هل تستهدف إسرائيل مقر السفارة الايرانية في بيروت؟

كتب شادي هيلانة في أحبار اليوم:

لا شك أنّ الضربة الكبيرة التي تلقتها ايران بإستهداف مبنى قنصليتها في دمشق من قبل اسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل محمد رضا زاهدي القائد الأعلى للحرس الثوري الإسلامي في سوريا ولبنان، مع نائبه وخمسة ضباط آخرين، وضعت المنطقة بالفعل على مفترق طرق، الامر الذي ينذر بالتدحرج الى حرب واسعة تتخطى القواعد والجغرافيا، ما سيشكل حينها فصلاً جديداً، من الصراع الطويل بين إسرائيل وإيران.

يبقى السؤال هل سترد ايران الصاع صاعين في العمق الاسرائيلي، ام ستُحيك مصالحها الاستراتيجية كما تحيك السجاد العجمي؟

إن ما يحصل يطرح تساؤلات كثيرة حول احترام المبادئ الدولية التي تحمي الموظفين الدبلوماسيين ومقراتهم الرسمية، كون زاهدي كان معتمداً كموظف في السفارة الإيرانية في دمشق، ويقول خبراء عسكريون في هذا المجال، إنّ اسرائيل غيرت حتماً في قواعد اللعبة، بحيث من الواضح باتت تعتمد إستراتيجية أكثر عدوانية بضربها المصالح الايرانية في كل مكان وزمان، لا سيما مع إتساع النطاق الجغرافي للهجمات بصورة كبيرة، لذلك، فإن مقتل شخصية مثل زاهدي ليس مجرد هجوم على ايران وحسب، بل على المحور ككل الذي يبدأ من فلسطين ويمر بلبنان وسوريا فالعراق وصولا إلى اليمن.

ويشير مصدر دبلوماسي على دراية في الشأن الايراني، إلى انّ خيار الجمهورية الاسلامية راهناً يتمثل في تجنب الرد على الفور، خصوصاً أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية وكذلك القوات الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان في حالة تأهب قصوى، ويرجّح في حديثه إلى وكالة أخبار اليوم، أنّ يتم إطلاق صواريخ على مواقع داخل إسرائيل، لكن المراكز الدبلوماسية الإسرائيلية قد تتعرض للهجوم عندما تتوفر الإمكانيات لمثل هذه العملية، ومن شأن مثل هذا التوجه أن يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، ما قد يدفع بتل أبيب حينها، إلى استهداف قيادات الحرس الثوري في مقر الدبلوماسية الايرانية في لبنان أيضاً، من دون خوف من العواقب.