اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشف رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة، عائد أبو رمضان، عن صورة قاتمة لوضع التجارة في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر بشكل كامل على حركة المعابر ويحدد ما يُسمح بدخوله إلى القطاع.
وأوضح أبو رمضان، في تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، أن ما بين 150 إلى 200 شاحنة فقط تدخل إلى غزة يوميًا محمّلة بالبضائع والمساعدات، في وقتٍ يمنع فيه الاحتلال إدخال مواد أساسية لمواجهة فصل الشتاء مثل الملابس والأغطية والخيام.
وأشار إلى أن الكثير من التجار الذين ينشطون اليوم في السوق هم “تجار حرب” يستفيدون من الأزمة الحالية لتحقيق أرباح غير مشروعة، مؤكدًا أن الشكاوى المقدمة ضدهم لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة، إذ لا تزال حساباتهم المالية لدى سلطة النقد فعّالة.
وبيّن أن معظم هؤلاء التجار يقيمون خارج قطاع غزة ويديرون أنشطتهم التجارية عن بُعد، ما يزيد من ضعف الرقابة على حركة السوق والأسعار.
وشدد أبو رمضان على أنه لا بديل عن استمرار إدخال المواد الغذائية إلى القطاع، لكن يجب أن يتم ذلك بطريقة عادلة ومُنظمة تمنع التلاعب بالأسعار.
واختتم بالتنبيه إلى أن تداول البضائع بين عدة تجار قبل وصولها للمستهلك النهائي يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، مشيرًا إلى أن السوق يعيش حالة من الفوضى وغياب الانضباط التجاري في ظل الظروف الراهنة.
وفي السياق، أظهرت دراسة نشرتها مجلة Discover Public Health في يونيو 2025 أن التنوع الغذائي في قطاع غزة تراجع إلى أدنى مستوياته منذ بداية الحرب، إذ يعيش السكان على أطعمة فقيرة بالمغذيات وغنية بالدهون والنشويات، نتيجة لانهيار القطاع الزراعي وتدمير مصادر الغذاء المحلية.
وأكدت الدراسة أن معظم الأسر تعتمد اليوم على المعلبات والمعجنات والزيوت النباتية والسكر كمصدر رئيسي للطعام، في حين تندر الفواكه والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان.
وأشارت إلى أن هذا النمط الغذائي يضمن 'الحد الأدنى من البقاء' دون أن يوفر العناصر الضرورية للحفاظ على الصحة، مما أدى إلى انتشار فقر الدم وضعف المناعة والهزال لدى شرائح واسعة من السكان، خصوصًا الأطفال والنساء.
وخلصت الدراسة إلى أن الوضع القائم يمثل نموذجًا للتجويع البطيء والممنهج، إذ يُستخدم الحصار والقيود على الغذاء كوسيلة لإضعاف المجتمع الفلسطيني بدنيًا ونفسيًا، رغم عدم انقطاع الإمدادات الغذائية بشكل كامل.
فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير لها أن أكثر من 90% من أطفال قطاع غزة لا يحصلون على الحد الأدنى من المجموعات الغذائية الخمس الأساسية، مشيرة إلى أن غذاء الأطفال يعتمد اليوم بشكل شبه كامل على الخبز، الأرز، الزيوت النباتية، والمعلبات.
وأوضحت المنظمة أن هذا النظام الغذائي أدى إلى زيادة حادة في معدلات التقزم، نقص المناعة، وضعف التركيز لدى الأطفال، معتبرة أن 'الأطفال في غزة يعيشون على طعام يبقيهم أحياء جسديًا لكنه يدمّر نموهم الجسدي والعقلي'.
وكشف تحليل الأمن الغذائي العالمي (IPC) الصادر في أغسطس 2025 أن قطاع غزة دخل رسميًا مرحلة 'المجاعة المؤكدة'، بعد تجاوز كل مؤشرات الانهيار الغذائي.
وأوضح التقرير أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعانون من نقص خطير في البروتينات والمعادن الأساسية، وأن النظام الغذائي يعتمد بشكل شبه كامل على الكربوهيدرات الرخيصة والدهون النباتية كمصدر للطاقة.
وأشار التحليل إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم بدقة في نوعية السلع المسموح بدخولها إلى غزة، إذ يُسمح بمرور مواد تمنح السعرات الحرارية فقط، بينما تُمنع الأغذية الغنية بالفيتامينات والعناصر البنائية للجسم.
واعتبر التقرير أن هذه السياسة تمثل استخدامًا ممنهجًا للغذاء كسلاح حرب، يهدف إلى إبقاء السكان في حالة بقاء قسري دون تمكينهم من استعادة عافيتهم الجسدية، وهو ما وصفه الخبراء بـ'الإبادة الصامتة'.

























































