مبادرات لبنانية لمواجهة حرائق الغابات

يوفر تطبيق الحرائق، بالإضافة إلى التنبه من خطر مجموعة ميزات، بما في ذلك الإبلاغ الفوري عنها وتتبع موقعها، وتحليل البيانات المرتبطة بالحرائق، وتوفير المعلومات المحدثة عن حرائق محلية سابقة، وتحسين التواصل بين فرق الإطفاء المحلية، والمشاركين.

تلقي أزمة حرائق الغابات بثقلها على كاهل المهتمين بالشأن البيئي في لبنان بعد أن وصلت الأمور إلى إبادة غابات بأكملها، جُلُّها مُفْتعل لغايات استثمارية.

والشمال اللبناني هو أكثر مناطق لبنان تحريجاً، وتوجد فيه غابات شاسعة، تشهد كل عام المزيد من الحرائق ما جعل الثروة الحرجية في تراجع مستمر، لذلك، بدأت تنطلق فيه، مُبَكِّراً هذا العام مبادرات تهدف للحفاظ على الثروة الحرجية، وتحميها، وتُطَوّر سُبُل مكافحة الحرائق بفعالية لدى المواطنين عند حدوثها.

وشهدت المنطقة نشاطان من ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية من حرائق الغابات، والحملة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات لعام 2023 الذي تنظمه وزارة البيئة اللبنانية، وهما مخيم في عندقت العكارية، وإطلاق تطبيق متخصّص في جامعة البلمند.

نظّمت جمعيتا 'تدبير' و'درب عكار' مخيّماً تدريبياً لحرائق الغابات، مخصّصاً لفرق الاستجابة الأولية، بالاشتراك مع شركة North33، وبتنسيق مع بلدية عندقت، برعاية وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين.

نصب المشاركون خيمهم في رحاب وادي عودين – عندقت وأطلقوا أنشطة ميدانية توزعت بين 3 مدربين.

جيلبير مخيبر، مؤسِّس شركة 33 North والمتخصص في مجال الاسعاف والبحث والانقاذ في المناطق الوعرة، قدم دروساً عملية في التقنيات الأساسية للحبال، وكيفية استخدامها بفعالية، وأمان خلال الحرائق في المناطق التي يتعذر بلوغها بالوسائل التقليدية.

وتناول المدرب محمد حمد من جمعية التحريج في لبنان (LRI) التدريب على المكافحة الأرضية للحرائق، وأساليب وتكتيكات مكافحة الحرائق البرية، وطرق عزلها، مع دراسة كافة السيناريوهات المحتملة لسلوك الحرائق.

وقدّم مؤسس فريق 'درب عكار' خالد طالب شرحاً حول الأمان، والسلامة في حرائق الغابات، وكيفية التعامل مع المعدّات، وتوزيع الفرق.

وشارك الطبيب انطونيو معيكي من فريق 'درب عكار' تجربته التي خاضها في مخيم حرائق الغابات في بولندا، ناقلاً المعلومات المناسبة للمتدربين وفق الاسلوب المناسب لطبيعة لبنان.

وقال طالب لـ 'الميادين نت' إنه 'أمام تفاقم أخطار حرائق الغابات، صار لزاماً توحيد الجهود وتضافرها لحماية هذه الغابات، ومجابهة الحرائق بسرعة وفعالية، وتعكس الجهود التي بُذلت في سبيل انشاء فرق الاستجابة الأولية، وتفعيل دورها، الرغبة الصادقة والعميقة لإيجاد حلول لهذه الازمة التي أفقدت عكار وحدها أكثر من 3000 هكتار من غاباتها خلال 3 سنوات'.

أضاف: 'حتى لا تضيع هذه الجهود أو تتبدّد، وارتكازاً على النتائج الجيدة التي تحقّقت العام الماضي في تخفيض المساحات المحروقة بأكثر من 90% عن معدلات الأعوام الثلاثة التي سبقت، صار لزاماً على هذه الفرق التعاون فيما بينها، وتبادل الخبرات بالشكل الذي يُحسّن من سرعة الاستجابة وفعاليتها، وهذا جزء أساسي من استراتيجية الوقاية، والحد من مخاطر حرائق الغابات التي وضعتها مؤخرا وزارة البيئة”.

عن الأهداف العامّة للمخيم، عدّدها طالب، وهي، تبادل الخبرات والمعارف بين فرق الاستجابة الأولية، وتحسين التواصل والتنسيق بين الفرق، واكتساب المتدربين للمعارف والخبرات الضرورية للتعامل مع حرائق الغابات، وإرشادات الأمان والوقاية في حرائق الغابات، واستعمال المعدّات وتسخير التكنولوجيا الحديثة في حرائق الغابات، والتعرف على الاجراءات المناسبة لمكافحة حرائق الغابات والحد من انتشارها.

وعلى خط مجابهة الحرائق، والحدّ من مخاطرها البيئية، استضافت جامعة البلمند شمال لبنان حفل إطلاق تطبيق Firepatrol لدعم جهود إدارة المخاطر المحلية، نظّمته جمعية التحريج في لبنان، بالشراكة مع برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، ومؤسّسة ESRI-Lebanon .

جرى في الحفل تسليط الضوء على أهمية تبنّي التكنولوجيا في تحسين الإستجابة لمخاطر الحرائق، وحماية المجتمعات المحليّة، وخاصة في ما يخص التنبّه من خطر اندلاع الحرائق من خلال إستعمال بيانات مختبر الحرائق لجامعة البلمند، وهو نظام نمذجة متطوّر، وفريد من نوعه، من إعداد فريق بحثي متخصّص في معهد الدراسات البيئية.

حضر الحفل عدد من الممثلين عن كلّيات الجامعة، والمنظمات غير الحكومية، والبلديات، والمجتمعات المحلية، وجهات أخرى فعّالة في قطاع الغابات والحرائق.

وأكّد رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق إلتزام جامعة البلمند في دعم الجهود الوطنية في الحفاظ على موارد لبنان الطبيعية، بينما سلّط وزير البيئة الدكتور ياسين الضوء على الأسبوع الوطني للوقاية من الحرائق، وجهود وزارة البيئة في ما يخص إدارة خطر الحرائق في لبنان، وأهمية إقامة الشراكات مع الجامعات، ومراكز الأبحاث والمجتمعات المحلية للحد من خطر اندلاع وانتشار الحرائق.

وقدّم مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند الدكتور جورج متري، شرحاً مفصّلاً عن أهمية إدارة خطر الحرائق، بالإضافة إلى عرض لنظام مختبر الحرائق، وأهمية الإرتكاز عليه لدعم جهود الوقاية، والتحضر قبل اندلاع الحريق.

وعرضت جمعية التحريج في لبنان تطبيق Firepatrol وأدواته، تبعه شرحٌ تطبيقيٌ من قبل شركة ESRI-Lebanon، مُظهراً كيف يوفّر هذا التطبيق منصّة متقدّمة لدعم وتنسيق جهود مكافحة الحرائق المحلية، ويعتبر بمثابة أداة مبتكرة للتحسين المستمر، والتنسيق الفعّال بين جميع الجهات المعنية لمكافحة الحرائق، وتقليل الأضرار الناجمة عنها.

كذلك، يوفّر التطبيق، بالإضافة للتنبه من خطر الحرائق، مجموعة متنوعة من الميزات، بما في ذلك الإبلاغ الفوري عن الحرائق وتتبع موقعها، وتحليل البيانات المرتبطة بالحرائق، وتوفير المعلومات المحدثة عن حرائق محلية سابقة، وتحسين التواصل بين فرق الإطفاء المحلية، والمشاركين الآخرين.