×



klyoum.com
lebanon
لبنان  ٣٠ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lebanon
لبنان  ٣٠ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار لبنان

»ثقافة وفن» جريدة اللواء»

الفرق المولوية بحركاتها الدائرية ترتقي بالروح إلى سمو الروحانيات

جريدة اللواء
times

نشر بتاريخ:  الأربعاء ١٠ نيسان ٢٠٢٤ - ٠٠:٠٥

الفرق المولوية بحركاتها الدائرية ترتقي بالروح إلى سمو الروحانيات

الفرق المولوية بحركاتها الدائرية ترتقي بالروح إلى سمو الروحانيات

اخبار لبنان

موقع كل يوم -

جريدة اللواء


نشر بتاريخ:  ١٠ نيسان ٢٠٢٤ 

زياد سامي عيتاني*

الفرق «المولوية» أو فرق «الدراويش»، التي تُعرف بـ«رقصة التنورة»، تسهم في إحياء ليالي شهر رمضان المبارك، تبهج تلك الليالي المضيئة، وتضفي عليها بحركاتها الدائرية وكأنها كواكب شمسية متلألئة، أجواءً من التصوف وسمو الروح، وخصوصاً أنها تكون مصحوبة بالتواشيح والإبتهالات والأذكار، التي تساهم معاً في طهارة النفس البشرية ونقائها والإرتقاء بها إلى درجات عليا من الروحانيات والتُقى والخشوع.

*****

فهي رقصات دائرية صوفية، على أنغام قصائد الفيلسوف والشاعر التركي الصوفي جلال الدين الرومي، ستأخذك إلى عالم من الصفاء الروحي، تجعلك تشعر وكأنك تطهّر نفسك من الهموم والذنوب، وذلك عندما يتراقصون ويلتفون بتلك الحركات الروحانية، منسجمين في عالم من الخشوع.

«فن التنورة»، لم يكن مجرد رقصة صوفية، أو حتى فن فولكلوري، فقد تحوّلت طيلة سبعة قرون مضت، منذ أن ظهرت في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، على مولانا ابن الرومي، إلى تقليد احتفالي، دائما ما يأتي متبوعا بإيقاعات الذكر والمديح والمواويل الشعبية، ابتكرها جلال الدين الرومي ليحيي بها ليالي الذكر في التكية التي أنشأها لاستقبال الفقراء والغرباء وعابري السبيل والدراويش.

إذن يعود الفضل في نشأة الطريقة الصوفية التي عُرفت بإسم المولوية إلى مولانا جلال الدين الرومي، حيث أن طريقته مبنية على الخدمة الإلهية، إذ ينصرف دراويش الطريقة الذين كانوا يسكنون التكايا للعبادة وإقامة الذكر وقراءة الأوراد، فيقفون على هيئة حلقة كبيرة ويفتلون حول ذاتهم عشرات المرات، مؤدّين الرقصة الصوفية التي تُعرف باسم رقصة «المولوية» أو رقصة «التنورة».

ومولانا جلال الدين وُلد سنة 1207 للميلاد في عاصمة خرسان التي صارت تعرف في عصرنا بـ«أفغانستان», وتركت عائلته موطنها واستقرّت في الأناضول بتركيا. وتلقّى تعليمه الروحي المبكر تحت إشراف والده وسيد برهان الدين البلحني.

وقد كان للقائه بالدرويش الصوفي الجوال شمس الدين تبريزي أثر في كل من حياته الفكرية والإبداعية.

وتوفي عام 1273 ميلادي في مدينة كونيا التركية وأُقيم له ضريح شيّدت له قبة رائعة.

وبفضله انتشرت الطريقة المولوية التي انطلقت من تركيا وحطّت في كل من بلاد الشام والمغرب وآسيا، حيث إحتلّت مكانة عالية في نفوس المتصوفين والزاهدين.

كان الذكر في تكية ابن الرومي يبدأ بعمل حلقة لا تقلّ عن 40 درويشا، تختلف ألوان ملابسهم، هناك الأخضر والأحمر والأسود والأبيض، والحقيقة أن الباحثون لا يعلمون أسباب اختلاف هذه الألوان، يبدأ الدراويش بترديد لفظ الجلالة، مع كل هتاف بإسم الله ينحنون برؤوسهم وأجسادهم ويخطون في اتجاه اليمين، فتلف الحلقة كلها بسرعة، ثم يتجه أحدهم إلى وسط الحلقة ويلف حول نفسه بسرعة وهو فارد ذراعيه، فتنتشر تنورته على شكل مظلة أو شمسية، ثم ينحني أمام شيخه الذي يجلس داخل الحلقة، ويعود للذكر مع باقي الدراويش.

