اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
انطلقت، صباح أمس الإثنين، قافلة الصمود المغاربية من تونس العاصمة متجهة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، وذلك بمشاركة مئات الناشطين.
وقال رئيس التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني، الصادق عمار، إن قافلة 'الصمود التونسية' البرية وليدة أشهر من المسيرات والوقفات الشعبية التي انخرطت فيها كل التيارات السياسية والدينية والمجتمعية في تونس'، مضيفًا أن 'هذه ليست مجرد قافلة مساعدات، بل فعل مقاومة رمزي ورسالة سياسية للأنظمة والشعوب على حد سواء'.
تشكّلت القافلة من أكثر من 1500 مشارك تونسي من مختلف الولايات، تقدموا نحو الأراضي الليبية مشيًا على الأقدام، عبر الحافلات والسيارات، فيما انضم إليهم ما لا يقل عن 200 متضامن جزائري، على أن تكتمل القافلة داخل ليبيا بمشاركة ليبية واسعة، قبل التوجه إلى معبر السلوم المصري ثم نحو رفح البري باتجاه غزة، وفقًا للصادق.
وتضم القافلة أيضًا شخصيات بارزة من المجتمع المدني، أطباء، رجال دين، حقوقيين، ونشطاء مناهضين للتطبيع، إلى جانب متطوعين من فرق الدفاع المدني يسعون للدخول إلى القطاع ومساعدة المنظومة الصحية والإنسانية المنهكة تحت النار والحصار.
ورغم التكتم المصري، وغياب أي تأكيد رسمي بشأن السماح بمرور القافلة من معبر السلوم إلى رفح، أشار عمار إلى وجود 'تحركات سياسية مكثفة وضغوط شعبية عربية' لتمرير القافلة، مع تشديده على أن 'القافلة لن تعود أدراجها حتى تُفتح الطريق إلى غزة'.
ولم يستبعد عمار إمكانية استهداف القافلة أو تعرضها للاعتداء أو التضييق الأمني، لكنه قال إن 'كل المشاركين واعون بهذه المخاطر، ومستعدون لدفع الثمن، تمامًا كما يدفعه أطفال غزة كل يوم'.
وأضاف عمار: 'إن أعادوها، فسنعود بقافلة أكبر. هذه بداية، وليست نهاية. اليوم نكسر الصمت، وغدًا نكسر الحصار'.
وأضاف، 'غزة أعادت تعريف الشرف العربي، وهي البوصلة الوحيدة التي يجب أن يتبعها كل من بقي له قلب'.
وبينما تواصل القافلة طريقها في الأراضي الليبية، أطلقت عدة حملات تضامنية في الجزائر والمغرب وموريتانيا ولبنان للإعداد لقوافل مشابهة، ووجّهت منظمات عربية دعوات للانخراط الشعبي الفوري، معتبرة أن تحرك تونس يمكن أن يتحول إلى 'انتفاضة تضامنية إقليمية لكسر الحصار وفضح التواطؤ الدولي'.
وأطلق التحالف التونسي نداءً عامًا إلى الشعوب العربية، قال فيه: 'هذه ليست لحظة تضامن فقط، بل لحظة انبعاث أمة. كل حجر في غزة يصرخ. كل طفل تحت الركام يرفع راية الحياة. لا تنتظروا إذنًا من حكوماتكم.. اصنعوا قوافلكم بأجسادكم وقلوبكم'.
ورغم النيران والدمار، تؤكد قافلة 'الصمود' التونسية أن غزة ليست وحدها. وأن هناك شعوبًا عربية لا تزال تؤمن بأن ما لا يُؤخذ بالسياسة، يمكن أن يُنتزع بالشجاعة.
وختم عمار تصريحه برسالةٍ لكل الشعوب العربية، قائلًا 'هذه فرصة لتحرير كل الشعوب العربية، لتكن غزة هي بوصلتنا، لنتحرك، لنتضامن، لنسلك كلّ سبيلًا يدلنا على نصرة قضية الشرفاء، فكما تغيّر الموقف الأوروبي في الآونة الأخيرة، علينا أن نضاعف إذن خطواتنا وتضامنا، ولتكن غزَّة هي البوصلة لنا جميعًا'.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.