اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٥ أيلول ٢٠٢٥
البواحير او الصليبيات تقليد شعبي قديم يُستخدم للتنبؤ بحالة الطقس.
تعتمد هذه الطريقة على مراقبة حالة الطقس خلال فترة محددة، وهي 12 يوماً حيث يُعتبر كل يوم منها مؤشراً لشهر من اشهر السنة.
تسمّى البواحير المتآتية من كلمة تبحر في احوال الطقس باسم 'الصليبيات' ايضاً لأنّها تبدأ في 14 أيلول عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي المتزامن مع عيد الصليب وتنتهي في الـ ٢٦ منه فيما تبدأ لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي في الـ ٢٧ من ايلول لنتهي في التاسع من تشرين الاول.
يقوم التقليد على مراقبة الطقس على مدى ١٢ يوماً، حيث يُعتبر كل يوم منها مؤشرًا لشهر من أشهر السنة. فإذا كان الطقس في اليوم الأول مشمسًا وحارًا، فهذا يعني أن شهر أيلول سيكون مشابهًا، وإذا كان اليوم الثاني ممطراً أو غائماً، فهذا يعكس طقس تشرين الأول، وهكذا دواليك.
لا يوجد أساس علمي لهذه الممارسة التي تعدّ تقليداً ومورثاً شعبياً أكثر من كونها علماً وهي
تُعتبر لذة ومتعة لأهالي القرى، وتراث يتمسكون به، ويتنافسون بين بعضهم ايها الاصح صليبيات الموارنة ام صليبيات الروم، حتى وإن كان العلم الحديث يوضح أنّ الطقس يتغيّر وأنّ حالة المناخ تتغير أيضاً.
تُشير بعض الأساليب الحديثة إلى أنّ البواحير قد تكون لها مصداقية بنسبة 90% وأحياناً 100%، بينما يرى البعض الآخر أنّه لا يوجد رابط علمي واضح بين طقس تشرين الأوّل وطقس ايلول وبالتالي فانها مجرد تقليد قديم.
البواحير ليست مجرد طريقة بدائية لمعرفة الطقس، بل هي ذاكرة جماعية تناقلها الأجداد جيلًا بعد جيل، وكانت تُمثّل مرجعا أساسيا في زمن غياب النشرات الجوية والتكنولوجيا الحديثة. وبفضلها، كان الفلاح يخطط لمواسم الزرع والحصاد، ويهيّئ الحطب والمؤن لفصل الشتاء الطويل.
اليوم، ورغم التطور العلمي ودقّة الأرصاد الجوية، لا تزال البواحير تحظى بمكانة وجدانية لدى الكثيرين، إذ يرون فيها رابطا مع الماضي وطقوسا متوارثة وهناك من يأخذها بجدية كبيرة.