اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ أيلول ٢٠٢٥
﴿قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى﴾ [طه: 18]
'عصا موسى'.. ملحمة غزة
عصا موسى… ليست مجرد خشبة.
ليست مجرد أداة.
إنها سند المؤمن… وقوة الإرادة…
رمز النصر على الطغاة… وسند المستضعفين في كل زمان.
كانت مجرد عصا في يد موسى عليه السلام ﴿وأَلْقِ عَصَاكَ فَلما رآها تهتز كأنها جان﴾ [النمل: 10].
قبل أن تفتح العصا البحر: ﴿أن اضرب بعصاك البحر﴾ [الشعراء: 63]
وتفلق الصخر: ﴿اضرب بعصاك الحجر﴾ [البقرة: 60]
تحولت إلى ثعبان يبتلع حبال وعصي السحرة: ﴿ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون﴾ [الأعراف: 117]
ويكشف زيفهم أمام أعين الجميع.
كل عصا… كل ضربة… كانت رسالة واضحة:
ما يصنعه الظالمون بجبروتهم وتقنياتهم الزائفة… ليس له قيمة أمام قوة الحق.
وعلى الأرض اليومية…
كانت العصا وسيلة انضباط، وسندًا في الحياة العادية، كما قال موسى عليه السلام:
﴿عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى﴾ [طه: 18]
كل ضربة بها كانت درسًا في القوة والانضباط والإرادة التي لا تُقهر.
كل أداة بسيطة إذا امتزجت بالإيمان… تصبح سيفًا لكسر جبروت الظالمين وهزيمة المستكبرين.
واليوم، في طوفان ومحرقة غزة…
رفع السنوار عصاه في وجه الطائرة المسيرة قبل استشهاده.
صارت الصورة رمزًا عالميًا للصمود والمقاومة وإرادة القتال.
القوة الحقيقية ليست في السلاح وحده… بل في اليقين بالله، بالقتال حد العصا العزلاء في مواجهة آلهة التكنولوجيا المدمرة.
كل ضربة، سواء بالعصا، الحجر، أو الصاروخ… تحمل رسالة واحدة:
النصر من الله… والظالم مهما ظن قوته… سيُهزم أمام إرادة المؤمنين.
اختارت المقاومة في غزة أن تطلق على عملياتها القادمة اسم 'عصا موسى'.
ليست مجرد تسمية… بل رسالة مزدوجة البعد: عقائدية واستراتيجية.
فهي مواجهة رمزية مباشرة لعملية التدمير الشامل لمدينة غزة المسماة 'عربات جدعون2'، التي استلهمت سردية توراتية لتبرير الإبادة والتدمير.
المقاومة تقول: الحق مع المستضعفين… والنصر مهما تأخر للمؤمنين الثابتين.
وما اعتقده العدو قوة مطلقة… سيبتلعه الإيمان… كما ابتلعت عصا موسى عصي وحبال السحرة وهزمت جبروتهم.
ليس اسم #عصا_موسى مجرد رمز لهلاك الطاغية…
بل وعد قرآني: الحق سيعلو، والمستضعف إذا تمسك بربه… صار سيفًا على رقاب الجبابرة، وسلاحًا لكسر الظلم، وللتصدي للتوراة المحرّفة التي يستمد منها عدونا جرأته الكاذبة.
كما تحققت المعجزات على يد موسى عليه السلام بعصاه… تتحقق اليوم المعجزات في غزة. حيث الصمود والإيمان أمام عدوان الأحزاب يصنعان ما تعجز عنه جيوش.
وتعلن المقاومة: العصا التي كسرت جبروت الطغاة قادرة على قلب الموازين… والمعجزة مع المستضعفين لا مع الطغاة المحتلين.
وغزة أهل الإيمان هم أتباع النبي المؤمن موسى عليه السلام، كما قال النبي ﷺ: 'نحن أحق بموسى منهم' [صحيح البخاري].
فلنرفع جميعًا 'عصا موسى' في قلوب الفلسطينيين.
رمزًا للشجاعة واليقين…
وسندًا للثبات…
وقوة لا تُقهر أمام الظلم.
لتعلم كل الجبابرة: الحق مع المؤمنين.
وأن الإرادة الصلبة تصنع المعجزات مهما طال الظلام.
وأن المستضعفين إذا تمسكوا بإيمانهم…
سيصنعون المعجزات كما حدث لموسى عليه السلام.
وسيبقى الحق منتصرًا على الباطل… مهما علا جبروت الطغاة القتلة.