مئات المسافرين يتدفقون عبر معبر رفح مع اقتراب عطلة العيد

كتب محمد الجمل:

شهد معبر رفح البري مع مصر ازدحاماً شديداً في مسلك القدوم، منذ مطلع الاسبوع الجاري، مع زيادة أعداد القادمين للقطاع بأكثر من 80%، مقارنة بالشهرين الماضيين.

وزاد عدد القادمين من خلال معبر رفح على 1200 مسافر يومياً، وفي بعض الأيام وصل العدد إلى أكثر من 1500، وغالبيتهم من المغتربين، خاصة المقيمين في دول عربية وأجنبية، وقد أرجعت مصادر مطلعة على المعبر أسباب الزيادة المذكورة، التي وصفت بالأكبر منذ سنوات طويلة، لاستقرار عمل المعبر، وهدوء الأوضاع الميدانية، بخلاف السنوات الماضية.

عشرات آلاف القادمين

وأوضحت المصادر ذاتها، أن اقتراب عطلة العيد، وإغلاق المعبر لنحو أسبوع اعتباراً من يوم غد الجمعة، دفع عشرات الآلاف من الراغبين في العودة للقطاع بتسريع ذلك، من أجل قضاء عطلة العيد عند ذويهم في القطاع، وهذا الأمر تسبب بحدوث ازدحام شديد على البوابة المصرية.

وقال قادمون من مصر إنهم تركوا خلفهم أعداداً كبيرة من المسافرين على البوابة المصرية للمعبر، بينما ثمة الآلاف ما زالوا في طريقهم للمعبر.

وقال القادم محمود منصور إنه تعرض وعائلته لمشقة كبيرة حتى وصلوا القطاع، بدءاً بالانتظار على قناة السويس، مروراً برحلة السفر الطويلة والشاقة في شبه جزيرة سيناء، لكن أصعب فصول الرحلة كانت على بوابة معبر رفح، حيث فوجئ بأعداد كبيرة تتوقف هناك، وتنتظر السماح لها بالدخول.

وأكد أن فترة مكوثهم في الصالة المصرية كان طويلاً بسبب العدد الكبير من المسافرين، لكنه سعيد لتمكنه أخيراً من الوصول لغزة، التي لم يزرها منذ عدة سنوات بسبب الاوضاع المتوترة، وعدم استقرار العمل على معبر رفح، وينوي الاقامة شهرا، ومن ثم العودة لإحدى دول الخليج العربي حيث يقيم وعائلته، منذ أكثر من عقدين.

وبمجرد وصولهم القطاع، يسارع الزوار للتسجيل في كشوف المغادرين، نظراً لأن وصول دورهم للسفر قد يستغرق ما بين 40-60 يوماً، إذ زاد عدد العالقين المسجلين في كشوف الانتظار لدى هيئة المعابر في قطاع غزة، على 27 ألف مواطن، من مختلف الفئات، وجميعهم ينتظرون دورهم لمغادرة القطاع.

من جهته، أكد المسافر عبد الله موسى، أن رحلته من مصر الى غزة استغرقت أكثر من 40 ساعة، قضى معظمها في الانتظار خاصة على بوابة معبر رفح، مبينا أنه ترك الآلاف خلفه، وجميع القادمين يأملون بأن يمروا من المعبر قبل انتهاء دوام اليوم الخميس.

مخاوف تأخر المغادرة

وبين موسى أنه لم يصل غزة منذ ست سنوات، وكان يعتزم زيارتها العام الماضي، لكن ظروف العدوان دفعته للتأجيل، وقد جاء هذا العام لرؤية أشقائه واقربائه، في زيارة تمنى أن لا تطول على ثلاثة أسابيع.

وبين أنه سيسارع بالتسجيل في كشوف المغادرين كغيره، وفي حال لم يصل دوره حتى ثلاثة أسابيع قادمة، سيضطر لشراء خدمة السفر السريع 'كشوف التنسيقات'، رغم تكلفتها العالية، حتى لا يتأخر عن عمله، ولا يخسر وأفراد عائلته إقاماتهم.

وكانت هيئة المعابر بغزة، دعت المسافرين القادمين من الخارج، أو الذين يعتزمون المغادرة عبر معبر رفح، بعدم حجز تذاكر للطيران مسبقاً، إلا بعد التأكد من ورود أسمائهم في كشوفات السفر التي يتم نشرها، وتحديد موعد سفرهم من قبل الهيئة، مؤكدة أنها غير مسؤولة عن أية حجوزات طيران تنتهي مواعيدها؛ وهي مُلتزمة بآليات ومعايير السفر وفقاً لأولوية الفئات والحالات الإنسانية.

ويشهد المعبر منذ أكثر من شهر أزمة في مسلك المغادرة، مع زيادة الطلب على السفر، حيث يتوقع تفاقم الأزمة في هذا الاتجاه بعد انتهاء عطلة العيد، وامتدادها حتى شهر أيلول القادم.