اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
نظّمت منظمة مالطا لبنان (OML) زيارة ميدانية إلى بتدعي، في سهل البقاع، لعرض مشروع 'المساعدات الغذائية المبرمجة'.
يهدف هذا المشروع إلى تلبية الاحتياجات الناجمة عن الأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان. ومن خلال نهج شامل، يسعى المشروع أيضًا إلى معالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في لبنان، مع تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة على مواجهة الأزمات المستقبلية المحتملة من خلال 1) برامج المساعدات الغذائية: توزيع الوجبات الساخنة ووجبات الإفطار والوجبات الخفيفة من خلال المطابخ الاجتماعية النقّالة الثلاثة التابعة لمنظّمة مالطا لبنان في المدارس والمناطق الأكثر حاجة في الشمال والجنوب وبيروت وجبل لبنان والبقاع حيث تمّ توفير الوجبات المدرسية في المدارس الحكومية وشبه الخاصة، 2) مكافحة سوء التغذية: جلسات توعية تتعلق بالتغذية من خلال شبكة منظّمة مالطا لبنان، مع توزيع مستلزمات تغذية متخصصة، بالإضافة لخدمة الفحص والمراقبة الطبية والغذائية للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الذين تبلغ أعمارهم 1000 يوم وما فوق، 3) دعم الزراعة المحلية: حيث ركّز المشروع أيضًا على دعم صغار المزارعين في المجتمعات الأكثر تضرراً، من خلال توزيع منح عينية، وبناء قدرات المزراعين عبر تقديم دورات تدريبية. كما تمّ دعم بلديات في إدارة مستجمعات المياه عبر مبادرات الزراعة الحرجية، وبالتالي المساهمة في حماية البيئة والأمن الغذائي على المدى الطويل.
مع بدء حرب عام 2024، أُضيف عنصر طوارئ (المساعداة الغذائية المبرمجة) إلى المشروع الأساسي. وقد سمح هذا العنصر توزيع صناديق الطعام على النازحين والمجتمعات المضيفة، وتوفير وجبات ساخنة للنازحين، وإنشاء مطبخ مجتمعي حيث كانت تُعدّ الوجبات يوميًا من قِبل المجتمع المضيف للنازحين. كما هدفت هذه التدخلات إلى تعزيز الأمن الغذائي.
حتى اليوم، تواصل منظمة مالطا لبنان توزيع صناديق الطعام ضمن مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ .
في هذا السياق٬ اشارت رواند، من قرية شعت التي تعرضت للقصف٬ وهي أم لثلاثة أطفال، أعمارهم ١٨ و٩ و٨ سنوات، وهي واحدة من المستفيدات من المشروع الى ان 'هذا الصندوق كان عونًا كبيرًا لي. سعدتُ كثيرًا بحصولي على زجاجة زيت الزيتون. سعره مرتفع هذه الأيام. لقد كان بمثابة متعة حقيقية لي ولأطفالي'.
اما سهير، من قرية إيعات، فتحدثت أيضًا بحماسة كبيرة عن محتويات صناديق الطعام. إذ قالت 'إنه طعام نأكله تقليديًا وهو مفيد لصحتنا. قدّموا لنا الفريكة والبرغل والحمص ودبس الخروب وزيت الزيتون. كان ورق العنب هو المفضل لدي. تمكنت من تحضير ورق عنب محشي لأولادي، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٣ و٩ وسنتين. كانوا في غاية السعادة. كانت تجربة رائعة حقًا'.
يشار الى ان مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ (AAP-Emergency) قدم المساعدة للنازحين الذين كانوا أصلاً في وضع هشّ للغاية قبل الحرب، وكذلك للمجتمع المضيف الذي يعيش جزء كبير منه في ظروف محفوفة بالمخاطر حيث كان الهدف الرئيس هو ضمان الحصول على طعام مواتٍ ومغذٍّ وكافٍ.
وجانيت، من قرية الشواليق وعضو في المجتمع المضيف، كانت تعيش في بيروت. ولكن بسبب أزمة عام 2019 وبعد وفاة زوجها، عادت إلى قريتها قبل عامين. توضح قائلةً: 'هنا، الحياة أرخص، ولا أدفع إيجارًا'. على الرغم من أنها تعمل بدوام جزئي، إلا أنها تكافح من أجل تغطية نفقاتها. لذلك، فإن الصندوق الغذائي مرحب به دائمًا.