والفرق «المولوية» تعتمد على طريقة الدوران من جهة اليمين إلى اليسار، وهي ذات طابع ديني رمزي، إذ أن الطواف حول الكعبة المشرّفة يتم بهذا الشكل. كما أن دوران الفرق «المولوية» تعتبر طريقة من طرق التصوف وعلاقة الروح بالخالق، التي تسمو كلما طالت فترة الدوران وتوحّدت بسكينة وإخلاص.

أما حركات الأيدي فهي رفع اليد اليمنى إلى الأعلى وتعني طلب المدد من الله عزّ وجلّ، واليسرى بإتجاه الأرض وتعني الزهد بالدنيا وملذاتها ورغباتها.

«اللفيف»، هكذا يطلقون على راقص التنورة، فهو يرتدي تنورتين أو ثلاثة، يصل وزن الواحدة منها 8 كيلوغرام، ويبلغ قطرها 7 أمتار، وعرضها حوالي متر، كما يرتدي حزاما على نصفه الأعلى يسمّى «السبته»، هذا الحزام يجعله قادرا على شدّ ظهره وهو يدور حاملا كل هذا الحمل، بينما يتسع الجلباب من الأسفل ليعطي الشكل الدائري.

والحقيقة أن ملابس راقصي التنورة في «تركيا» انتشرت بشكل تقليدي مثير للملل، ولا يضفي على الرقصات أي نوع من الجماليات، فكان الراقص في حلقات الذكر يلف جسده بتنورة، ثم يرتدي جلباب أبيض وصديري أبيض، يليه «جيب» يتدلى من الوسط إلى أسفل، ويضع على رأسه طربوشا أبيض، ولكن الفنان المصري كعادته، أضاف لمساته الجمالية على ما يرتديه، ففي بداية الثمانينات اهتم بتلوينه، فأصبح زي الراقص متوفر بألوان مختلفة.

ومع بداية التسعينات بدأ التطوير يلمسه بشكل أكبر، فأدخل عليه الزخرفة والخطوط الهندسية، وفي عام 2000 جعل التنورة من قماش الخيام الخشن، فوق الجلباب، وزخرفه بأشكال إسلامية، وهو شغل يدوي يُصنع في حي الحسين والغورية في شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة إمتدادا للغورية في القاهرة، وفي عام 2006 بدأ يدخل التطريز بالكمبيوتر على الزي، وأخيرا أضيفت الإضاءة إلى التنورة، فتحولت إلى أشهر الفنون التراثية الشعبية التي تشتهر بها مصر والتي تجذب العديد من الجماهير بمختلف طبقاتها وأعمارها وتحظى بإهتمام السائحين الذين يقبلون بشكل كبير على حفلاتها وينبهرون بها.

في الختام وبالرغم أن رقصة التنورة أصبحت تراثاً ولوناً من ألوان الفولكلور الإسلامي, فإن الفرق المولوية التي لا تزال موجودة في عدد تكايا تركيا وسوريا ولبنان وبعض أقطار المشرق, تدخل في قلوب مشاهديها وسامعيها شعور يمتزج فيه الحزن والورع بالسرور والسكينة وتولّد في النفوس مشاعر متجددة.

----------------

* إعلامي وباحث في التراث الشعبي

جريدة اللواء
اللواء جريدة لبنانية، يومية، سياسية،عربية. اللواء: جريدة لبنانية يومية سياسية تهتم بالشؤون العربية والإقليمية والدولية
جريدة اللواء

أخر اخبار لبنان:

"لوطنٍ أكثر تألقاً وتماسكاً"... بري يهنأ عمال لبنان!

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1643 days old | 4,262,852 Lebanon News Articles | 33,627 Articles in Apr 2024 | 545 Articles Today | from 69 News Sources ~~ last update: 8 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



الفرق المولوية بحركاتها الدائرية ترتقي بالروح إلى سمو الروحانيات - lb
الفرق المولوية بحركاتها الدائرية ترتقي بالروح إلى سمو الروحانيات

منذ ٠ ثانية


اخبار لبنان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل