اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل …
بقلم: ناصر شرارة
على طاولة الوسطاء بشأن حرب غزة تم على مدار الأشهر الثلاثة الماضية تقريباً طرح ثلاثة مقترحات تعود كلها لمبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف؛ الاقتراح الأول إسمه 'اقتراح ويتكوف الأصلي'، والاقتراح الثاني إسمه 'مقترح ويتكوف المعدل'، والاقتراح الثالث إسمه 'مقترح ويتكوف الأخير'. المشترك بين هؤلاء المقترحات الثلاثة هو أن البند الأول فيها الخاص بوقف الحرب تمت صياغته بعبارات غامضة ويمكن تفسيرها على وجهين إثنين هما أن إسرائيل بعد تسلمها الأسرى لن تعود للحرب أو أن إسرائيل بعد تسلمها الأسرى ستعود للحرب..
والواقع أن المعضلة التي عملية التفاوض لوقف الحرب منذ أكثر من ٦٦٠ يوماً، وهي عمر حرب غزة المستمرة، تتمثل بأمر أساسي وعقدة أساسية وهي مطالبة حماس باتفاق يضمن وقف الحرب بمقابل إصرار نتنياهو على صياغة اتفاق يخوله العودة للحرب.
.. والسؤال الذي تطرحه ليس فقط حماس على نفسها بل أيضاً كل مواطن غزاوي، هو أنه ماذا يفيدنا اتفاق لا يضمن وقف الحرب الإسرائيلية؛ أو اتفاق يؤدي إلى إطلاق الأسرى الإسرائيليين ولا يوقف المذبحة الإسرائيلية أو يوقفها لعدة أيام أو حتى لعدة أسابيع لتعود من جديد!!؟
بغض النظر عما تريده حماس فإن مطلب المواطن الغزاوي الأساسي والملح والعاجل من أي اتفاق هو وقف الحرب بشكل دائم وليس تعليقها لأيام أو لأسابيع قليلة.
والواقع أن مطلب الغزاوي هذا الأساسي والوجودي والمُلح لا يتوفر بآخر مقترح لويتكوف التي وافقت عليه تل أبيب ووافقت عليه حماس مع إضافة كلمة 'ولكن'، وهي كلمة تريد من خلالها حماس تضمين الاتفاق بند وقف الحرب والانسحاب الشامل للجيش الإسرائيلي من غزة؛ وهما أمران يبدو أن كلاً من واشنطن ونتنياهو لا يزالان يرفضاهما.
وأمس قال وزير الخارجية الأميركية أن ترامب لن يظهر اتفاقاً في غزة لا يضمن هزيمة حماس، وهذه إشارة إلى أنه إذا كان هناك افتراق ما بين ترامب ونتنياهو على الموضوع الإيراني، فإنه يوجد تطابق بينهما على موضوع حرب غزة وعلى ما يسميه نتنياهو أهداف حرب غزة التي أخطر ما فيها أنها غامضة وليست واضحة، ما يجعلها ليست أهداف حرب بل ذريعة لاستمرار الحرب حتى إبادة غزة عمرانياً وديموغرافياً واقتصادياً، الخ..
أخطر ما يمكن توقعه هو أن يكون مقترح ويتكوف تم تصميمه كي ترفضه حماس، وذلك بهدف استثمار رفضها له باتجاهين إثنين: ١- احتواء الموجة الأوروبية العالية المحتجة على حرب إبادة غزة؛ ٢- تبرير استمرار حرب إسرائيل على غزة حتى استكمال مشروع إبادتها وذلك تحت عنوان هزيمة حماس.