التدخل المبكر بعد نوبة الصرع الأولى يمنع الصرع طويل الأمد والعجز المعرفي المرتبط به

يتميز الصرع بالنشاط المفرط للخلايا العصبية في الدماغ مما يسبب النوبات.

تظهر الأبحاث الحديثة أن تطور الصرع يرتبط بحدوث تغييرات في المشابك العصبية، وهي الهياكل التي تربط الخلايا العصبية ببعضها، وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من الناس يعيشون مع شكل من أشكال الصرع، إلا أنه لا يزال من غير المعروف أسبابه، ولا يوجد أي علاج له.

الصرع وضعف الإدراك

وبالإضافة إلى ذلك، يعاني نصف الأفراد المصابين بالصرع من ضعف إدراكي، مثل مشاكل في الذاكرة أو التنظيم العاطفي، ولكن لا يزال من غير الواضح لماذا أو كيف يغير الصرع خلايا الدماغ ليسبب هذه الأعراض، والأهم من كل ذلك، هو أن الصرع شائع لدى الأطفال المصابين بالتوحد والأفراد المصابين بالخرف.

وقالت الدكتورة فرانسيس جنسن، رئيسة فريق البحث والمختصّة بطب الأعصاب: 'من الواضح أن هناك علاقة بين الدماغ المصاب بالصرع وضعف الذاكرة وصعوبة التحكم في العواطف وكيفية تصرفنا بناء على تلك المشاعر، لكننا لا نفهم الآليات الأساسية لتلك العلاقة'.

'إن العلاجات الحالية للصرع تساعد فقط في التعامل مع النوبات، ويمنحنا هذا البحث نقطة انطلاق واعدة لتطوير علاجات تمنع حدوثها بالأصل'.

دراسة الخلايا العصبية التي تتأثر بالصرع

في هذه الدراسة، استخدم الباحثون طريقة 'لوضع علامة' على الخلايا العصبية في منطقة الحصين التي تتأثر عادةً بالصرع، وهي منطقة مهمة للذاكرة، عند الفئران التي تعاني من نوبات الصرع.

اقرأ المزيد: الكلاب تنبه أصحابها قبل ساعة من إصابتهم بنوبات الصرع

وتمكن الباحثون من مراقبة تلك الخلايا العصبية ونشاطها بمرور الوقت وملاحظة كيفية استجابتها للنوبات اللاحقة.

نتائج الدراسة

ووجدوا أن حوالي عشرين بالمائة فقط من الخلايا العصبية في الحصين يتم تنشيطها بسبب النوبات.

ومع مرور الوقت، أدى فرط نشاط هذه الخلايا العصبية إلى تقليل قدرتها على إجراء اتصالات مع الخلايا العصبية الأخرى، والتي تسمى المشابك العصبية، وهي ضرورية للتعلم.

وقالت جنسن: 'تفقد الخلايا العصبية المفرطة النشاط قدرتها على بناء نقاط الاشتباك العصبي القوية اللازمة للتعلم، وهو ما قد يفسر سبب معاناة بعض الأشخاص المصابين بالصرع من مشاكل في التعلم والذاكرة'.

أهمية هذه الدراسة

'إذا تمكنا من إيقاف هذه الخلايا العصبية من الخضوع للتغيرات بعد تنشيطها بسبب النوبات، فإن أملنا هو أن نتمكن أيضاً ليس فقط من منع تطور الصرع، ولكن أيضاً تجنب هذا العجز المعرفي الذي يعاني منه الأفراد على المدى الطويل'.