غزة: من يسعى لإطالة أمد الحرب؟

الشائعات حول وقف إطلاق النار في غزة عادت لتنتشر، ولكن لا شيء مؤكد على الرغم من أن التداعيات باتت ملموسة في جزء كبير من العالم. فبعد سبعة أشهر من الصراع، يبدو أن وقف الحرب لا يصب في مصلحة الجميع وفقاً لتحليل فرنسي في موقع 'Radio France'، وهذا ما يظهر من خلال تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي وتمسكه بالهجوم على رفح، ورفض 'حماس' مجرد وقف إطلاق النار، وتمسكها بشرط إنهاء الحرب نهائياً.

ووفقاً للمقال، 'من الجانب الاسرائيلي، أعلن بنيامين نتنياهو أن الهجوم الاسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية، التي تأوي أكثر من مليون شخص، سيتم مع أو من دون اتفاق حول الرهائن. ويعكس هذا الاعلان حلاً غير مرن ربما استعداداً بصورة أفضل لاتفاق وشيك؛ أو محاولة لرفع مستوى الرهان.

المساعي التي وصفت بالتخريبية لم تغب أيضاً عن خطاب وزير الخارجية القطري، وهو أحد المفاوضين خلف الكواليس بين إسرائيل وحماس، والذي قال السبت إنه في كل مرة يتم فيها التوصل إلى اتفاق، يقوم الجانبان بتخريبه. وكأن رئيس الحكومة الاسرائيلية وزعماء الحركة الاسلامية الفلسطينية لديهما مصلحة في إطالة أمد الأعمال العدائية.

من جانب نتنياهو، يمكننا أن نرى بوضوح رغبته في تحقيق نجاح عسكري بأي ثمن وهو ما لم يتمكن من القيام به حتى الآن. كما لم يستطع تعقب زعماء حماس، ومن هنا إصراره على شن الهجوم على رفح، على الرغم من التكلفة البشرية الحتمية الباهظة. ومن دون أي 'نجاح'، يعلم نتنياهو أنه سيتحمل المسؤولية عن الخرق الأمني الذي حدث في 7 أكتوبر. وقد أعلن رئيس المخابرات العسكرية استقالته، لكن لم يقم أي سياسي بذلك حتى الآن. كما أنه يتعرض لضغوط من حلفائه اليمينيين المتطرفين. وتستفيد حماس بدورها حسب المقال من استمرار هذه المحنة، ما يعزز مكانتها كخصم رئيسي لاسرائيل. وقد تكون العودة إلى المرحلة السياسية بعد الحرب وإطلاق سراح الرهائن أكثر تعقيداً.

ويبذل الأميركيون ودول المنطقة قصارى جهدهم للترويج لوقف إطلاق النار، لأن لديهم جميعاً مصلحة في إنهاء الأعمال العدائية. كما يكثف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحركاته حيث أن المناخ السياسي المحيط بالصراع في غزة يؤثر في الولايات المتحدة بصورة متزايدة على حملة جو بايدن. وبدورها، تود الدول العربية أن تنتهي هذه الأزمة. وبالانتظار، تجد منطقة الشرق الأوسط نفسها عالقة من جديد بين الحرب، وإن لم يكن السلام، فعلى الأقل مرحلة اللاحرب.. بينما تستمر الشعوب في دفع الأثمان الباهظة'.