اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
أثمن شهادة تقدير تلقّيتها حين طلب مني الأستاذ محمد بركات تحقيق وترتيب كتابه - الموسوعة «سنوات التحدّي»، الذي ألحّ عليه أصدقاؤه ومعارفه وزملاؤه والمهتمون كي يُصدره.
أعرف الأستاذ بركات منذ الستينات حين كنت قائداً في فوج كشافة دار الأيتام الإسلامية التابع لجمعية الكشاف المسلم في لبنان، وتوثقت العلاقة به في أواخر السبعينات حين كوّنت مع بعض الأصدقاء «لجنة أصدقاء دار الأيتام الإسلامية» في المملكة العربية السعودية، جمعَت التبرعات للدار من الجالية اللبنانية من خلال أنشطتها وعلى رأسها إفطار شهر رمضان المبارك.
وافتخر ان جدّي لوالدتي عبد الرزاق حمادة كان عضواً ناشطاً في مجلس عمدة دار الأيتام الإسلامية في ثلاثينات القرن الماضي.
الكتاب ليس سيرة ذاتية عن محمد بركات الإنسان، أو الكاتب الذي يًزِن كلماته «بميزان الجوهرجي»، أو عن كونه شخصية بارزة في مجال العمل الخيري وأمين عام «مؤتمر الخير العربي» وأمين عام «الملتقى العربي لكبار السن»، أو عن كونه مسلماً وسطياً وعضواً سابقاً في «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» وفي مجلس عمدة «أزهر لبنان»، أو عن كونه مهتماً بالشأن العام رئيساً سابقاً لـ «المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية»، وعضواً سابقاً في «المجلس الاقتصادي والاجتماعي».
الكتاب هو عن إنجازات ومؤلفات وأبحاث ودراسات وفكر ومفاهيم ونهج الأستاذ محمد بركات، في مجال التخطيط والإدارة ومأسسة العمل الخيري، والتخطيط التواصلي مع الرأي العام، والرعاية المجتمعية والمؤسسية والأسرية، والعمل التطوعي، ومفاهيم الخير المعاصرة.
كتاب عن مُبتدع أوسع الوسائط الخيرية انتشاراً، والذي تمكّن من تحويل دار الأيتام الإسلامية من جهة مُتلقية فحسب، الى جهة مُساهمة في مجتمعها. وخلاصة 50 سنة من الإنجازات والعمل على مأسسة وتطوير العمل الإنساني والخيري، والغاية منه أن يستفيد أكبر عدد ممكن من العاملين في المؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية في لبنان والعالم العربي.
مُلفتٌ شغف محمد بركات بالعمل الخيري والإنساني، وتوجهه إلى العمل المؤسساتي، وإيمانه به، بديلاً عن الظاهرة السائدة من مبادرات فردية وشخصانية، ولذا من حق «عميد العمل الخيري» علينا تكريمه والإشادة بتجربته، لتكون عبرة وقدوة ومثالاً للآخرين، وأيضاً من وحي الآية الكريمة {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.
محمد صالح بركات... ظاهرة لن تتكرر، رحمه الله وأثابه الجنة.











































































