اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
نظمت وزارة الشباب والرياضة لقاءاً حوارياً في قاعة الاجتماعات في مبنى الوزارة، حول كتاب "التحكيم والوساطة في المنازعات الرياضية"، للمؤلف الدكتور جوزيف اميل رزق الله، الصادر عن منشورات "الحلبي الحقوقية".
ترأس اللقاء الحواري وتحدث فيه وزير الإعلام الدكتور بول مرقص، وأجرت وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان مداخلة علمية وقانونية استعرضت فيها محاور الكتاب خصوصًا الوساطة والتحكيم من المنطلقات القانونية، فيما عرض مؤلف الكتاب الدكتور خيرالله لابرز محطاته.
حضر اللقاء النائب رائد برّو ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، وعميد المعهد العالي للدكتوراة البروفيسور خليل الدحداح، وحشد من مدراء وأساتذة كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، والشخصيات السياسية القضائية والأكاديمية، ورئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية جهاد سلامة متقدماً رؤساء واعضاء اتحادات رياضية، ومهتمين بالشأن التحكيمي في مجال الرياضة.
الوزير مرقص
وقدّم وزير الإعلام مداخلة عرض فيها لاهمية التحكيم في مجال الرياضة وتطوره، مؤكدا أن "الأساس هو المشاركة، بعدما توسعت رقعة الألعاب وزاد حجم المسابقات والرياضيين، ودخلت الشركات الراعية والمعلنين عالم الرياضة، فضلا عن الاهتمام المطلق واللامحدود من قبل الإعلام والتلفزيون، وتخطت الرياضة حجم الهواية والترفيه، وباتت مصدرا للكسب والاحتراف وميدانا خصبا للشركات العالمية ورجال الأعمال لاستثمار أموالهم وتحقيق الأرباح، فزادت العقود وانتشرت الأعمال في مجال الرياضة، وكان لا بد من حصول بعض الإشكالات والخلافات والنزاعات بين أفرقاء عدة من رياضيين وأندية واتحادات ورعاة وعاملين ومستثمرين في هذا القطاع، فكان لا بد من إيجاد مرجعية متخصصة تناط بها مسألة حل النزاعات، وتتميز بصفات الاختصاص، المناقبية، السرعة والسرية في الكثير من الحالات".
وتابع: "في هذا الإطار، تناول الدكتور رزق الله في مؤلفه القيّم موضوع التحكيم والوساطة في المنازعات الرياضية، مستعرضا مهام محكمة التحكيم الرياضية والمنازعات الداخلة ضمن اختصاصها وإجراءات الدعوى التحكيمية أمامها، مرورا بآلية تنفيذ قراراتها وطرق الطعن بها، وصولا إلى تعداد مراكز التحكيم الرياضية الدولية والعربية".
وختم: "أغتنم هذه المناسبة لتوجيه الشكر إلى وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان لاستقبالنا في وزارتها وحرصها على إجراء هذا اللقاء الحواري لإبراز أهمية التحكيم والوساطة في المنازعات الرياضية، ما يؤكد دور الحكومة والوزارات المعنية في تطوير الرياضة وتشجيع الشباب والرياضيين وسائر العاملين فيها، عملا بتوصيات فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء".
الوزيرة بايراقداريان
وألقت وزيرة الشباب والرياضة مداخلة ناقشت فيها محاور ثلاثة رئيسية تضمنها الكتاب تلخص سُبل التحكيم والوساطة في حل المنازعات الرياضية، فأشارت فيها إلى أن هذا اللقاء يعكس المرحلة الجديدة في تاريخ لبنان، من المتابعة والاهتمام، مشيرة إلى اهمية التعاون بين الوزراء على كل المستويات، والقيمة المضافة لهذا التعاون بين وزارتي الإعلام والشباب والرياضة.
