قمة البريكس تقدم نموذجًا بديلًا مع تلاشي الهيمنة الأمريكية

تنعقد قمة البريكس 2023 التاريخية، منذ 22 آب (أغسطس) في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، ويُنظر إليها على أنها أكبر تجمع على الإطلاق لبريكس من حيث المشاركين الأجانب.

ومع اختتام اليوم الثاني من الحدث، لخصت وكالة 'سبوتنيك' الموضوعات الرئيسية والقضايا الملحة التي أثارها قادة المجموعة أمس الأربعاء.

بدوره، عبر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، عن مخاوفه بشأن تزايد تسليح النظام المالي العالمي وآليات الدفع لأغراض جيوسياسية.

ولفت رامافوزا إلى أن قادة البريكس سيواصلون النظر في 'تدابير عملية' لتسهيل تدفقات التجارة والاستثمار من خلال 'زيادة استخدام العملات المحلية'.

وسلط رامافوزا على مشكلة تغير المناخ، مشدداً على أن التحول إلى الطاقة النظيفة يجب أن يكون عادلاً و'يجب أن يكون قادراً على أن يأخذ في الاعتبار الظروف المختلفة السائدة في جميع البلدان'.

وتعكس تصريحات زعيم جنوب أفريقيا مشاكل القارة التي تعاني من فقر الطاقة والتأثير المناخي السلبي للدول الغنية شديدة التلوث.

ولا يزال الجنوب العالمي يحصد زوبعة الكوارث البيئية على الرغم من أنه لا يمثل سوى جزء صغير من انبعاثات غازات الدفيئة. وفي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي انعقد العام الماضي.

وأكد الزعماء الأفارقة أنهم يستطيعون استخدام احتياطيات الغاز الغنية لديهم 'كوقود انتقالي' ودعوا الدول الصناعية إلى تمويل إنشاء البنية التحتية للغاز والكهرباء في القارة.

ومع ذلك، قال جون كيري، قيصر المناخ في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الغرب يعارض الاستثمارات في مشاريع الغاز طويلة الأجل في أفريقيا لأنها تتعارض مع أهداف صافي الصفر.

وأعرب عن أسفه للصراعات الدائرة في جميع أنحاء العالم، والتي يجب حلها من خلال الدبلوماسية والحوار والتفاوض والالتزام بمبادئ الأمم المتحدة، وفقا لرئيس جنوب أفريقيا.

رفع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الإنذار بشأن عجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن حل الأزمات الأمنية، مشدداً على أنه في حين ركزت الهيئة الدولية على الصراع الأوكراني، فإن العديد من القضايا الملحة الأخرى لا تحظى بالاهتمام الواجب.

كما انتقد الزيادة في الإنفاق العسكري العالمي في وقت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في العالم، قائلا إنه 'من غير المقبول أن يتجاوز الإنفاق العسكري العالمي في عام واحد تريليوني دولار، في حين أن '735 مليون شخص يعانون من الجوع'.

وشدد لولا على أن 'البحث عن السلام واجب جماعي وضرورة لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة'.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن رابطة الدول الخمس 'رسخت نفسها على الساحة الدولية ككيان محترم وتعمل باستمرار على تعزيز مكانتها في الشؤون الدولية'.

وأشار بوتين إلى أن المجموعة تنفذ بنجاح استراتيجيتها للشراكة الاقتصادية لبريكس 2025.

وعلى وجه الخصوص، تعمل الدول الأعضاء في البريكس على 'تعزيز التعاون الخماسي في مجالات مثل تنويع سلاسل التوريد، وإلغاء الدولرة، والانتقال إلى العملات الوطنية في المعاملات المتبادلة، والاقتصاد الرقمي، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والنقل العادل للتكنولوجيا'.

وشدد على أن البريكس تعارض باستمرار 'الهيمنة من أي نوع'.

ونوه بوتين إلى أن محاولات بعض الدول للحفاظ على الهيمنة العالمية مهدت الطريق لأزمة عميقة في أوكرانيا، في إشارة واضحة إلى الحرب بالوكالة ضد روسيا التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في أوروبا الشرقية.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن دعمه لتوسع البريكس خلال خطابه في اليوم الثاني من القمة التاريخية.

وقد تقدمت ثلاث وعشرون دولة بطلب رسمي للحصول على العضوية.

وفي وقت سابق، أعربت أكثر من 40 دولة، بما في ذلك بوليفيا وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والجابون وكازاخستان، عن رغبتها في الانضمام إلى النادي.

وشدد مودي أيضاً على ضرورة جعل مجموعة العشرين أكثر شمولاً من خلال الانضمام إلى دول القارة الأفريقية التي كانت ممثلة تمثيلاً ناقصاً منذ فترة طويلة في الهيئة الدولية.

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ دول البريكس إلى تعزيز التنسيق لأن 'عقلية الحرب الباردة تطارد' المجتمع العالمي.

وأشار شي إلى أن زخم التعافي الاقتصادي العالمي ليس مستقراً في الوقت الحالي، مستشهداً بتوقعات بأن الاقتصاد العالمي سينمو بأقل من 3 بالمائة هذا العام.

وحذر من أنه في ظل هذه الظروف، 'أمامنا طريق طويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة'، مؤكدًا أن دول البريكس 'يجب أن تكون رفاقاً على طريق التنمية والتنشيط، وتعارض الانفصال والإكراه الاقتصادي'.

وقال ريتشارد د. وولف، أستاذ الاقتصاد الفخري بجامعة ماساتشوستس، لـ'سبوتنيك' إن 'الولايات المتحدة لم تعد اللاعب المهيمن في الاقتصاد العالمي'.

'هذه هي الحقيقة الأكثر أهمية التي يجب فهمها، في عام 2020، أي قبل ثلاث سنوات، كانوا متساوين. مجموعة السبع – نفس الحصة من الناتج العالمي مثل البريكس.

ولكن في السنوات الثلاث الماضية، تقلصت حصة مجموعة السبعة وتزايدت حصة مجموعة البريكس بحيث أصبحت 32% من الناتج العالمي في مجموعة البريكس و29 بالمائة من الناتج العالمي في مجموعة السبعة.

ولهذا السبب يتغير العالم، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تلعب الدور الذي قامت به، لا ينبغي لأحد أن يتوهم أن هذا مستمر'.

بالنسبة إلى وولف، فإن إلغاء الدولرة هو عملية تاريخية منطقية خاصة عندما اكتسبت مجموعة البريكس حجماً اقتصادياً كبيراً.

اقرأ/ي أيضًا: اليوم الأول لقمة البريكس الـ15 في جنوب أفريقيا