال خرق القانون ذاته. وأوكل النائب العام المساعد فيديريكو مانوتي ملف القضية إلى شرطة التحقيقات الخاصة (ديغوس) وخفر السواحل لمتابعة الأمر، دون وجود مشتبه بهم رسميين حتى الآن.
مسار السفينة وتحركات مثيرة للجدل
وبحسب تحقيق أجرته شبكة 'مسبار' لفحص الأخبار وتقصي الحقائق، أظهرت بيانات تتبع السفن عبر أدوات مفتوحة المصدر، مثل MarineTraffic، أن 'بحري ينبع' كانت متجهة بعد جنوة إلى ميناء الإسكندرية بمصر، وأنها نفّذت خلال الشهرين الأخيرين تحركات مكثفة بين موانئ شرق المتوسط وجنوب أوروبا والمحيط الأطلسي، مرورًا بسواحل الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وخليج المكسيك، في مسار يعكس نشاطًا لوجستيًا عالي الكثافة مرتبطًا غالبًا بنقل شحنات ثقيلة.
ميناء جنوة كمحور لشحنات إلى إسرائيل
الحادثة جاءت بعد أيام من احتجاجات ضد السفينة 'كوسكو بيسيس' التي كانت تحمل شحنات عسكرية إلى إسرائيل، ما حال دون رسوها في جنوة.
وتشير بيانات هيئة الموانئ إلى أن موانئ جنوة وسافونا-فادو تعاملت مع نحو 17 ألف وحدة حاوية مرتبطة بإسرائيل في النصف الأول من 2025، بزيادة 13.4% عن الفترة ذاتها في 2024، منها 13,500 وحدة محمّلة بالكامل.
كما أفادت تقارير بزيادة نشاط سفن شركة الشحن الإسرائيلية 'زيم' في ميناء جنوة، ما أثار احتجاجات متكررة للمطالبة بتشديد الرقابة على الشحنات العسكرية المرتبطة بإسرائيل.
ومنذ عام 2019، ارتبط اسم 'بحري ينبع' بنقل شحنات عسكرية إلى السعودية، ما دفع عمال الموانئ والمنظمات الحقوقية في عدة دول أوروبية لاعتراضها.
وفي ميناء لوهافر الفرنسي عام 2019، منعت منظمة 'ACAT' تحميل أجزاء طائرات حربية مخصصة للرياض، وفي جنوة اكتشف العمال شحنة أسلحة مُعلنة على أنها 'مدافع احتفالية'.
كما وثقت منظمة العفو الدولية عام 2020 نقل السفينة أسلحة بملايين الدولارات دعمت الحرب في اليمن، ما أثار إدانات واسعة ومطالبات متكررة بوقف أنشطتها.