اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
طهران - شهاب
أكد الباحث والمحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، أن الكيان الإسرائيلي يمثل تهديداً وجودياً لكل شعوب المنطقة، وليس فقط لإيران، مشدداً على أن طهران تمكنت من فرض معادلات ردع جديدة خلال جولة التصعيد الأخيرة، ما أجبر واشنطن على إعلان وقف إطلاق النار.
وقال شاوردي في تصريح خاص لوكالة شهاب للأنباء، إن 'الكيان الإسرائيلي كان ولا يزال خطراً يهدد كل شعوب المنطقة، و عدوانه لا يقتصر على إيران أو سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن، بل يتعدى ذلك إلى محاولات فرض السيطرة على مقدرات الأمة وانتهاك سيادتها'، مضيفاً أن المشروع الصهيوني يسعى لتحويل المنطقة إلى ساحة خاضعة ومسلوبة الإرادة.
خطر حتى على المطبعين
وأشار المحلل الإيراني إلى أن 'الدول التي ارتبطت بعلاقات تطبيع مع الكيان لن تكون شعوبها في مأمن من غدره، لأنه لا يؤمن إلا بمنطق القوة'، داعياً إلى تنسيق إقليمي مشترك، خصوصاً مع الدول العربية، لمواجهة الخطر الصهيوني ووقف المجازر المستمرة في قطاع غزة.
وأضاف: 'إيران وقفت علناً إلى جانب غزة منذ اليوم الأول للعدوان، وسخرت إمكانياتها لدعم المقاومة، انطلاقاً من الواجب الإسلامي والأخلاقي، لكن المطلوب اليوم موقف عربي فاعل يدعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني، ويرتقي لمستوى المسؤولية التاريخية والإنسانية'.
البرنامج النووي ثابت
وحول إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الإسرائيلي، أوضح شاوردي أن القرار جاء نتيجة قدرة طهران على الصمود وتوسيع دائرة الرد، مشيراً إلى أن 'إيران تمكنت من إحداث ضرر استراتيجي داخل عمق الكيان، وأثبتت أن برنامجها النووي لا يمكن القضاء عليه عبر الهجمات، لما تملكه من معرفة وبنية تحتية قادرة على إعادة الإعمار بسرعة'.
وشدد على أن ما فشل المعتدون في تحقيقه بالحرب، لن يحصلوا عليه عبر المفاوضات، مؤكداً أن 'موقف إيران في أي محادثات قادمة سيكون أكثر قوة، بعدما أثبتت فشل التهديدات العسكرية في كسر إرادتها'.
وتابع: 'خلال العدوان، استخدمت إسرائيل والولايات المتحدة أوراقها كافة، من شبكات التجسس إلى اغتيال العلماء والقادة، لكنها أحرقت هذه الأدوات، وإيران اليوم تعيد تقييم منظوماتها لحماية مقدراتها ومنع تكرار ما جرى'.
استهداف قاعدة العديد
وفيما يتعلق باستهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر، أوضح شاوردي أن 'الهجوم لم يكن موجهاً ضد الشعب القطري الشقيق، بل كان رداً مباشراً على العدوان الأميركي'، معتبراً أن هذا الاستهداف كان أحد العوامل التي سرعت بقرار وقف إطلاق النار من جانب واشنطن، 'خشية من اتساع رقعة المواجهة في منطقة تشكل شريان الطاقة العالمي'.
وأكد شاوردي أن 'إيران وافقت على وقف إطلاق النار بعدما وجهت رسائل عسكرية قوية، مفادها أن أي عدوان لن يمر من دون رد مكلف، وقد طالت الضربات الإيرانية كافة المناطق في فلسطين المحتلة وأربكت أنظمة الكيان الدفاعية وشلت الحياة داخل الكيان، الذي لجأ إلى التعتيم الإعلامي لإخفاء حجم خسائره'.
إيران خرجت منتصرة
واختتم شاوردي حديثه بالتأكيد على أن إيران خرجت من المواجهة الأخيرة منتصرة استراتيجياً، إذ لم تتنازل عن حقوقها، بل عززت حضورها السياسي والعسكري، وبقيت متمسكة ببرنامجها النووي وحقها المشروع في امتلاك التكنولوجيا السلمية.