وأكدت بايراقداريان أن "لقاء كهذا ينظم للمرة الأولى في وزارة الشباب، لمناقشة كتاب علمي متخصص يحمل عنوانا مهما هو التحكيم والوساطة في المنازعات الرياضية للمؤلف د. جوزيف اميل رزق الله"، معتبرة ان "هذا اللقاء ليس مجرد لقاء ثقافي، بل هو موقف وخيار من وزارة الشباب والرياضة بهدف تشجيع البحث العلمي المتخصص وتطوير القطاع عبر الفكر والقانون والمؤسسات، لان بناء الرياضة لا يكون ببناء المنشآت والأنشطة والبرامج وحسب".
وتطرقت إلى "عناوين محورية للمؤلف رزق الله"، مشيرة إلى أنه "تناولها بموضوعية، وهي تعتبر إنجازا قانونيا وعلميا في كيفية إدارة النزاعات بحكمة وعدالة ونزاهة وفعالية".
وتحدثت عن "أهمية الكتاب في حل النزاعات الرياضية"، معتبرة أنه "حاجة فعلية لضمان العدالة المتخصصة والمحايدة في حماية الحياة الرياضية".
ونوهت "بأهمية اختيار الموضوع لما له من اهمية بالغة في ترسيخ ثقافة التحكيم كمسار بديل وضروري لحل المنازعات الرياضية، معتبرة ان "تسليط الضوء على التحكيم في المنازعات الرياضية ليس خياراً ثانوياً، بل حاجة رئيسية فعلية وملحة، وتجسيد لفلسفة الإرادة الحرّة، خصوصا في لبنان، حيث يتم اللجوء إلى القضاء العدلي، ما يؤدي إلى إبطاء عجلة العدالة"، داعية إلى تعزيز التواصل مع هيئة التحكيم الدولية".
وقالت بايراقداريان: "نؤمن ان تطوير البيئة القانونية والإدارية للقطاع الرياضي، لا يكتمل إلا بتفعيل منظومة التحكيم الرياضي، سواء من خلال اعداد الكوادر المتخصصة، او عبر إنشاء هيئة وطنية تُعنى بهذا الشأن".
مؤلّف الكتاب
من جهته، شكر الدكتور رزق الله وزيرة الشباب والرياضة على استضافتها، ووزير الإعلام على حضوره وادارته اللقاء، وسجل ملاحظات "أولها تحول الرياضة الى الإحتراف ونزوعها نحو الصناعة الرياضية للنجوم والصفقات التجارية والتسويق للأسماء والعلامات التجارية وبراءات الإختراع، وتحول الأندية الرياضية في العالم من أندية جماهيرية لها أبعاد وانتماءات مناطقية إقليمية الى شركات رياضية عابرة للحدود يتملكها رجال أعمال ومستثمرون نافذون".
وقال: "ان تشعب العلاقات والروابط في بين اللاعبين ووكلائهم والأندية والإتحادات والجهات الضامنة والممولة والراعية، حتم وجود نظام تعاقدي وقانون رياضي موحد ومستقل عن فروع القانون الأخرى، وقضاء خاص ومتخصص في بت المنازعات الرياضية وقواعد إجرائية خاصة، فكان التحكيم الحل الأمثل لتحقيق العدالة الرياضية على قاعدة أن الرياضة تتطلب سرعة التحرك ومرونة الجسم والعضلات والكفاءة والمهارة والفن".
وشرح رزق الله اهمية تعاظم مكانة محكمة التحكيم الرياضية الدوليةCAS المنشأة في العام 1984، والتي أضحت المرجعية الحقوقية العليا في مجال المنازعات الرياضية وباتت تمتلك ترسانة ضخمة من الإمكانات والوسائل القانونية، وكمًا متزايدا من الصلاحيات مكنها من تدعيم صرح قضاء التحكيم الرياضي".
وتخلل اللقاء مداخلات من عدد من الحضور الذين أثنوا على "إصدار هذا الكتاب القيّم كمًا ونوعًا في تسليط الضوء على التحكيم في النزاعات الرياضية المختلفة".