يهدف مشروع المساعدة الغذائية المبرمجة (AAP) للطوارئ الممول من فرنسا، إلى مكافحة انعدام الأمن الغذائي من خلال إنشاء مطبخ مجتمعي وتوزيع المواد الخام الغذائية وصناديق من المنتجات ذات القيمة الغذائية العالية - جميعها مشتراة في لبنان - بما في ذلك سلال من الفواكه والخضراوات الطازجة ووجبات جاهزة للأكل. تستهدف هذه التوزيعات النازحين المقيمين في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى مستأجري الشقق أو المقيمين مع عائلات مضيفة. كما مكّن المشروع من إنشاء ثلاث وحدات للتوضيب ومعالجة المحاصيل بعد القطاف وتجهيزها.
في هذا الاطار اكد المستشار الصحفي في السفارة الفرنسية مروان الطيبي 'أن الأمن الغذائي يُشكّل مجالاً رئيسياً لتدخل فرنسا في لبنان. والنهج الشامل الذي تتبناه منظمة مالطا لبنان، يلبي الحاجة إلى إجراءات عاجلة، ويرسي أسس الزراعة المستدامة التي تضع المزارعين في صميم منظومة دعم الاقتصاد المحلي في جميع أنحاء لبنان وسيُستخدم لاحقًا وحدات تصنيع زراعية ومعالجة ما بعد الحصاد من خلال مشروع AAP-Emergency من قِبل صغار المزارعين والتعاونيات المُتعاونة مع البرنامج الزراعي الإنساني. وستُقدم هذه الوحدات دعمًا كبيرًا لهم، مما يُتيح لهم تعبئة سلعهم بتكلفة أقل'.
استمر برنامج مشروع المساعدة الغذائية المبرمجة (AAP) للطوارئ بعد انتهاء حرب 2024، وُزّع ما مجموعه 7150 صندوقًا غذائيًا من خلال المراكز الزراعية الإنسانيىة التي تقع في بتدعي، وكفرفالوس، وعين إبل على 1,800 أسرة و38,600 وجبة ساخنة على 250 شخص من خلال المركز المجتمعي في الشياح. وقد تعاونت منظمة مالطا لبنان مع البلديات ومجموعات العمل القطاعية ووزارة الشؤون الاجتماعية في عملية اختيار المستفيدين. أما بالنسبة لبرنامج منظّمة مالطا لبنان الاجتماعي فقد قدم ما مجموعه 7100 صندوقًا غذائيًا و 4245 صندوقًا جاهزًا للأكل.
ولفتت المديرة التنفيذية لمنظّمة مالطا لبنان لليا الخازن ملّاط الى ان 'مشروع المساعدة الغذائية المبرمجة (AAP) للطوارئ الذي تمّ من خلاله توزيع منتجات محلية عالية القيمة الغذائية، يشكل جزءًا من مبادرات منظمة مالطا لبنان التي تُعطي الأولوية للأمن الغذائي. في هذا الإطار، أطلقنا في بداية الأزمة عام 2020 برنامجًا زراعيًا إنسانيًا، يُمثّل التزام منظمة مالطا لبنان الطويل الأمد بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة في لبنان. يُعدّ البرنامج الزراعي الإنساني برنامجًا فريدًا من نوعه، قائمًا على الإستماع إلى المجتمعات التي يخدمها. نؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ الحلول الأكثر فعالية واستدامةً تنبع من فهم عميق لاحتياجات الناس وتحدياتهم وتطلعاتهم على أرض الواقع. لولا العمل المُنجز منذ عام 2020 من خلال البرنامج الزراعي الإنساني - ولا سيّما العلاقات المُبنّاة مع صغار المزارعين والتعاونيات والمجتمعات المحلية - لما حقّق مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ هذا النجاح'.
تم إطلاق البرنامج الزراعي–الإنساني التابع لمنظمة مالطا لبنان عام 2020 استجابةً للأزمة الاقتصادية، وهو مبادرة فريدة ترتكز أسسها على الاستماع إلى المجتمعات المتأثرة بأنشطته. وتؤمن منظمة مالطا لبنان بأن أنجح الحلول وأكثرها استدامة هي تلك التي تولد من فهم عميق لاحتياجات الناس وتحدياتهم وتطلعاتهم على أرض الواقع.
