اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
يُعد انتفاخ وتورم الأصابع من الأعراض الشائعة التي قد تُصيب أي شخص في مرحلة ما من حياته. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو بسيطة أو عرضية في بعض الأحيان، فإنها قد تُشير في أحيان أخرى إلى مشاكل صحية كامنة تتطلب تدخلًا طبيًا. تتراوح الأسباب بين حالات عابرة نتيجة الإجهاد أو تغير درجات الحرارة، وأخرى مزمنة أو خطيرة ترتبط بأمراض الجهاز المناعي أو القلب أو الكلى.
ومن الأسباب البسيطة لتورم الأصابع احتباس السوائل في الجسم، والذي قد يحدث نتيجة الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، خصوصًا في درجات الحرارة المرتفعة. كما يُعد الحمل من الأسباب الطبيعية المؤقتة لتورم الأطراف، بما في ذلك الأصابع، نتيجة التغيرات الهرمونية واحتباس السوائل.
في المقابل، قد يُشير التورم المستمر أو المؤلم إلى حالات أكثر تعقيدًا. من أبرز هذه الحالات التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى مهاجمة الجسم لمفاصله، مسببًا الالتهاب والتورم والتيبّس، لا سيما في أصابع اليدين. كذلك، يُعد الذئبة الحمراء (Lupus) من الأمراض المناعية التي قد تصاحبها تورمات في المفاصل الصغيرة مثل الأصابع، بالإضافة إلى أعراض أخرى متعددة.
إنّ العدوى أيضًا تُعد من الأسباب المهمة لتورم الأصابع. على سبيل المثال، العدوى البكتيرية في الجلد مثل 'الحمرة' قد تسبب تورمًا واحمرارًا وألمًا موضعيًا. إذا لم تُعالج، قد تتفاقم الحالة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وهناك أيضًا أمراض تؤثر على الدورة الدموية، مثل ظاهرة رينود، التي تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية في الأصابع استجابةً للبرد أو التوتر، مما يسبب تغير اللون والشعور بالخدر، وفي بعض الحالات انتفاخًا بعد عودة الدم فجأة.
من جهة أخرى، قد تكون بعض حالات التورم ناتجة عن قصور في وظائف القلب أو الكلى أو الكبد، إذ تتسبب هذه الحالات في تراكم السوائل بالجسم، ما يؤدي إلى انتفاخات في الأطراف من ضمنها الأصابع. وفي حال كان التورم مصحوبًا بصعوبة في التنفس، أو تورم في مناطق أخرى من الجسم مثل الوجه أو القدمين، فإن التدخل الطبي السريع يكون ضروريًا.
ليس كل تورم في الأصابع يستدعي القلق، لكن هناك علامات تحذيرية تستوجب الاستشارة الطبية، مثل استمرار التورم لأيام دون تحسن، أو وجود ألم حاد، أو احمرار شديد وسخونة في الجلد، أو صعوبة في تحريك الإصبع. كذلك، في حال تكرار التورم دون سبب واضح، يجب إجراء تقييم طبي شامل، يتضمن الفحص السريري والتحاليل المخبرية وربما صور الأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتحديد السبب بدقة.
إلى ذلك، يعتمد علاج انتفاخ الأصابع على السبب الكامن وراءه. في الحالات البسيطة، مثل الإجهاد أو الطقس الحار، يكون العلاج من خلال الراحة، ورفع اليدين، واستخدام الكمادات الباردة وشرب كميات كافية من الماء لتقليل احتباس السوائل. أما إذا كان السبب التهابيًا أو مناعيًا، فيُعالج باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب، أو الأدوية المثبطة للمناعة تحت إشراف الطبيب.
للوقاية، يُنصح بالحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة. كما أن التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وتجنب التعرض للبرد الشديد، يساهم في الحد من احتمالية تورم الأصابع.