اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
اتهم العقيد الأمريكي المتقاعد ستيف غابافيكس إدارة الرئيس جو بايدن بالتلاعب بنتائج التحقيق الأمريكي في مقتل الصحافية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة بهدف تجنّب توتير العلاقات مع إسرائيل، وفق ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الاثنين.
وقال غابافيكس، الذي شغل منصبًا رفيعًا في مكتب منسق الأمن الأمريكي المسؤول عن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إنّ واشنطن 'خففت لهجة تقريرها النهائي' بشأن مقتل أبو عاقلة عام 2022 رغم الأدلة التي رجّحت أن جنديًا إسرائيليًا أطلق النار عمدًا باتجاهها.
وأضاف أنّه وزملاءه أصيبوا 'بالذهول' عندما اطلعوا على البيان الرسمي الصادر في 4 يوليو/تموز 2022، والذي اكتفى بوصف الحادثة بأنها 'نتيجة لظروف مأساوية'، مؤكدًا أنّ هذا التوصيف يتعارض مع الحقائق الميدانية التي وثقها الفريق الأمريكي نفسه.
وذكرت الصحيفة أنّ تحقيق مقتل أبو عاقلة فجّر خلافًا حادًا داخل مكتب منسق الأمن الأمريكي بين العقيد غابافيكس ورئيسه آنذاك الفريق مايكل فينزل، الذي رفض تضمين استنتاجات تُشير إلى أن إطلاق النار كان متعمدًا.
وبحسب المصادر، تم تهميش دور غابافيكس في التحقيق، بل وهدده فينزل بالفصل من عمله بعد إصراره على إبراز 'النية الواضحة' وراء إطلاق النار.
وأكد العقيد المتقاعد أنه كتب في مسودة التقرير أنّ الجندي الإسرائيلي كان يعلم أنّه يستهدف صحافيًا، حتى وإن لم يكن يدرك أن الهدف هو أبو عاقلة نفسها، لكن فينزل حذف هذه العبارات قبل إرسال النسخة النهائية إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد برّرت حينها عدم التوصل إلى نتيجة حاسمة بالقول إنّ الرصاصة كانت متضرّرة بشدة، ما حال دون تحديد السلاح الذي أُطلقت منه.
غير أنّ هذا التبرير أثار غضبًا فلسطينيًا واسعًا، واعتبرته مؤسسات حقوقية مثالًا جديدًا على إفلات الجيش الإسرائيلي من المحاسبة.
بعد ثلاث سنوات حاولت خلالها الحكومتان الإسرائيلية والأميركية التستر على هوية الجندي الذي قتل مراسلة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة، توصل تحقيق استقصائي مصوّر لشخصية القاتل، وهو الجندي ألون سكاجيو التابع لوحدة 'دوفدفان' النخبوية، الذي قُتل قبل عام في نفس المكان الذي قَتل فيه الصحفية الراحلة.
وكانت شيرين تقوم بتغطية اقتحام نفذته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية عندما قُتلت برصاصة إسرائيلية في 11 مايو/أيار 2022، وأصبحت هذه الواقعة حديث العالم في وقتها.
وطيلة السنوات الماضية لم يعرف الناس من الذي أطلق النار على الصحفية الراحلة التي شاهدها العالم منكفئة على وجهها في وضح النهار، بينما يُطلق الرصاص باتجاه كل من يحاول الاقتراب منها.
لكن فريقا بقيادة الصحفي الاستقصائي ديون نيسينباوم الذي كان مراسلا لصحيفة 'وول ستريت جورنال'، عمل شهورا على هذا الملف حتى توصل لهوية قاتل شيرين، وأكد زميل له أن قاتل شيرين قُتل على يد مقاومين فلسطينيين في جنين قبل أقل من عام.
ورفضت إسرائيل الكشف عن هوية القاتل، بل لم تعترف بالمسؤولية المباشرة عن قتلها، وهو أمر سايرتها فيه إدارة جو بايدن التي يكشف التحقيق الجديد أنها منعت محققيها من التحقيق مع قاتل شيرين.
كما أكد فريق التحقيق أن واشنطن وتل أبيب 'حاولتا إخفاء معلومات تتعلق بظروف اغتيال الزميلة الراحلة وعدم السماح بالوصول إلى قاتلها'.

























