ويركّز البرنامج على الأمن الغذائي، والإنعاش الاقتصادي، وتمكين الفئات الضعيفة، وتعزيز صمود المجتمعات. وقد نفّذ العديد من الأنشطة، من بينها افتتاح مراكز زراعية–إنسانية، وإقامة شراكات استراتيجية، وتوفير خدمات إنتاج الشتول، وتنظيم دورات تدريبية للمزارعين، إضافةً إلى تشجيع مشاركتهم وتعزيز انخراطهم في المجتمعات. تُنشئ هذه المراكز شراكات استراتيجية مع المنظمات الزراعية وأصحاب المصلحة، وتُوفر لهم الشتول بأسعار تنافسية، وتُنظم دورات تدريبية. كما يُمكن للمزارعين استخدام مشاتل البذور لإنتاج الشتول، وتُشكل هذه الشراكات، وهذا الحضور الفعال على أرض الواقع، وهذا النهج المُصمم خصيصًا، وهذه المراقبة المُستمرة، أساس نجاح مشاريع منظمة مالطا لبنان .
يُعتبر أحد مُزودي مشروع AAP-Emergency مثالًا رائعًا على ذلك وهو مخايل الدويهي، وهو مزارع من زغرتا. يمتلك الدويهي أشجار زيتون، كما يشتري شتول أو بذور خضراوات زرعها في مركز مجدليا الزراعي. وعن تجربته يقول: 'استجبتُ لطلب مناقصة وفزتُ بها. في حزيران/ يونيو الماضي، اشترت منظمة مالطا لبنان 6.6 أطنان من الزيتون و6.6 أطنان من ورق العنب مني. أزور مركزهم الزراعي منذ عدة سنوات، حيث أحصل على البندورة والخس والملفوف والهندباء وغيرها من الشتلات. نشأتُ طوال حياتي مع منظمة مالطا في الخالدية-زغرتا، إذ يقع مركزهم الطبي-الاجتماعي على مقربة شديدة من المدرسة الأنطونية التي كنتُ طالبًا فيها'.
عادل سلوم، مزود آخر، يتعاون مع عدد كبير من المنظمات غير الحكومية. اوضح قائلاً 'أشعر أن هذه طريقتي لمساعدة مواطنيّ المحتاجين، والله أعلم كم عددهم'. لكنه يُقدّر بشكل خاص تعاونه مع منظمة مالطا: 'إنهم حريصون على جودة منتجاتهم. اختاروا دبس الخروب لأنه كان في موسمه، وأرادوا تقديم أفضل المنتجات للمحتاجين'، مُشيرًا إلى أنه من قرية القصيبة في منطقة المتن المعروفة بمعاصر الخروب السبعة.
من جهتهه ذكر رئيس بلدية بتدعي جان فخري، ان 'عمل منظمة مالطا لبنان استثنائي. فمركزهم الزراعي يدعم تنمية المنطقة بأكملها، وليس قرية واحدة أو بضع قرى فقط. تُغطي الخدمات التي يُقدمونها كل ما يحتاجه المزارع. وجودهم يُساعد المزارعين في المناطق الريفية على البقاء في أراضيهم'.
من جانبه، أشار رئيس بلدية كفرفالوس بول شماعي، إلى أن 'عمل منظمة مالطا مع مزارعي المنطقة بالغ الأهمية، سواء من حيث التدريب أو توفير الدفيئات الزراعية لهم'. كما أكد على التعاون المباشر مع البلدية، حيث زُرعت 200 شجرة خروب في أراضٍ مملوكة للدولة.
كما هو الحال في جميع مشاريعها، اعتمدت منظمة مالطا لبنان في مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ على معرفتها بالمجتمع المحلي والثقة التي بنتها على مر السنين مع شركائها والمستفيدين. وكما هو الحال دائمًا، تم اقتراح مبادرات مُصممة خصيصًا واعتمادها.
مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ ليس مجرد مشروع آخر للأمن الغذائي؛ بل يُمثل رؤية شاملة لمستقبل أفضل للبنان، تولي الأولوية للتعاون مع الشركاء، وترويج للمنتجات المحلية العالية الجودة، وتوزيعها على المجتمعات الأكثر ضعفًا.











































































