اتحاد بلديات كسروان - الفتوح: نموذج يُضرب به المثل

كرّست انتخابات اتحاد بلديات كسروان - الفتوح واقعاً جديداً في الحياة البلدية، حيث تأكّد مجدداً أن التحالف المدروس والإرادات الموحدة تصنع الفرق، وتفرض تغييراً في الشكل والمضمون. فبفارق 12 صوتاً، انتُخب رئيس بلدية زوق مكايل إيلي بعينو رئيساً لاتحاد البلديات، ونال دعماً واسعاً بلغ 33 صوتاً، في وجه منافسه ريمون الحاج الذي حقّق بدوره نتيجة 21 صوتاً.

هذا الفوز لم يكن عابراً، بل حمل دلالات سياسية وتنموية واضحة، تُرجمت في زيارة بعينو ونائبه بيار الدكاش إلى معراب، حيث استقبلهما رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع في حضور النائب شوقي الدكاش، النائب السابق منصور غانم البون، رئيس بلدية عرمون صخر عازار، ومنسق القوات في كسروان نهرا بعيني.

وقد علمت نداء الوطن من مصادر سياسية خاصة أنّ جعجع استقبل الرئيس ونائبه بعبارة: الآن يبدأ العمل الجديّ، من هذه اللحظة يجب أن ينطلق تنفيذ البرنامج، ليشعر المواطن في كسروان - الفتوح بأن نهجاً جديداً بدأ يُطبق وآليةً مختلفة تُعتمد.

وقد شهدت معراب أجواء احتفالية، حيث فُتحت الشامبانيا احتفاءً بالنتيجة، في إشارة إلى حجم الرهان الذي وُضع على هذه الانتخابات، ولعلّ أبرز ما عبّر عنه بعينو بعد اللقاء هو تأكيده على روح الشراكة الجامعة، حيث قال: جئنا إلى معراب لأشكر من أيّدني ومن لم يؤيدني، وأخصّ بالشكر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي تبنّى ترشيحي، مدعوماً من نواب المنطقة وجهاتها الفاعلة.

وشدّد بعينو على أن اتحاد بلديات كسروان – الفتوح سيكون نموذجاً يُحتذى به، داعياً رؤساء البلديات إلى التكاتف: فلنتّحد نحن الرؤساء كي تتّحد بلدياتنا، باعتبار أن وحدتنا هي مصدر قوتنا.

في أول تصريح له بعد انتخابه، أكد رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح لـنداء الوطن أن العمل الحقيقي بدأ، إذ المطلوب أن يشعر الناس فعلياً بأن هناك نهجاً جديداً وأسلوب عمل مختلفاً.

وعن كيفية الانطلاق بتنفيذ البرنامج، أوضح بعينو: الخطوة الأولى بالنسبة لنا هي إحداث الفرق، وهذا يعني أن تظهر هذه الجديّة من خلال العمل اليوميّ، وعلى الأرض، بأسرع وقت ممكن، كي يلمس المواطنون التغيير في مظاهر بلداتهم، وفي الإنماء والخدمات، هذه أولوية، ولن ننتظر طويلاً قبل أن نبدأ بها.

أما لجهة تنفيذ المشاريع، فأشار بعينو إلى أنّ البرنامج مفصّل، وقد تمّ عرضه سابقاً خلال المؤتمر الصحافي، لكن لا يمكننا تحديد أولويات التنفيذ قبل استلام مهامنا رسمياً والاطلاع بدقة على إمكانيات الاتحاد من موارد وصلاحيات.

ورداً على الانتقادات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تناولت نسبة الأصوات التي حصل عليها مرشح التيار مقابل تحالف القوات اللبنانية مع حلفائها، قال بعينو: أنا شخصياً لا تهمّني الأرقام، ما يهمّني هو النجاح الذي تحقق، لا أؤمن بالحسابات التي تقسم الناس إلى نسب مئوية، أنا بحاجة إلى كل من انتخبني، كما إلى كل من لم ينتخبني، فالاتحاد هو للجميع، ولا يمكن أن نبني المستقبل فقط اعتماداً على الـ 60 % أو الـ 65 % الذين دعمونا، بل نحتاج أيضاً إلى الـ 30 % الذين لم يكونوا معنا، فهذه من مسؤولية الجميع.

ووعد بعينو بصيف حافل بالنشاطات والمهرجانات السياحية في مختلف بلدات القضاء، ونحن لا نركّز على بلدة واحدة، بل سنفعّل الحركة السياحية والثقافية في كل مناطق كسروان - الفتوح، فالاتحاد ليس ملكاً لأحد، بل هو إطار إنمائي جامع لكل أبنائه.

بالمختصر المفيد، لا يمكن عزل هذا المشهد عن الامتداد السياسي والرمزي لكرسي رئاسة الاتحاد، إذ أن بعينو يُعدّ الخليفة الطبيعي للراحل نهاد نوفل، مؤسس الاتحاد ورئيسه التاريخي، ما يعطي هذا الفوز بعداً استمرارياً مشفوعاً برؤية تحديثية، وفي انتظار انطلاق العمل الفعلي على الأرض، سيتابع أبناء كسروان - الفتوح أداء الاتحاد الجديد مترقّبين لمسار تنموي مختلف… قد يُثبت بالفعل أن اتحاد بلدياتهم بات نموذجاً يُضرب به المثل.