اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -مع دخول فصل الشتاء وتقلب الأجواء، يشهد الشارع الفلسطيني حالة من القلق عقب انتشار فيروس موسمي واسع النطاق يشبه الإنفلونزا، أدى إلى إغلاق مدرستين مؤقتًا في بيت لحم بعد تفشي العدوى بين الطلبة والمعلمين،في هذا السياق، طمأن الدكتور محمد مرعي، الطبيب العام وطبيب الأطفال، المواطنين مؤكدًا أن الفيروس المنتشر حاليًا ليس جديدًا ولا يشكل خطرًا كبيرًا، بل هو من الفيروسات الموسمية التي تظهر سنويًا مع انخفاض درجات الحرارة.
وأوضح الدكتور مرعي في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000':أن هذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وهو قريب في طبيعته من الإنفلونزا الموسمية، إلا أنه يتميز بسرعة انتشاره دون أن يكون أشد خطورة. وأضاف أن التقلبات الجوية وبرودة الطقس والتجمع في الأماكن المغلقة تعد من أبرز أسباب تفشي العدوى في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن غياب الالتزام بإجراءات الوقاية والعزل المنزلي للمصابين يسهم بشكل كبير في زيادة الإصابات.
وبيّن أن الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات تشمل الأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والربو، داعيًا هذه الفئات إلى توخي الحذر والالتزام بالتدابير الوقائية.
وفي تعليقه على إغلاق المدارس، أكد مرعي أن هذه الإجراءات احترازية وليست مؤشراً على تفاقم الخطر، موضحًا أن المدارس بيئة خصبة لانتقال العدوى بسبب الاكتظاظ والاحتكاك المباشر بين الطلبة. وشدد على أهمية الوعي الأسري والمدرسي، مشيرًا إلى أن “الطفل المريض يجب ألا يُرسل إلى المدرسة، لأن إصابته قد تنتقل إلى عشرات الطلبة، ثم إلى أسرهم ومحيطهم، ما يساهم في تسريع انتشار العدوى”.
وحول أعراض الفيروس، أوضح الدكتور مرعي أنها تشبه تمامًا أعراض الإنفلونزا العادية وتشمل ارتفاع الحرارة، والتعب العام، وآلام الحلق والعضلات، والسعال الجاف، وأحيانًا فقدان حاسة الشم أو السيلان الأنفي، خصوصًا لدى الأطفال. ونفى أن يكون الفيروس متحورًا عن كورونا، مؤكدًا أن التشابه في الأعراض لا يعني بالضرورة التشابه في النوع أو الخطورة.
كما شدد على أهمية العزل المنزلي خلال الأيام الأولى من الإصابة، مؤكدًا أن المريض في هذه المرحلة يكون مصدرًا سريعًا لنقل العدوى. وأضاف أن المصابين بالأعراض الخفيفة يمكنهم الاكتفاء بالراحة، وتناول السوائل، وخافضات الحرارة، أما في حال استمرار الحمى أو ظهور ضيق تنفس، فيجب مراجعة الطبيب فورًا، لأن العدوى قد تتطور إلى التهاب رئوي أو بكتيري يستدعي علاجًا طبيًا.
وعن أبرز إجراءات الوقاية، شدد مرعي على ضرورة غسل اليدين بانتظام، والتهوية الجيدة للمنازل والفصول الدراسية، وارتداء الكمامة عند ظهور الأعراض، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المرضى. وأوضح أن هذه العادات الصحية يجب أن تصبح سلوكًا دائمًا في المجتمع، وليس فقط خلال فترات انتشار الفيروسات، مؤكدًا أن “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
أما عن حماية الأطفال، فقد وجّه الدكتور مرعي رسالة مباشرة للأهالي قائلاً: “إذا كان طفلك مريضًا، لا ترسله إلى الحضانة أو المدرسة. اعتنِ به في المنزل ولا تجعله سببًا في نقل العدوى للآخرين”. وأضاف أن التوعية المنزلية ضرورية، من خلال تعليم الأطفال عدم مشاركة الأدوات الشخصية، والحفاظ على نظافتهم وغسل أيديهم بانتظام، إلى جانب الاهتمام بالتغذية الجيدة وتناول الفواكه والمكملات الغذائية لدعم المناعة.
وفيما يتعلق باللقاحات، أكد مرعي أن لقاح الإنفلونزا الموسمية فعال ومهم جدًا خاصة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أنه يمكن أخذه حتى بعد بدء الموسم، طالما أن الشخص غير مصاب بالمرض. وبيّن أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، لكنه يخفف من حدة الأعراض ويقلل المضاعفات المحتملة.
وختم الدكتور محمد مرعي حديثه بالتأكيد على أن الوعي الصحي هو خط الدفاع الأول في مواجهة أي انتشار فيروسي، داعيًا المواطنين إلى الهدوء وعدم الخوف، والالتزام بأساسيات الوقاية اليومية مثل التغذية السليمة، والنوم الكافي، والتهوية، وشرب السوائل، والابتعاد عن التجمعات عند الشعور بالمرض.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

























































