اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
14/7/2025
تحت نيران الإبادة وبين الأنقاض والمقابر تعيش غزة الموت، تنزف، تحترق، تدمر، وفي جحيم بلا نهاية تمحى من الوجود فلا بشر ولا حجر نجا من العدوان وبين الجوع والقتل والدمار وعندما يستبيح العدوان كل شيء يصبح الموت أهون من الحياة.
647 يوما مضت على بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، عدوان لا يعرف حدودا، ولا يفرق بين إنسان وحجر بين صغير وكبير بين مكان عبادة ومرفق صحي بين مسكن آمن وموقع لتوزيع المساعدات الإنسانية، كل ما في غزة بات هدفا لنيران الاحتلال في واحدة من أكثر الحروب وحشية في عصرنا الحديث.
فالعدو يواصل شن حرب إبادة جماعية مستخدما فيها جميع أنواع أسلحة التدمير التي زودته بها الإدارة الأمريكية والدول الغربية، بدءًا من الطيران الذي لا يغادر سماء القطاع مرورا بالقصف المدفعي المتواصل وصولًا إلى البوارج التي تطلق نيران مدافعها من عرض البحر، أما على الأرض فينفذ جيش الاحتلال عمليات تدمير ممنهج للمربعات السكنية في جميع مناطق القطاع وكأنه يصر على محو كل ما يمت للحياة بصلة في القطاع المنهك.
لم يسلم أحد من هذا الجحيم الأطفال يموتون جوعا وذعرا والنساء يفقدن أبناءهن وأزواجهن تحت الأنقاض وكبار السن يواجهون الموت بصمت في ظل انعدام الرعاية الصحية والمستشفيات لم تعد أماكن للشفاء بل أصبحت أهدافا للقصف والتدمير والمدارس تحولت من مؤسسات تعليمة إلى مقابر جماعية، والمساجد والكنائس لم تنج من الغارات في استباحة صريحة لكل القيم والمقدسات.
وأماكن توزيع المياه والغذاء ونقاط إغاثة النازحين والتكيات والمطابخ الجماعية، كلها باتت أهدافا مباشرة للقصف الهمجي الإسرائيلي بهدف خنق الحياة وسحق من تبقى على قيدها، آلاف المدنيين استشهدوا وآلاف آخرون ينتظرون مصيرا مشابها في ظل الحصار الخانق والدمار الشامل والجوع القاتل.
في غزة اليوم لا شيء يرمز إلى الحياة فقط الدمار والموت والجوع والمرض يملأون الامكنة وكأن المدينة سقطت عليها قنابل نووية كالتي دمرت هيروشيما وناكازاكي، لا أمن ولا أمان ولا تفاؤل ولا أمل وحده الموت بات ملاذا من جحيم غزة الذي لا ينتهي.
بعد 647 يوما من الصمت الدولي والتواطؤ العربي، والعجز الإنساني، فلا بد من صرخة بوجه الانسانية والعالم المتحضر فغزة ما زالت تنزف بلا توقف، وما يجري فيها ليس مجرد حرب بل جريمة ضد الإنسانية يفترض أن يتحرك لها العالم لا أن يشيح بوجهه عنها، غزة اليوم ليست مجرد مدينة وأحياء تتعرض لأبشع عدوان بالتاريخ بل اصبحت عنوانا صارخا لخذلان الضمائر الإنسانية في العالم.