اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ أب ٢٠٢٥
بثّت شبكة 'سي بي إس نيوز' الأميركية تقريرًا مصوّرًا تضمّن مشاهد حصرية لإطلاق النار على فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في مواقع ما يسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية'، التي تموَّل أميركيًا وإسرائيليًا.
ونقلت الشبكة عن شاهد عيان –أخفت هويته وعرّفته باسم 'مايك'، وهو متعاقد أمني أميركي سابق– أن عمليات إطلاق النار لم تقتصر على الجيش الإسرائيلي، بل شارك فيها أيضًا متعاقدون أميركيون جرى توظيفهم لتأمين مراكز توزيع المساعدات. وأوضح أن ما شاهده لم يكن طلقات تحذيرية كما يُزعم، بل إطلاق نار عشوائي ومباشر استهدف المدنيين، ممن كانوا يصطفون منذ ساعات الفجر طلبًا للطعام.
وأضاف 'مايك' أنه كُلّف في إحدى المرات بتنظيف بقايا بشرية وحيوانية قرب أحد مواقع التوزيع بسبب الرائحة الكريهة، مؤكدًا أنه ما زال يعيش صدمة من هول ما رأى، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن بعض العناصر الأميركيين كانوا يتفاخرون بعدد الأشخاص الذين أصابوهم خلال أداء عملهم.
من جهتها، نفت 'مؤسسة غزة الإنسانية' أن يكون متعاقدوها قد أطلقوا النار على المدنيين، وزعمت أنه لم يُقتل أحد داخل مواقعها بنيران أسلحة. أما الجيش الإسرائيلي، فقال إنه لا يتعمّد استهداف المدنيين، لكنه يحقق في تقارير تتحدث عن سقوط ضحايا بالقرب من مراكز التوزيع.
إلا أن روايات شهود العيان وتقارير صحافية أميركية –منها تحقيق لوكالة أسوشيتد برس– أكدت أن المتعاقدين الأمنيين استخدموا الذخيرة الحية وقنابل الصوت ضد الفلسطينيين الجوعى.
وفي وقت سابق، كشف عنصر أمن أمريكي، عمل في مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في قطاع غزة، عن حجم الانتهاكات التي شهدتها تلك المراكز، عبر قتل طالبي المساعدات، والمعاملة السيئة التي تلقاها سكان القطاع.
وقال عنصر الأمن، الذي لم تكشف هويته، وسبق له العمل في الجيش الأمريكي لـ 25 عامًا، في مقابلة مع القناة الـ 12 الإسرائيلية، إن القائمين على مراكز المساعدات عاملوا سكان غزة معاملة سيئة للغاية وعرضوهم للخطر.
وأكد أن حراس الأمن الأمريكيين أطلقوا النار على الفلسطينيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات، لإجبارهم على المغادرة.وتحدث عن رشّ حراس أمن أمريكيين رذاذ الفلفل على فلسطيني كان يجمع الطعام من الأرض، دون أن يُشكّل أي تهديد لهم.
وفي حادثة أخرى، تحدث عن إلقاء قنبلة صوتية أصابت امرأة فلسطينية مباشرة.. 'انهارت السيدة وسقطت على الأرض.. في تلك اللحظة أدركت أنني لا أستطيع الاستمرار'.
وعن قراره بمغادرة المكان، قال 'لم أرَ في حياتي العسكرية مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين العُزّل.. لذلك لن أشارك فيه الآن'.ورأى أن تلك المراكز كان من الممكن أن تعمل بـشكل أفضل بكثير، لو امتلكت الأمم المتحدة الموارد والتنسيق اللازمين لهذه الآلية.
من جهته، استنكر المكتب الإعلامي الحكومي الاعترافات الصادمة التي أدلى بها عنصر أمن أمريكي سابق حول 'مصائد الموت' داخل ما تُسمى 'مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية' في قطاع غزة، داعيًا إلى تحقيق دوليّ.
وقال المكتب الحكومي، في بيانٍ صحافي، إن هذه الاعترافات كشفت عن سلوك إجرامي وعنصري مارسته 'مؤسسة غزة الإنسانية - GHF' بحق المدنيين الفلسطينيين المجوعين، متضمنةً سوء المعاملة وتعريض السكان للخطر المباشر، فضلاً عن إطلاق النار عليهم من قبل عناصر أمن أمريكيين داخل تلك المراكز.
وتؤكد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 1,800 فلسطيني استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ مايو/ أيار الماضي، بينهم نحو ألف شخص في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية أثناء انتظارهم الطعام، فيما تشير تقارير مفوضية حقوق الإنسان إلى أن إطلاق النار أصبح شبه يومي في تلك المواقع.
كما وثّقت جهات محلية استشهاد نحو 1996 مدنيًا وإصابة ما يقارب 15 ألفًا، غالبيتهم العظمى عند مراكز التوزيع، ضمن سياسة وُصفت بأنها 'هندسة للتجويع'.
وأطلقت 171 منظمة إغاثة دولية نداءً عاجلًا لإغلاق المؤسسة فورًا، محذّرة من أنها تحوّلت إلى 'مصائد موت' بدلًا من أن تكون منفذًا لتخفيف الكارثة الإنسانية.
المقرّرة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي وصفت المؤسسة بأنها 'فخ للقتل' واعتبرتها 'الأكثر سادية في التاريخ الحديث'.
كما أكدت منظمة العفو الدولية أن نظام المساعدات القائم بإشراف عسكري إسرائيلي-أميركي بات أداة قتل موثقة بشهادات سكان القطاع.