اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم تعد "الرقمنة" خياراً ترفيهياً أو عنواناً دعائياً يُرفع في المؤتمرات الرياضية، بل باتت ضرورة وجودية لكل اتحاد ونادٍ يسعى إلى التطوّر والبقاء في دائرة المنافسة، فالرياضة الحديثة تعتمد على التكنولوجيا في كل تفاصيلها، من إعداد اللاعبين إلى إدارة البطولات، وصولاً إلى التواصل مع الجماهير ورعاية المواهب.
في لبنان، لا تزال محاولات التحوّل الرقمي خجولة ومجزّأة، تتفاوت بين إتحاد وآخر، وغالباً ما ترتبط بمبادرات فردية أكثر منها برؤية وطنية متكاملة. بعض الإتحادات بدأت بخطوات محدودة عبر منصات تسجيل إلكترونية أو نقل المباريات عبر الإنترنت والشاشات المُتلفزة، فيما بقيت أخرى أسيرة الورَق والمُراسلات التقليدية، هذا إذا وُجدت.
أما السؤال الأهم فهو، هل لدينا الإرادة الحقيقية لتبنّي التحوّل الرقمي؟
الإمكانات التقنية موجودة، والعقول اللبنانية قادرة على الإبداع، لكن ما ينقصنا هو القرار الإداري الجريء، والإقتناع أن الرقمنة ليست مشروعاً مكلفاً، بل إستثماراً مُربحاً في الزمن والشفافية والدقة.
التحوّل الرقمي لا يعني فقط أجهزة حواسيب وبرامج حديثة، بل يعني ثقافة جديدة في الإدارة، تقوم على البيانات والتحليل والتقييم الآني.
فمن خلال المنصّات الرقمية، يمكن مُراقبة أداء اللاعبين، تنظيم الجداول، أرشفة النتائج، وتقديم تقارير فورية للمدربين والإداريين، ما يعزّز كفاءة الأداء ويقلّل الأخطاء البشرية.
إن بناء نظام رياضي لبناني رقمي موحد، بإشراف وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، بات حاجة ملحّة، فهو يفتح الباب أمام الشفافية في الصرف والإنتقاء، ويمنح الإتحادات إستقلالية في الإدارة مع ربطها بقاعدة بيانات وطنية واحدة، تُمكّن من معرفة مسار كل رياضي منذ بداياته وحتى إحترافه.
وفي زمنٍ تُقاس فيه كفاءة الدول بمدى قدرتها على مواكبة الثورة الرقمية، تبقى الرياضة اللبنانية أمام مفترق طرق، إمّا أن تركب قطار الرقمنة قبل فواتالأوان، وإمّا أن تبقى في محطة الإنتظار، تراقب الآخرين وهم يصنعون مستقبلهم الرياضي بخطوات ذكية وسريعة. عبدو جدعون











































































