اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
رأى الكاتب والمحلل السياسي د. إياد القرا أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب، لا يعكس انسحابًا من المسار التفاوضي، بل يمثل مناورة إعلامية تهدف إلى تسويق الصفقة داخليًا وتقديمها للرأي العام الإسرائيلي على أنها إنجاز أمني وسياسي.
وقال القرا في تعليقه عبر حسابه على 'تليغرام'، إن نتنياهو يدرك أن القبول بأي صفقة يتطلب صناعة 'قصة انتصار'، ولذلك يحاول إضفاء طابع القوة والسيطرة على مسار التفاوض، رغم أن الواقع يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية قدمت مرونة كبيرة، وفتحت المجال أمام صفقة تبادل حقيقية.
وأضاف أن المقاومة وصلت إلى الحدود القصوى الممكنة من التنازل التكتيكي، دون أن تمس جوهر ثوابتها أو تفرّط بمنجزاتها الميدانية، لا سيما ما تحقق خلال معركة 'طوفان الأقصى'، مشيرًا إلى أن أي تأخير أو مراوغة إضافية من قبل نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المسار التفاوضي برمّته.
واعتبر القرا أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، محذرًا من أن التهرب من اتخاذ قرار حاسم في هذا التوقيت سيُفسر بأنه هروب متعمد من الاتفاق، وإهدار فرصة تاريخية قد لا تتكرر. وأكد في الوقت ذاته أن المقاومة ليست في موقع ضعف، بل في موقع المبادرة المحسوبة، وتدير الموقف بعقلانية سياسية وميدانية.
أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه تقرر إعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة إلى تل أبيب لإجراء مشاورات إضافية، وذلك بعد تسلُّم الرد الرسمي من حركة حماس على المقترح المعدّل لوقف إطلاق النار.
وأوضح المكتب في بيان أن القرار جاء 'في ضوء الرد الذي قدمته حماس هذا الصباح'. كما عبّر البيان عن تقدير الحكومة لجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطّلع قوله إن 'هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها'، مشيرًا إلى أن استدعاء الوفد من الدوحة جرى بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، في إشارة إلى الوسطاء الإقليميين والدوليين.
أما القناة 12 الإسرائيلية، فنقلت عن مصادر رسمية تأكيدها أن القرار لا يعني فشل المفاوضات أو انهيارها، بل هو عودة مؤقتة لغرض التشاور بعد نحو أسبوعين ونصف من التواجد المتواصل للوفد في قطر، موضحة أن الخطر الحقيقي يكمن في فقدان الزخم وانقطاع قنوات التواصل.
من جهته، عبّر مكتب عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة، قائلاً إن مدة المفاوضات طالت بشكل مفرط، وإن 'كل يوم يمر دون اتفاق يُعرّض مصير الأسرى للخطر، ويُضعف إمكانية معرفة مصير الجثث أو الحصول على معلومات استخباراتية عن الأسرى الأحياء'.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم أنها سلّمت ردها الرسمي للوسطاء بشأن مقترح الهدنة وتبادل الأسرى، فيما وصف مصدر مطّلع الرد بأنه 'يتسم بالإيجابية' ويشكّل أساسًا للتقدّم في المفاوضات.
وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025.
وتهرب نتنياهو من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.